سلطت وسائل إعلام
إسرائيلية الأضواء على مظاهر تعاظم نفوذ
الحاخامات في الجيش الإسرائيلي وقيادته.
وأشار معلقون بارزون إلى أن الحاخامات انتقلوا من احتكار التأثير على وعي الضباط والجنود من خلال مؤسسة الحاخامية العسكرية، إلى فرض تصوراتهم على البنية التنظيمية للجيش.
واعتبرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية، أن "إذعان" رئيس هيئة أركان الجيش جادي إيزنكوت للحاخامات، وتراجعه عن مشاركة الجنود والمجندات في دورات التدريب العسكرية القتالية ذاتها، "يدلل على أن الحاخامات هم من يتولون عمليا توجيه الأمور داخل مؤسسة الجيش".
وقال كبير المعلقين في القناة، أمنون أبراموفيتش، إن قيادة الجيش "تنافق الحاخامات، وترفض اتخاذ أي خطوة لوقف تدخلهم في شؤون الجيش".
من جهته، قال معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة، ألون بن دافيد، إن مراعاة الجيش لمواقف الحاخامات يرجع بشكل خاص إلى حقيقة أن المتدينين باتوا يشكلون أغلبية الضباط والجنود الذين ينتسبون للألوية القتالية والوحدات الخاصة.
وفي مداخلة بثت الليلة الماضية، تابعتها "
عربي21"، نوّه بن دافيد إلى أنه نظرا للتأثير الطاغي للحاخامات على الضباط والجنود المتدينين، فإن قيادة الجيش تحاول "عدم إغضابهم"، وتحاول مراعاة مواقفهم، على الرغم من حالة السخط التي تعم أوساط الضباط والجنود العلمانيين من تدخلهم.
يذكر أنه نظرا لتعاظم نسبة تمثيل المتدينين داخل الجيش، فقد عمدت قيادة الجيش الإسرائيلي على تنصيب حاخام عسكري على رأس كل كتيبة برتبة نقيب، يعمل إلى جانب قائد الكتيبة، وهو برتبة مقدم.
ونوّه كتاب يحمل عنوان "الجيش الإلهي" لمؤلفه يجيل ليفي، الذي صدر حديثا، إلى أنه على الرغم من الفرق في الرتب العسكرية بينهما، إلا أن قائد الكتيبة لا يمكنه الإقدام على أية خطوة بدون التشاور مع حاخام الكتيبة.
وبحسب الكتاب، فإن حاخام الكتيبة يتولى إلقاء المواعظ الدينية على ضباط وجنود الكتيبة، من أجل رفع روحهم المعنوية، وحثهم على القتال.
وأشار الكتاب إلى أن الحاخام يرافق الكتيبة عند تخوم أرض المعارك، حيث يتولى "مباركة" كل جندي وضابط بشكل شخصي، من أجل زيادة دافعيته القتالية.