نشرت صحيفة "يني سوز التركية" تقريرا تحدثت فيه عن انزعاج الدول الأوروبية من طرح التعديلات الدستورية خلال الاستفتاء الشعبي في تركيا.
ووفقا لتصريحات مسؤولة سابقة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، سيبال دينيز إيدموندز، فإن الدول الأوروبية ستسعى جاهدة لمنع إقرار التعديلات الدستورية الجديدة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن "إيدموندز أشارت إلى احتمال تنفيذ حلف
الناتو لسلسلة من
الاغتيالات داخل تركيا قبل إجراء الاستفتاء الرئاسي. وفي هذا الإطار، أفادت إيدموندز أن مسألة الموافقة على التعديلات الدستورية في الاستفتاء شبه مؤكدة ولعل هذا ما يثير قلق الدول الأوروبية. لذلك، شرعت هذه الدول في اتخاذ التدابير اللازمة لإعاقة عملية الاستفتاء".
ونوّهت إيدموندز في فيديو مشترك مع الصحفي الألماني والخبير السياسي، ويليام إنغدال، وبروفيسور السياسة، فيليب كوفاسيفيتش، بأن أطرافا أجنبية كانت تقدم الدعم لمجموعات انقلابية داخل تركيا في محاولة منها لالتفاف على الشرعية، قبل محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو. أما الآن، فقد وضعوا جميع الخيارات على الطاولة للحيلولة دون تفعيل التعديلات الدستورية. فضلا عن ذلك، هناك احتمال قيام حلف الناتو والسي أي إيه باغتيال الرئيس
أردوغان بغية تحقيق هدفهم.
وذكرت الصحيفة أن "سيبال دينيز إيدموندز"، العميلة السابقة لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ومؤسسة مجلس مخبري الأمن القومي (أن أس دبليو بي سي) قد وجهت نداء تحث من خلاله الشعب التركي على إنجاح الاستفتاء والموافقة على التعديلات الدستورية.
وفي الفيديو، الذي نشر على موقع نيوزبودز الإخباري قالت "إيدموندز": "كما تعلمون، تركيا تتعرض لهجوم الصحافة الأمريكية والأوروبية، والسؤال المطروح في هذه الحالة، أين كانت هذه الوسائل الإعلامية حين كانت تركيا تتعرض لانقلابات عسكرية ديكتاتورية في السابق؟ وأين كانت هذه الصحافة حين كانت تركيا تدار من قبل عصابات المافيا؟".
كما طرحت إيدموندز جملة من التساؤلات الأخرى، من بينها "أين كانت هذه الصحافة وهذه الدول عندما نهبت بعض الجهات أموال الشعب التركي وفرت بها إلى الولايات المتحدة، وعادت فيما بعد لتصبح في سدة الحكم، ولم تكتفِ بذلك بل أغرقت الدولة التركية في سيل من الديون لصندوق النقد الدولي؟".
وأوردت الصحيفة أن إيدموندز أشارت إلى أن الشعب التركي يعرف عدوه وصديقه. وفي هذا الصدد، أقرت إيدموندز بأن الاستفتاء الذي سيعقد في تركيا بتاريخ 16 نيسان/أبريل القادم غاية في الأهمية، وبالتالي على الحكومة التركية أن تتخذ التدابير الاحتياطية اللازمة لأن أعداء الدولة التركية، على مدى الشهر الأخير، يُخططون لاغتيال الرئيس أردوغان.
ونقلت الصحيفة تصريحات بروفيسور علم السياسة فيليب كوفازيفيتش، الذي أكد أن جميع عمليات الاستفتاء التي أجريت في تركيا، على الرغم من معارضة دول الاتحاد الأوروبي، قد كللت بالنجاح.
ولكنه في المقابل يظن أن تركيا، في فترة ما قبل الاستفتاء، ستشهد حدثا جللا سيشمل محاولة الإطاحة بأردوغان. من جانب آخر، قد يقوم تنظيم غولن بتنفيذ عمليات من أجل تحقيق ذلك الهدف.
وأوردت الصحيفة تصريحات الصحفي والخبير السياسي، ويليام إنغدال، التي أقر فيها بأن الدول الغربية تخطط للقيام بعمليات دراماتيكية، وخير مثال على ذلك محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو، التي حاولت من خلالها بعض الأطراف الإطاحة بأردوغان، وإضعاف الدولة التركية، خصوصا بعد التحالف التركي الروسي الأخير.
وأوضحت الصحيفة أن عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالي تشاطر كلا من فيليب وويليام الرأي نفسه، لأنه بحسب مصدر موثوق لديها، ستكون هناك محاولة تصفية جسدية تستهدف الرئيس أردوغان خلال الشهرين القادمين. وبناء على هذه المعطيات، أكدت إيدموندز أن العالم سيشهد تطورات كبيرة.
ونوّهت الصحيفة بأن تصريحات إيدزموند وإنغدال وكوفازيفيتش المتعلقة بالهجمات الغربية المحتملة على تركيا قد أعادت إلى الذاكرة محاولات الاغتيال التي تعرض لها الرئيس أردوغان سابقا. ومن بين العمليات التي تعرض إليها أردوغان؛ محاولة اغتياله لأول مرة أثناء إجرائِه لعملية جراحية.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض أردوغان لمحاولة اغتيال بالغاز بعد إقفال أوتوماتيكي للسيارة التي كان يتواجد فيها عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء سنة 2006. أما بعد فشل محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو، فقد حاولت أطراف مجهولة اغتيال أردوغان وعائلته أثناء وجودهم في فندق بمدينة مرمريس.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأن أردوغان مصر على الوقوف في وجه التدخل الخارجي في تركيا، ويسعى إلى الحفاظ على استقرار الدولة، ومواصلة قيادتها إلى بر الأمان.