أثار تعيين قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي؛ سفير
مصر السابق لدى بلجيكا، إيهاب فوزي، مندوبا للقاهرة لدى حلف شمال الأطلسي (
الناتو)، تساؤلات حول ماهية الخطوة وما يترتب عليها.
ويشير محللون إلى احتمال إسناد دور عسكري محتمل يوكله الحلف الذي يضم 28 دولة من أمريكا الشمالية وأوروبا، لمصر، في إطار التعاون الأمني والمخابراتي والمعلوماتي مع أعضاء الحلف، إلى جانب التعاون في قضايا الإرهاب، والملف الليبي.
سياسة رفض الأحلاف
واعتبر أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل السيد، أن وجود بعثة دبلوماسية مصرية بالناتو "لا تعني انضمام مصر للحلف"، مطالبا السلطات بتوضيح حقيقة دور مصر العسكري والأمني المحتمل في الناتو.
وفي مقال له بصحيفة "الشروق"، الأحد، أكد الأكاديمي المؤيد للانقلاب، أن "أي دور عسكري قد يوكله الحلف للقاهرة في الجارة ليبيا أو الشقيقة سوريا قد يؤثر على علاقاتها بدول أخرى لها رؤية مغايرة للحلف بتلك الملفات، في إشارة إلى روسيا وإيران"، وفق تعبيره.
القضايا الأمنية
وقال المحلل السياسي محمد الزواوي، إن وجود دور عسكري وأمني فاعل لمصر بالناتو "يأتي تماشيا مع رغبة الحلف بتوسيع قاعدة المشاركة الدولية لمواجهة التحديات الأمنية المتمثلة في وجود مليشيات مسلحة عقب الثورة الليبية، إلى جانب قضايا الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وغيرها".
وأضاف الزواوي لـ"
عربي21"، أن "القرار يصب لمصلحة الحلف ومصر بذات الوقت؛ باعتبار أن القاهرة ستكون قريبة من مراكز صنع القرار بالناتو، وسيكون لها فرصة أكبر لعرض وجهة نظرها من خلال الاعتبارات الأمنية للنظام".
وأشار إلى أن النظام العسكري القائم "يلوح دائما بورقة الإرهاب، وبات يستخدم الجماعات المسلحة كأداة لتعظيم الاستفادة منه والاعتماد عليه كحامي للحدود الأوروبية"، كما قال.
مكاسب مصر
وحول مكاسب مصر، يرى الكاتب والمحلل السياسي أسامة الهتيمي، أن مكاسب مصر من علاقتها بالناتو؛ "ليست كبيرة كما يروج البعض"، مضيفا: "غاية ما يمكن أن تجنيه مصر؛ يتعلق بصلاحياتها لطرح رؤيتها الاستراتيجية حول تهديدات الأمن القومي العالمي والعربي، الذي يرتكز بالأساس على قضية الإرهاب محل الاتفاق بين أغلب القوى الدولية"، على حد قوله.
وأضاف الهتيمي لـ"
عربي21"، أن وجود دور عسكري مصري بأعمال الناتو يعد خطوة "تتوافق ومنهج السيسي في
علاقاته الخارجية، حيث مواصلة العمل على خطوط متوازية لإقامة علاقات وفتح قنوات تواصل مع جميع القوى الدولية والإقليمية في توقيت واحد، بعيدا عن مدى ما بينها من تباينات".
وأوضح الهتيمي أن "البوصلة التي تنطلق منها سياسات السيسي؛ هي تحقيق المصلحة وكسب القبول به كنظام سياسي"، مضيفا أن "تلك السياسة يحلو للخارجية المصرية أن تطلق عليها (سياسة التوازن في العلاقات) غير ملتفتة إلى أن هذا النهج سيكون له حتما تداعيات سلبية"، وفق تقديره.
ورأى أن "بعثة مصرية في الناتو تعني للطرف الأمريكي محاولة لانتشال مصر من أحضان الحلف الروسي الإيراني بعد تقارب هذه الأطرف مؤخرا"، مشيرا إلى أن ذلك التقارب لم يقلق واشنطن وحدها؛ وإنما أزعج الخليج أيضا، كما قال.