المصراتي: ليس هناك في التسريب ما يسيء إلي- أرشيفية
أثارت تسريبات صوتية منسوبة للصحفي الليبي المناصر لـ"حفتر"، محمود المصراتي، حول علاقته بنشر أخبار كاذبة لتضليل الرأي العام، ردود فعل غاضبة وصادمة لدى الشارع الليبي.
وذكر المصراتي، خلال المكالمات الهاتفية المسربة له مع أحد ضباط "حفتر"، أنه "يبذل جهده لمحاولة التأثير على الرأي العام لوسم مجموعة "سرايا الدفاع عن بنغازي"، التي سيطرت على الهلال النفطي مؤخرا بأنهم تابعون لتنظيم القاعدة والإخوان المسلمين، حتى لا يقبل بهم الشارع في الشرق الليبي"، بحسب قناة "النبأ" المحلية التي نشرت المكالمات مساء أمس.
وتزامنت هذه التسريبات مع تصريحات سفير ليبيا السابق في الإمارات عارف النايض أكد فيها "تورط الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة والقاعدة في الهجوم الأخير على الهلال النفطي، مستغربا "مباركة ودعم وزير الدفاع بحكومة الوفاق الليبية، المهدي البرغثي، والذي اتهمه بدعم تنظيم القاعدة"، بحسب كلمة للنايض ألقاها أمس خلال زيارته لمركز "ذا هيريتيج فاونديشن" للدراسات بواشنطن.
من جهتها، استنكرت مجموعة "سرايا الدفاع عن بنغازي" ما ورد في المكالمات المسربة لمحاولة وصفها بـ"الإرهاب" أو الانتماء "للقاعدة"، مؤكدة "حق مقاضاة المتورطين في تلك التسجيلات المسربة وملاحقتهم قانونيا"، بحسب وكالة "بشرى" التابعة للسرايا.
الصحفي يرد
وفي أول تعليق له بعد المكالمات المسربة، قال الصحفي الليبي محمود المصراتي، إنه "من السهل تقليد صوتي، وليس هناك في التسريب ما يسيء إلي، فهذه الآراء والمواقف ليست سرية وأنا أعلنها دائما".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "كل التسريب المذكور وما فيه من مواقف لا تختلف عن مواقفه الشخصية، وأنه يجدد اتهامه للقاعدة والإرهابيين والميليشيات المجرمة باقتحام الموانئ النفطية"، حسب كلامه.
وتابع: "نحن بالفعل نصنع الرأي العام ونقوده من أجل دعم الجيش الليبي والدولة المدنية، وهذا دورنا وواجبنا ولا نخفي هذا الأمر"، نافيا "تعرضه لأي مضايقات من قبل السلطات في تونس، التي يقيم بها، بعد التسريبات"، لكنه لم ينف بشكل قاطع صلته بالتسجيل، واكتفى بأن تقليد صوته سهل.
وأثارت التسريبات وردود الفعل حولها، عدة تساؤلات حول وجود فعلا حملة لتشويه مجموعة سرايا الدفاع بعد هزيمة قوات "حفتر" في معركة الموانئ النفطية، خاصة بعد تشابه التصريحات والتسريبات بين أغلب المناوئين لانتصارات قوات السرايا.
"أسلوب كلاسيكي"
من جهته، قال الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير إن "معسكر "الكرامة" (قوات حفتر) يحاول عن طريق أدواته الإعلامية إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الضربة الأخيرة في موانئ النفط، لكن أساليبهم مازالت كلاسيكية لذا فقدوا الكثير من مؤيدهم".
وأضاف لـ"عربي21": "وبخصوص تسريبات هذا الصحفي فإنها أفقدته تأثيره ولن يصدقه أحد بعد ذلك، إلا إذا أثبت عدم صحة التسريب".
وأوضح الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، أن "تسريبات المصراتي ليست جديدة ولم تفاجئ من له عقل يتدبر، وأعتقد أنه وقع في مصيدة شر أعماله من التأجيج والتحريض وخطاب الكراهية المستمر له"، مضيفا لـ"عربي21": "وليس الأمر مقتصرا على المصراتي فقط بل على معظم الأطراف الآن".
"تسريبات صحيحة"
وأكد أمين عام حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبد الله الرفادي، لـ"عربي21"، أن "التسريبات صحيحة لأن محتواها تشابه مع ما قاله عارف النايض المتواجد في أمريكا حاليا، فالرسالة واحدة، وكلهم شلة فاسدة مرتبطة ببعضها، ومشروعاتهم قائمة على التضليل، حتى حفتر نفسه، لكن الشعب الليبي كاشفهم"، على حد تعبيره.
ورأى، الأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر، أن "صناعة الرأي العام في هذه المرحلة قائمة على تزييف الوعي وتغييب الحقائق لصالح أطراف الصراع، بوجود إعلاميين ومثقفين تحت الطلب، يقومون بنشر قضايا لا أساس لها ولا قيمة لها".
وتابع: "لكن العاقل يدرك أن أغلب ما ينشر الآن ناتج عن حالة الاستقطاب الحادة وبعيد عن الحقيقة وله أهداف خاصة، وستنتهي هذه البلطجة بمجرد الانتقال لمرحلة أخرى تتطلب الهدوء والحوار والحل السياسي"، وفق قوله لـ"عربي21".
لكن المحامي المقرب من قوات "حفتر"، عصام التاجوري، أكد من جانبه؛ أنه "يحق للمعني (الصحفي) ملاحقة القنوات التي بثت هذه التسريبات قانونيا، ويمكنه أيضا إيقاف البث لو سلم الأمر إلى مكتب محاماة دولي، متهما قناة "النبأ" (التي بثت التسريبات) بالمتطرفة".