نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للكاتبة بيتسي وودراف، تقول فيه إن المحامين والناشطين قلقون من احتمال أن تكون الحكومة الفيدرالية تميز ضد الناس الذين يحملون أسماء توحي بأنهم
مسلمون، بإلغاء عضويتهم في برنامج يسرع من المرور عبر أمن المطار.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن محامي الهجرة غريغ سيسكايند، قوله إنه بعد حظر السفر الأول، الذي أمر به الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، فإنه بدأ يسمع من بعض الناس أن رسائل غامضة وصلتهم من وزارة الأمن الداخلي للولايات المتحدة، تخبرهم بأنه تم إلغاء عضويتهم في البرنامج.
وتشير وودراف إلى أن برنامج "
غلوبال إنتري" المعني هو جزء من برنامج "تراستيد ترافيلر" أو المسافر الموثوق به التابع للوزارة، الذي يسمح للمسافرين بأن يتم فرزهم مسبقا لتسريع مرورهم عبر أمن المطارات في أمريكا لدى قدومهم من بلدان أخرى، لافتة إلى أنه للحصول على العضوية فإنه يجب أن يخضع الشخص لتحقيق شامل في خلفيته، بالإضافة إلى المقابلة الشخصية.
ويستدرك الموقع بأن هذه العضوية تم إلغاؤها للعديد من المسافرين الذين يحملون أسماء عربية أو مسلمة، بينهم مواطنون أمريكيون، ولذلك قام سيسكايند ومحامي هجرة آخر، هو أندرو فري، بالتعاون مع لجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية لطلب المزيد من المعلومات من الوزارة وأخذها للمحكمة إن لزم الأمر، مشيرا إلى أنهما قدما طلبا يوم الأربعاء للوزارة، بموجب قانون حرية المعلومات، وقالا إنهما مستعدان لرفع قضية إن لم تقم الوزارة بتوفير معلومات أكثر حول هذه التغيرات.
ويورد التقرير نقلا عن فري، قوله: "لدينا مجموعة من الناس يقولون إنه تم إلغاء عضويتهم، وكلهم يشتركون في شيء واحد، وهو ليس أن لهم تصنيفا أمنيا مختلفا، بل هو أنهم جميعا يحملون أسماء توحي بأنهم مسلمون".
وتذكر الكاتبة أن متحدثا باسم الجمارك وحماية الحدود أنكر هذه التهم، وقال: "هذا الادعاء عار تماما عن الصحة.. أستطيع أن أقول لكم بأن حمل اسم يبدو عربيا أو مسلما ليس معيارا لإلغاء عضويته في برنامج المسافر الموثوق به".
ويقول فري للموقع بأنه لم ير أو يسمع هو أو سيسكايند عن أمثلة لإلغاء عنصري للعضوية قبل تنصيب ترامب، وسمعا بأكثر من 20 حالة فقدان لعضوية "غلوبال إنتري" منذ تنصيبه، يعتقد أصحابها أن السبب كان عنصريا.
وينقل التقرير عن المدير القانوني للجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية عبد أيوب، قوله: "هذا يكفي ليبين أن هناك شيئا منهجيا يجري.. ويشير هذا الأمر إلى أن هذه الإدارة وضعت سياسات تستهدف المسلمين والعرب، بما في ذلك المواطنون الأمريكيون".
ويقول فري للموقع: "إذا ما أخذنا في الاعتبار الجو السائد ووعود الرئيس خلال الحملة، فإنه يبدو بالنسبة لي بأن هناك أسئلة خطيرة حول ما إذا كانوا بالفعل بدأوا في تطبيق سياسات التدخل في سفر المواطنين الأمريكيين وغيرهم من المسلمين بشكل غير رسمي"، وأضاف أن الطلب بموجب قانون حرية المعلومات، الذي شاهده موقع "ديلي بيست"، يشير إلى أن الحالات الموجودة تبدو وكأن لها نمطا معينا.
