ظهر زعيم جماعة
الحوثيين، عبد الملك الحوثي، السبت، في
خطاب جديد، وذلك بمناسبة مرور عامين على انطلاق
عاصفة الحزم.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة "إن هذه المناسبة تحمل في طياتها دلالات الصمود للشعب
اليمني في الوقوف أمام هذا العدوان وقهره، رغم كل وحشيته"، على حد تعبيره.
وطالب الحوثي أنصاره بمراجعة أدائهم العملي؛ بهدف التطوير، لرفع مستوى الأداء؛ ليكونوا أكثر فاعلية في التصدي "للعدوان".
وكرر الحوثي اتهاماته للسعودية باستخدامها "أقوى أنواع الأسلحة"، موضحا أن "العدوان انفلت من كل القيم والضوابط الإنسانية والشرعية، واستخدم كل شيء لحسم المعركة، وارتكب أبشع الجرائم في سبيل أن يحقق هدفه".
كما كرر اتهاماته بوقوف أمريكا وإسرائيل وراء ما وصفه بالعدوان السعودي، وقال: "إن هذا العدوان رأسه المدبر والمخطط له هو أمريكا، أما قلبه في كل شعوره فهو إسرائيل، أما أدواته فهي قوى العمالة والارتهان للأمريكي والإسرائيلي، وعلى رأسهم النظام السعودي العميل".
وأضاف: الأمة مستهدفة من قبل أمريكا وإسرائيل، وهناك شعوب يرى العدو الأمريكي ضرورة التخلص منها أولا؛ لأنها تمثل عقبة أمامه؛ لأن فيها قوى متحررة وواعية ومسؤولة ترفض هيمنته، وتقف بوجه مشاريعه ومؤامراته".
كما اتهم الحوثي ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بأنه يسعى لطموحاته الشخصية من خلال الحرب على اليمن، قائلا: "محمد بن سلمان يريد من العدوان سلّما للانفراد بالسلطة".
وبالتزامن مع أزمة العلاقة بين جماعته وحلفائها في حزب المؤتمر (جناح صالح)، دعا الحوثي إلى "تفعيل مؤسسات الدولة وفق الإمكانات المتاحة من قضاء وأجهزة رقابية وضبط الموارد المالية"، التي تعد أهم نقطة يتصارع عليها الطرفان في صنعاء.
واعتبر أن هذه المناسبة فرصة لمراجعة الأداء الداخلي وتقييمه في مواجهة العدوان.
وفي خطاب تحريضي، دعا زعيم الحوثيين إلى تفعيل ما أسماه "قانون الطوارئ"؛ لوقف الطابور الخامس، ومواجهة الاختراق والاستقطاب المعادي، كما وجه بتطهير مؤسسات الدولة من الخونة والموالين للعدوان، ومحاكمتهم على خيانتهم، في إشارة منه إلى الموالين للحكومة المعترف بها دوليا، والتي تتخذ من مدينة عدن (جنوبا) مقرا لها.
ووجه بعملية "الإحلال الوظيفي"، واستبدال "الفارين والخونة"، وفق تعبيره، من المنتمين لصفوف الجيش الوطني المؤيد للحكومة الشرعية، في مسار معلن لتكريس أنصاره في قطاعات الدولة بالمحافظات التي تخضع لسيطرة مسلحيه، واجتثاث غيرهم.
ودعا الحوثي إلى حشد المزيد من المقاتلين من أبناء القبائل، ورفدها إلى الجبهات.
الجديد في خطابه هذا دعوته لتفعيل الزكاة، والاهتمام بموسم الزراعة القادم في المدن التي يسيطر عليها مسلحوه (شمال البلاد ووسطها)، في خطوة لافتة تعيد للذاكرة سياسة آل حميد الدين في هذا الجانب، الذين حكموا اليمن قبل اندلاع ثورة 26 من أيلول/ سبتمبر 1962.
ومن المتوقع أن تشهد صنعاء احتشادا لأنصار الحوثي وصالح في ميدان السبعين، في فعالية حملت عنوان "عامان على الصمود".
ويشهد اليمن منذ عامين نزاعا بين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح من جهة، وبين قوات الرئيس هادي المدعومة من التحالف، الذي بدأ تدخلا عسكريا في آذار/ مارس 2015، من جهة أخرى.