قالت صحيفة "معاريف"
الإسرائيلية، إن "
مؤتمر مصالحة بين
ليبيا وإسرئيل" ربما يعقد في حزيران/ يونيو المقبل بجزيرة رودوس اليونانية، بهدف إقامة علاقات ثنائية مع "تل أبيب" على غرار العلاقات القائمة مع المغرب.
وقال رئيس "اتحاد
يهود ليبيا" رفائيل لوزون، المولود في ليبيا والمقيم في لندن حاليا، لـ"معاريف" الخميس، إنه "لمس في اتصالاته مع شخصيات ليبية عدم ممانعة أطراف كثيرة في إقامة علاقات مفتوحة مع إسرائيل، وربما أكثر من ذلك"، كاشفا عن بعض الشخصيات الليبية التي أبدت استعدادها لحضور المؤتمر، ومن أبرزهم "وزير الإعلام الليبي السابق عمر القويري، وسفير ليبيا في البحرين فوزي عبد العال".
وأثارت هذه الأنباء ردود فعل غاضبة من قبل مراقبين وناشطين ليبيين؛ تساءلوا عن سر إقامة هذا المؤتمر في هذا التوقيت، ومن يقف وراءه، وهل دخلت "إسرائيل" على خط استغلال الأزمة الليبية الداخلية.
"الخارجية" تتبرأ
من جهتها؛ نفت وزارة الخارجية الليبية بحكومة الوفاق الوطني، وجود أي علاقة لها بمثل هذه اللقاءات، مؤكدة أن "من يحضر أو ينظم مثل هذه المؤتمرات لا يمثل إلا نفسه".
وقال عضو المكتب الإعلامي في "الخارجية" عدنان حمودة لـ"
عربي21": "إننا ننفي تماما وجود أي علاقة لنا بهذا اللقاء، ولسنا معنيين به، وعملنا السياسي ليبي داخلي، ونرفض أن تتدخل بشأننا أي جهة خارجية".
وأضاف: "إنْ صحّت هذه الأخبار؛ فإننا نؤكد أن هذا اللقاء والمنظمين والحاضرين له لا يمثلون إلا أنفسهم".
خلايا نائمة
من جهته؛ قال عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة، إن "هذا المؤتمر المزعوم قد يكون في إطار محاولات حثيثة من قبل من صنعهم الكيان الصهيوني في الداخل الليبي، لخلق علاقات بين ليبيا وهذا الكيان الغاصب".
وأضاف فحيمة لـ"
عربي21" أن "ليبيا ورغم كل الظروف الصعبة التي تعانيها؛ إلا أن نظرتها للقضية الفلسطينية لم تتغير"، لافتا إلا أن "من يصفون أنفسهم بـ(يهود ليبيا) أمرهم متروك لليبيين ولدستورهم الدائم الذي ما زال تحت الإنجاز" على حد قوله.
ورأى الإعلامي الليبي عاطف الأطرش، أن "من المبكر جدا الحديث عن تطبيع العلاقات بين الليبيين والكيان الصهيوني، وخصوصا في ظل الأزمة العامة التي تعيشها ليبيا منذ سنوات".
وأضاف أن "تقبل الشارع الليبي لهذا الموضوع يعتمد على مستوى المصالحة والصراع بين الفلسطينيين أنفسهم والكيان الصهيوني، وبالتالي فإنه ما زال المشوار طويلا جدا حتى يتم التطبيع" وفق قوله.
وتابع: "أنا شخصيا لا أمانع بالتطبيع في حالة واحدة، وهي أن يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه، وينهي كامل أشكال الصراع مع الصهاينة".
وقبل 10 سنوات؛ عقد لقاء مشابه في لندن بمبادرة من لوزون أيضا، وشارك فيه عضو الكنيست في حينه ووزير المالية الإسرائيلي الحالي موشيه كحلون، ورئيس الحكومة الإيطالي السابق جوليو أندريوتي، ومندوبون من السفارة الليبية بلندن، ومندوبون عن المعارضة لنظام القذافي، وبعث القذافي برسالة إلى هذا اللقاء دعا فيها اليهود من أصول ليبية للعودة إلى ليبيا.
ومن بين مستوطني فلسطين الذين يربو عددهم على ثمانية ملايين نسمة؛ يستوطن فلسطين خمسة آلاف يهودي من أصول ليبية، وفقا لبيانات الجهاز المركزي الإسرائيلي للإحصاء في 2015.