بعد منع برنامجه الفضائي، وملاحقته ببلاغات تتهمه بالإساءة للبرلمان، عاود الإعلامي إبراهيم عيسى، مهاجمة "السلفية الوهابية"، (التي تنتهجها السعودية)، وزعم أنها "خلقت
الطائفية والإرهاب في
مصر"، وأن المذهب الوهابي السلفي هو سبب الأحداث الطائفية في مصر، معتبرا أنه "ذئب متوحش" يقتل الناس باسم الدين.
جاء ذلك في أحدث مقال كتبه عيسى، بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها، تحت عنوان "من الأقصر إلى لندن. لا شيء يصنع الإرهاب إلا السلفية الوهابية"، وذلك في معرض تعليقه على ما شهدته إحدى مدن محافظة الأقصر بصعيد مصر، قبل أيام، من تظاهر المسلمين، بسبب إعادة تسليم فتاة قيل إنها أعلنت إسلامها، للكنيسة.
"السلفية الوهابية سبب الإرهاب"
وادعى عيسى في المقال أنه: "من الأقصر إلى لندن.. لا شىء يصنع الإرهاب إلا السلفية الوهابية فتنة طائفية أو مذهبية تنتهى إلى عنف وقتل"، مضيفا: "ابحث عن الوهابية.. ذئب منفرد يتحوَّل من شخص عادي إلى قاتل وحشي باسم الدين.. ابحث عن الوهابية".
وأردف: "كلهم يكذبون ويراوغون ويتحدثون عن أسباب اقتصادية أو سياسية للإرهاب، وهي أسباب موجودة، وليست بعيدة فعلا، لكن الأصل والفصل، الجذر والفرع هو الفهم الوهابي المتجمد المتخشب المتطرف الإرهابي للدين الإسلامي".
وتابع: "ليس هناك إرهابي واحد قتل أو فخَّخ، أو شخص واحد جرى بالطوب أو بالنار لقذف أو حرق منزل قبطي في مصر إلا وهو سلفي وهابي"، وفق زعمه.
وشدَّد على أن "السلفية الوهابية التي جعلت من الإسلام عنصريا يكره غيره ويحتقره، وطائفيا لا يطيق الآخر، ولا يفكر إلا فى سحقه أو ضمّه، إما أن يرضخ الآخر المسيحي أو اليهودي، ويتصاغر جدا ويتذلل ويدفع الجزية بارتهان كرامته والتعامل كبني آدم درجة ثانية، وإما أن يدخل مُكرَها الإسلام، مُدَّعيا حبّه، وإما أن يتم قتله ذبحا"، حسبما قال.
واستطرد: "ها هي الدولة التي كانت أول مَن استنارت، تظلم بالطائفية والفتنة الوهابية.. السلفية الوهابية التي جعلت الإسلام مذهبيّا لا يقبل إلا مذهبا واحدا، ويكفّر أي مخالف أو مختلف حتى لو صلَّى وصامَ وزكَّى وحج، فأي مسلم غير وهابي عند الوهابي كافر، جعلت السلفية الوهابية الإسلام دمويّا لا يبغي إلا القتل بل والوحشية".
وأبدى عيسى دهشته من تحول أشخاص من الأقصر "إلى متطرفين عنصريين طائفيين مُستحلّين للدم ومستبيحين للعنف لأجل امرأة مسيحية يدَّعون دخولها الإسلام ما يُستحق معه تدمير لأهلها أو اعتداء على ذويها، متهمينهم بأنهم حرموا الإسلام من تلك المرأة التي هي في الغالب تشارك الجميع الجهل والفقر".
وتابع: "ضع في رأس أي شخص السلفية الوهابية، ولن تضيع وقتا كبيرا في انتظار تحوله إلى إرهابي، سواء بحمل السلاح أو بحمل الكراهية سلاحا".
واتهم الكاتب الغرب بأنه "متورط حتى ذقنه منذ تحالفَ مع الوهابية، ومنذ صارت الوهابية صاحبة ثروة سمحت لها بغزو العالم بألف مركز إسلامي لنشر السلفية القاتلة العنصرية المتعصبة المذهبية، وهيَّأت لها غزو مصر وقهر عقلها واحتلال مؤسساتها السياسية والعلمية والدينية والإعلامية، بحيث لا نرى فى مصرنا الآن إلا حصاد وهابية النفط التي هزمت الإسلام المصري منذ منتصف السبعينيات".
واعتبر أن "كبار المتحكمين فى القرار الحكومي والديني والتعليمي في مصر وهابيون سلفيون حتى وإن لم يعرفوا"، على حد وصفه.
واختتم مقاله زاعما أن "الاحتلال الوهابي للعقل المصري أجهض قدرة مصر على القضاء على الإرهاب، وأن استمرار الاستسلام المصري البائس للوهابية، فكرا وفقها وإعلاما وتعليما، يدعم وجود الإرهاب، بل ويجعل جذوره أكثر عمقا، وأصعب قلعا"، حسبما قال.
ينزه السيسي والكنيسة ومبارك
ولوحظ أن عيسى تعمد، في مقاله، عدم تحميل المسؤولية في هذا الحدث الداخلي بمصر، والذي لم يثبت أي ارتباط بينه وبين التيار الإسلامي أو السلفي تحديدا به لنظام حكم رئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، على الرغم من أنه يجري بعهده، وتحت سمع وبصر حكومته وأجهزته، فيما يلقي بالتبعة على تلك "الوهابية المدعاة، وغزوها لمصر"، مبرئا أيضا، الكنيسة، من المسؤولية المنوطة بها في هذا الصدد.
بدوره أشاد موقع "أقباط متحدون"، المسيحي، بمقال عيسى، واعتبر أنه كتب مقالا ناريا، وخرج عن صمته، بعد فتنة الأقصر الطائفية، وشائعات إسلام أميرة جرجس، وفق الموقع.
يُذكر أن النائب أسامة هيكل، قال إن إبراهيم عيسى، ارتكب عددا من الأخطاء المتكررة في حق البرلمان، ولعب على وتر "النعرة الطائفية"، حيث قال إن البرلمان يخشى مناقشة قانون بناء الكنائس.
وسبق أن أنقذ عيسى الرئيس المخلوع حسني مبارك، من الإدانة، بشهادته، التي أكد فيها، أمام محكمة جنايات القاهرة، أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين، بأمر من مبارك، في أحداث ثورة 25 يناير 2011، مشيدا بوطنية مبارك وجرأته، طالبا مصافحته في القفص، فسمحت له المحكمة بذلك، وقضت ببراءة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين حينها.