قالت الأمم المتحدة إن التغيرات الديموغرافية حول العالم تضيف أعباء جديدة على
التنمية المستدامة حول العالم، حيث أصبح عدد السكان في سن العمل حول العالم منخفضا، مع تزايد عدد المتقاعدين وكبار السن.
وفي رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، قال إن الاستثمار في البشر، سيساعد على تخفيف الصعوبات المالية المرتبطة بشيخوخة السكان.
وفي افتتاح الدورة الخمسين للجنة السكان والتنمية التابعة للأمم المتحدة، قالت رئيسة ديوان الأمين العام، ريبيرو فيوتي، على لسانه: "عمليا جميع السكان يشيخون، بعضهم في مرحلة متقدمة من
الشيخوخة".
الكاتب والمحلل الاقتصادي، عصام قضماني، قال إن هذا لا ينطبق بالضرورة على المجتمعات العربية التي تعاني من البطالة، لا من ارتفاع معدل المتقاعدين والمسنين، لافتا إلى أن هنالك 40 مليون عاطل عن العمل في الدول الفقيرة.
ولفت في حديث لـ"
عربي21" إلى أن العالم يعاني من مشكلة البطالة التي لا تسمح للاقتصاد بأن ينمو بشكل كاف لسد الحاجات ومنها حاجات المتقاعدين والمسنين.
ولفت المحلل الاقتصادي إلى أن الحلول تكمن في إعادة النظر في سن التقاعد حول العالم ورفعه ليتجاوز الستين مع تطور الطب والعلاجات التي حسنت الحالة الصحية ورفعت الأعمار.
اقرأ أيضا:
أوروبا تسير نحو الشيخوخة.. فما هو حال العالم العربي؟
ويجب العمل بحسب قضماني على خلق فرص جديدة لتشغيل العاطلين وبالتالي خلق توازن في المعادلة.
أستاذ علم الاجتماع، الدكتور فهمي الغزوي، قال إن مشكلة شيخوخة المجتمع قد تكون حقيقة في البلدان الغربية، لكنها غير موجودة في المنطقة العربية.
وقال لـ"
عربي21" إن الضغط الاقتصادي على المجتمعات نتيجة وجود أعداد كبيرة من المتقاعدين، والمسنين المحتاجين للرعاية، موجودة لدى
أوروبا والغرب أكثر من المنطقة العربية التي فيها بنية مختلفة للمجتمع.
وأضاف أن التضامن الاجتماعي في المجتمعات العربية استثنائي، إذ يوصم بالعار مثلا كل من لا يعتني بوالديه أو يرسلهما إلى دار رعاية المسنين.
وغياب تضامن اجتماعي مماثل في الغرب، يرفع بالتالي الضغط على الموارد والاقتصاد في ظل رجوح كفة المتقاعدين والمسنين على حساب العاملين والمنتجين.
الأمم المتحدة كان لديها حل آخر بالنسبة للدول الأوروبية، ولفتت إلى أن
الهجرة ليست دائما مشكلة، حيث أوضحت فيوتي أن الهجرة قد تقلل من تأثير الشيخوخة في جميع أنحاء العالم، حيث يميل المهاجرون إلى أن يكونوا أصغر سنا من متوسط عدد السكان في البلد المضيف.
وعليه دعت الدول إلى اعتماد سياسات لتسهيل دخول المهاجرين بطريقة آمنة ومنظمة ومنتظمة.
وبحسب رسالة غوتيرش، فقد قال إن حلا آخر يكمن في الاستثمار في رفاه الفتيات والنساء كوسيلة تفيد سكان العالم وتحقق أهداف التنمية المستدامة.
ويتمحور موضوع الدورة الخمسين للجنة السكان والتنمية، حول التغير في أعمار السكان والتنمية المستدامة، وستستمر الدورة حتى السابع من نيسان/ أبريل الجاري.
وكانت ألمانيا أولى الدول التي التقطت الرسالة، ورحبت بشكل كبير بالمهاجرين، في البلد الذي يميل نحو الشيخوخة، وفعلت كل ما في وسعها لتسريع دخولهم إلى سوق العمل الذي كان يعاني من نقص في الأيدي العاملة.
وقد صرح رئيس اتحاد الصناعات الألمانية، أولريش غريللو، سابقا، بأنه "إذا ما تمكنا من إدخالهم سريعا في سوق العمل، فسنساعد اللاجئين ونساعد أنفسنا".
وتعتبر ألمانيا الوجهة الأولى لآلاف السوريين والأفغان والإريتريين الذين يصلون إلى أوروبا، والهدف الأول للكوسوفيين والألبان الذين يغادرون بلدانهم.