كشفت تقارير إعلامية
مصرية أن القنصل
الإسرائيلي لدى مصر، يهودا جولان، قام بزيارة سرية إلى مصر، الأربعاء، استمرت ساعات عدة، ثم غادرها مساء اليوم نفسه، متوجها إلى الأردن.
وتأتي زيارة جولان إلى مصر في ظل غياب تمثيل دبلوماسي إسرائيلي منذ قرابة أربعة شهور، لأسباب غير معلومة، وبتأشيرة تردَّد بأنها كانت منتهية الصلاحية.
ونقلت صحيفة "صدى البلد" المصرية، الخميس، عن "مصادر مطلعة بمطار القاهرة"، أن القنصل الإسرائيلي أتم إجراءات
سفره بصحبة سبعة من طاقم أمن السفارة على رحلة مصر للطيران رقم 701، المتجهة إلى عمان.
وأضافت الصحيفة، المقربة من السلطات، أنه تم خلال الزيارة القصيرة للقنصل الإسرائيلي إلى القاهرة تجديد
تأشيرة إقامته بمصر من مقر وزارة الخارجية المصرية، لمدة عام، وذلك بعد أن انتهت خلال ابتعاده عن مصر أربعة شهور، كاشفة أن وزارة الخارجية المصرية تدخلت لدى سلطات مطار القاهرة لدخول القنصل بعد انتهاء إقامته.
وأضافت المصادر، وفق "صدى البلد"، أنه كان من المقرر أن يقوم القنصل الإسرائيلي خلال زيارته القصيرة لمصر بتجديد عقود العمالة المصرية في السفارة الإسرائيلية، لكن العاملين اختلفوا على بعض بنود العقد، التي تم وضعها مخالفة لبنود العقود السابقة، لذلك لم يتم التوقيع على العقود، على أن تتم مراجعتها بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وتغييرها، قبل العودة لمصر.
من جهتها، اتفقت صحيفة "روز اليوسف" مع رواية "صدى البلد" السابقة، في أن وزارة الخارجية المصرية تدخلت لتسمح بدخول القنصل الإسرائيلي إلى البلاد، بعد اكتشاف أمن المطار انتهاء تأشيرة إقامته بمصر.
وأضافت "روز اليوسف" أنه بعد أن تبين انتهاء تأشيرة إقامة القنصل بمصر، تم الاتصال بنائب مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الجوازات الدبلوماسية في الخارجية، السفير أشرف منير، الذي عرض الأمر على مساعد الوزير للمراسم، السفير أيمن مشرفة، حيث تقرر السماح للقنصل بالدخول لمصر، على أن يتم تجديد تأشيرة إقامته لمدة عام.
وفي التفاصيل، ذكرت التقارير الإعلامية المصرية أن مسؤولي مطار القاهرة الدولي اكتشفوا في أثناء إنهائهم إجراءات جوازات ركاب طائرة الخطوط التركية القادمة من إسطنبول، الأربعاء، وجود القنصل الإسرائيلي لدى مصر، وبصحبته سبعة من طاقم أمن السفارة، وبالكشف تبين انتهاء تأشيرة إقامته في القاهرة.
وهنا تدخلت وزارة الخارجية المصرية بعد اكتشاف انتهاء إقامته لتسهيل دخوله إلى البلاد. وقال مسؤول في الوزارة، في تصريحات صحفية، إنه تم تجديد تأشيرته لمدة عام، بعد انتهائها في نهاية العام الماضي، ثم لم تجدد، مؤكدا أن إدارة شؤون المراسم في وزارة الخارجية تدخلت لحل المشكلة، والسماح بدخوله إلى مصر.
وفي المقابل، نقلت صحيفتا "البوابة نيوز"، و"اليوم السابع"، نفي مصادر أمنية ودبلوماسية بمطار القاهرة إيقاف القنصل الإسرائيلي لدى مصر، فور وصوله من تركيا، قائلة إن إنهاء إجراءات وصوله لم يستغرق سوى دقائق، وإنها كانت معتمدة، فضلا عن أن له إقامة شاملة في الدولة، وحصانة دبلوماسية.
وكان جوفرين واجه انتقادات حادة من صحيفة "الأهرام العربي" في 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ضمن ملف خاص بعنوان "السفير الإسرائيلي في القاهرة يتجاوز الخطوط الحمراء والأعراف الدبلوماسية"، ردا على جولاته الكثيرة، لا سيما لمدينة الإسكندرية الساحلية والمسرح القومي بالقاهرة، على غير المعتاد، بحسب وكالة أنباء "الأناضول" التركية.
ومن جهته، علَّق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير هاني خلاف، على مغادرة السفير الإسرائيلي مقر خدمته لمدة أربعة أشهر في مصر، دون إبلاغ السلطات المصرية، فقال إنه أمر غير مسبوق، وليس له توصيف في اتفاقية "فينا" للعلاقات الدبلوماسية.
وأشار إلى أن الدواعي الأمنية هي التي جعلت السفير الإسرائيلي ينسحب ويبقي على عدد محدود من أعضاء السفارة في القاهرة.
وأضاف، في مداخلة لبرنامج "ساعة من مصر"، عبر فضائية "الغد"، أن السفارة الإسرائيلية لديها حساسية زائدة فيما يتعلق بالنواحي الأمنية، وأن العادة الدبلوماسية هي أن يبلغ السفير خارجية الدولة قبل مغادرتها ويخطرها.
وأشار إلى أن السفير الإسرائيلي لم يبد سببا لبقائه طويلا هذه المرة أكثر من أربعة أشهر، مشددا على أن العلاقة الدبلوماسية ليست فقط متابعة ملفات أو إبداء رأي لرئاسته، لكنها تشمل في المقام الأول الاتصالات، بحسب قوله.
يُذكر أن طاقم السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وعلى رأسهم السفير ديفيد جوفرين، والقنصل يهودا جولان، غادروا مصر في أواخر العام الماضي، دون إبداء أي أسباب عن الرحيل.
وفي الرابع عشر من شهر شباط/ فبراير الماضي، أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي سحب السفير ديفيد جوفرين من القاهرة، وطاقم السفارة بالكامل، لاعتبارات أمنية.
وحينها، نفت الخارجية المصرية، على لسان المتحدث الرسمي باسمها، أحمد أبو زيد، علمها بأسباب وتوقيت مغادرة جوفرين القاهرة، موضحة، في تصريحات صحفية، أن السفارة الإسرائيلية لم تخطرهم بأي ملاحظات، وأنهم لا يعلمون أسباب مغادرة السفير.
وبينما يقوم جوفرين بأعماله من تل أبيب، وفقا لصحيفة "التليجراف" البريطانية، فإن الانسحاب من القاهرة سرا يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجه البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في مصر، وفق قولها.