ويورد التقرير أنه كتب في الطلب: "وصلت تقارير إلى لجنة كفاح التمييز بأنه بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، تم سحب امتياز (غلوبال إنتري) من الجمارك وحماية الحدود.. وهذه ليست حالات منفردة، كما يبدو، بل هي جزء من صورة أكبر يتم بموجبها سحب امتياز (غلوبال إنتري) من المشاركين الذين يحملون أسماء توحي بأنها عربية أو من ذوي أصول عربية أو إسلامية، في غياب أي تغير في ملفاتهم الشخصية من حيث الخطورة على الأمن، وتضم القائمة أطباء ومصرفيين وطلابا ورجال أعمال -كلهم حملوا امتياز (غلوبال إنتري)- وواجهوا بشكل مفاجئ فحوصا دقيقة، ومعظم من يبلغون عن سحب لامتيازاتهم هم من المواطنين الأمريكيين".
وتنوه وودراف إلى أن موقعي "ميك" و"سكيفت" نشرا تقارير إخبارية عن إلغاء امتياز "غلوبال إنتري" مباشرة بعد حظر السفر الذي أعلنه ترامب، حيث قال سيسكايند إنه في الأسابيع التي تلت هذا الحظر، جمع هو وفري المزيد من الحالات من الناس الذين خسروا هذا الامتياز ما يكفي ليجعلهم يطلبون من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إبراز المزيد من البيانات حول البرنامج.
وينقل الموقع عن الأشخاص الذين فقدوا امتياز "غلوبال إنتري"، قولهم بأنهم حائرون وقلقون، فمثلا قال فرهد حسن، وهو طبيب كردي عراقي جاء إلى أمريكا لممارسة الطب، إنه تم سحب امتيازه في "غلوبال إنتري"، ويعتقد أن جنسيته هي السبب، وأضاف حسن، الحائز على البطاقة الخضراء، ويتابع في إجراءات الحصول على الجنسية الأمريكية: "إنه أمر غير مريح، إنها إجراءات تشبه التمييز على أساس الجنسية"، وتابع قائلا: "أنا كردي.. عانينا من القمع داخل العراق، والشعور الآن هو أننا نقمع ثانية في الولايات المتحدة".
ويورد التقرير نقلا عن سعيد محمد، وهو مواطن أمريكي مسلم تم سحب امتيازه في "غلوبال إنتري" في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير، قوله إن التغيير جعله في حيرة من أمره، وأضاف: "الحكومة ليست بتلك الفعالية لتعرف كل شيء.. يمكن لها أن تتعامل بشدة، وأعتقد أن اسمي شائع جدا، بحيث يمكن أن يكون أثار شكوكا، لكن يجب أن يكون ذلك تسبب بمشكلات عندما قدمت على الامتياز ابتداء، لا أن يتم إلغاء كل شيء دون تحذير، خاصة عندما يأتي ذلك بعد عشرة أيام من تنصيب الرئيس".
وتنقل الكاتبة عن نوجان عماد، وهو مواطن كندي مولود في إيران، وانتقل إلى أمريكا قبل خمس سنوات تقريبا، قوله إنه تم سحب امتياز "غلوبال إنتري" منه بعد أن أخبرته وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بأنه حصل على الامتياز في فترة قصيرة، وأضاف أن عائلته غادرت إيران عندما كان عمره سبع سنوات بسبب الثورة الإسلامية، مشيرا إلى أنه لم يعد إليها منذ ذلك الحين.
ويقول الموقع إنه لا يبدو أن المتأثرين هم الأشخاص الذين ولدوا في إيران والعراق فقط، حيث تقول محامية الهجرة في فلنت في ولاية ميتشغان، منى الجندي، إنها سمعت أن عددا من السوريين خسروا امتيازاتهم، ويأملون أن تتم إعادتها، وتضيف أن الاستفسارات حول هذا الموضوع تمر عليها لأول مرة.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن هناك كلاما غير مؤكد بأن خزر خان، الذي انتقد المرشح ترامب في مؤتمر الحزب الديمقراطي، تم سحب امتياز "غلوبال إنتري" منه.