شن تامر أمين، الإعلامي الموالي لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، هجوما غير مسبوق على
القمة العربية الثامنة والعشرين، التي تنطلق الأربعاء بمنطقة
البحر الميت في الأردن، واصفا إياها بأنها "قمة البحر الميت، والعمل العربي الميت".
ووجه أمين، في برنامجه "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة"، مساء الثلاثاء، عددا من الأوصاف اللاذعة بحق القمة، قائلا إنه ينتقد العمل الجمعي بين الزعماء العرب، معقبا: "أنا مش مستني إنجاز من القمة العربية، مستني أشوف مين هيتخانق مع مين"، ضاربا المثل بمشادة حدثت في قمة سابقة بين العاهل السعودي السابق الملك عبد الله والرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي.
وفي البداية، انهال أمين بسيل من السخريات اللاذعة بحق القمة، مستهلا حديثه بالتهنئة بالقمة العربية، متهكما: "كل سنة وكل العرب بخير.. كل سنة وكل مواطن عربي بخير، ومستبشر، وفخور بقمته، وجامعته العربية، وفخور بالعمل العربي المشترك، ومعتز بعروبته، ومعتز ببيت العرب الكبير، وبزعمائه، ورؤسائه وملوكه وهم يجتمعون على قلب رجل واحد، ويقررون، ويقولون: لا".
وأضاف: "كل الكلام اللي قلته ده "بلح".. وأقصد عكس كل ما قلته تماما.. بُكرة لا أستطيع أن أقول لكم: "كل سنة وأنتم طيبين".. ولو قادر أشغل لكم أغنية هاني شاكر "عيد ميلاد جرحي أنا".. كنت شغَّلتها".
وأردف أمين: "بُكرة.. عيد ميلاد جرحي أنا كمواطن عربي.. عيد ميلاد حزني ونكستي وخيبتي وضعفي وهواني وخزيي وعاري وانشقاقي.. عيد ميلاد كل حاجة وحشة.. هذا لسان حال المواطن العربي وهو يرى الأردن تستقبل القادة كي يجتمعوا بالبحر الميت".
واستدرك الإعلامي المصري أنه برغم أن منطقة البحر الميت هي من أجمل بقاع العالم في الأردن، لكن الحقيقة أن هذه "قمة البحر الميت" اسم على مسمى، وقمة العمل العربي الميت، وقمة الآمال الميتة.. هذه قمة البحر الميت والعمل الميت".
وتابع أمين: "أنا مش باسوّدها هي سودة لوحدها.. حد يقول لي الزعماء العرب أنجزوا إيه.. ماذا أنجز القادة العرب في أي قمة عربية؟ هل حرروا دولة محتلة، وأجلوا هذا الاحتلال أو أخذوا موقفا قرصوا فيه أو ضغطوا به على دولة معينة؟".
وشدَّد على أنه لا يوجه حديثه لأي رئيس دولة بعينها، وإنما ينتقد العمل الجمعي بين الزعماء العرب، معقبا: "أنا مش مستني إنجاز من القمة العربية.. هذه قمم الشجب والإدانة والاستنكار، ما سمعتش قمة عملت حاجة غير كده من يوم ما اتولدت، اللي بيعملوه أنهم بيغيروا ترتيب هذه الأمور الثلاثة"، على حد قوله.
وتساءل تامر أمين عن نتاج العمل الجمعي: إيه اللي بيطلع من قممهم؟ مجيبا: "غالبا بيطلع خناقة وتلاسن وشجار ومشادة ربما تؤدي إلى قطيعة، والأمثلة كثيرة: مشادة ما بين السعودية وليبيا، وقت الملك عبدالله، والرئيس معمر القذافي، وانسحاب مين؟".
وأردف: "هي دي القمم العربية.. أكشن طول الوقت.. هأتفرج على القمة العربية، ومستني أشوف: مين هيمسك في هدوم مين؟ ومين هيتخانق مع مين؟ ومين هيتهم مين بالخيانة والعمالة؟"، معلقا: "هذا هو ترقبي وتوقعي لما سيحدث في القمة".
إلى ذلك، وصل قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، بعد ظهر الثلاثاء، إلى الأردن، لرئاسة وفد مصر في أعمال القمة، التي تبدأ الأربعاء، على مستوى القادة والرؤساء العرب، ومن المقرر أن تشهد حضورا كبيرا من قبلهم.
قصة مشادة عبد الله والقذافي
ويُذكر أنه على مدار 36 قمة شهدها العالم العربي، منذ تأسيس الجامعة عام 1945، شهدت القمم عددا من الخلافات بين زعماء الدول العربية، كان الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، بطل عدد منها.
وفي القمة العربية التي عقدت في مصر، عام 2003، اتفق القادة العرب على الرفض المطلق لضرب العراق، وضرورة حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية، وتجنب الحرب، واستكمال تنفيد العراق لقرار الأمم المتحدة رقم 1441 (2002).
إلا أن الرئيس الليبي الراحل شن هجوما شرسا على ولي العهد السعودي وقتها، الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ بسبب سماح السعودية للقوات الأجنبية بدخول أراضيها لاحتلال العراق، وهو ما ردَّ عليه ولى عهد السعودية بقولة: "المملكة السعودية مسلمة، ولا تتطاول على أسيادك"، وذلك قبل أن يغادر القاعة غاضبا.
ومن جهته، رد القذافي بوصف ملك السعودية الراحل بـ"الهارب والخائف من المواجهة"، مدعيا أنه صنيعة بريطانيا، وتحميه أمريكا. وفي ختام القمة عقد الطرفان اجتماع مصالحة برعاية قطرية.