وجهت جماعة
الإخوان المسلمين
المصرية رسالة إلى مؤتمر القمة العربي المنعقد في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية في الدورة العادية التاسعة والعشرين، داعية إلى أن تكون هذه الدورة هي دورة النهوض الداخلي، مشدّدة على ضرورة تجنب النزاعات أو الخلافات.
وقالت -في بيان لها مساء الاثنين-: "يأتي اجتماعكم وأنتم على مرمى حجر من بيت المقدس، حيث المسجد الأقصى وكنيسة القيامة الأسيران، اللذان انتهى بهما التاريخ رغم كل ما خرج من بيانات وقرارات عن القمم السابقة منذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، وقبل قيام دولة إسرائيل بثلاث سنوات، وما خرج عنها من بيانات وقرارات، إلى تأكيد وجود نظام فصل عنصري على هذه الأرض المباركة".
واقترحت جماعة الإخوان "الوقوف دقيقة؛ حدادا على ضحايا الأمة اللذين يسقطون يوميا على ترابها من جراء ما يجري على أراضيها من حروب ونزاعات، ودعوة الشعوب العربية كلها من المحيط إلى الخليج إلى المشاركة فيها، وفي التوقيت ذاته لنثبت أننا أمة واحدة، بمشاعر واحدة، وآمال مشتركة، وتحديا لكل ما يتم الإعلان عنه من مخططات لإفنائها بالنفخ في ميزان النزاعات الطائفية، وتقسيم ما هو مقسم، ودفع الشعوب إلى الهجرة الداخلية والخارجية، حتى تصل حال أمتنا إلى أن تكون كالهشيم الذي تذروه الرياح، بعد أن كانت هي صاحبة الحضارة والاحترام على كل الأصعدة".
وتابعت: "إن شعوبكم التي أفاءت بخيرها على الدنيا قاطبة، وأفاضت بمعارفها وخبراتها على جوانب الحياة الإنسانية المختلفة، لهي على أتم استعداد للنهوض من كبوتها مرة أخرى، وتدارك ما فاتها، والوقوف خلف قيادتكم بكل عزيمة ومضاء، تحميكم وتحمي أوطانها على طريق الاستقلال الحقيقي والتقدم والرقي".
وأردفت: "إذا كانت هذه الشعوب مطالبة بالسمع والطاعة، طبقا لما جاء في الآية الكريمة (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فإن هذه الطاعة جاءت بعد الآية (أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، وهذه الأمانة مقرونة بالحكم بالعدل الذي هو أساس الملك".
وأكملت "الإخوان": "لتكن هذه الدورة هي دورة النهوض الداخلي، وما تزخر به دواوين الحكم في كل أقطارنا من مقترحات للنهوض الكثير والكثير، فاللحظة التي تعيشها الأمة العربية يجب ألّا تكون لحظة نزاع أو خلاف، بل هي وقت إعطاء كل ذي حق حقه، حاكما كان أو محكوما".
وأضافت: "أولى شروط النهوض أن يتم إبعاد كل من تقطر يداه بدماء شعبه من محيطكم، وأن تباعدوا بينكم وبين من يجحدون حق شعوبهم في الحرية والانعتاق من إسار العبودية لغير الله سبحانه وتعالى، وأن تنأوا بأنفسكم وأمتكم عن كل من يطلب النصرة من غير الله، سبحانه وتعالى القوى القاهر، ثم لا يرتكن إلى تأييد شعبه" .
وختمت بقولها: "السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية: أعانكم الله على تأدية أماناتكم، ووفقكم سبحانه وتعالى لما فيه الخير لأنفسكم ولشعوبكم، ودعاؤنا لله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمال هذه الدورة إيذانا بإعادة الحق لقضايا الأمة، والعودة بمؤسسة الجامعة العربية إلى ما كانت ترجوه منها شعوبها".
وانطلقت، مساء الاثنين، اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وأعد الوزراء أثناء اجتماعهم جدول أعمال القمة، وعلى رأسه ملف القضية الفلسطينية، وتطورات الأزمة السورية، وملف اللاجئين، إضافة إلى تطورات الوضع في ليبيا واليمن.
وتوافق وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعاتهم بمنطقة البحر الميت في الأردن، أمس الاثنين، على تبني كل البنود المطروحة على جدول الأعمال؛ تمهيدا لرفعها إلى القادة العرب في قمتهم الأربعاء.
وأقر وزراء الخارجية العرب تفعيل مبادرة السلام العربية، والتزامهم بها، ورفضوا ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن لعام 2019 و2020، كما أدانوا التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى وقف نزيف الدم في سوريا، وإنهاء الحرب، مؤكدا أنه "يجب ألّا يبقى العرب بعيدين عن أكبر أزمة تشهدها المنطقة".
وقال إنه "لا يخفى على أحد منا حالة القلق التي تعتري المواطن العربي"، داعيا إلى "العمل بكل السبل الممكنة من أجل تفعيل الحضور العربي في الأزمات الكبرى، التي تشكل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي".