كشفت مواقع
مصرية حقيقة تهكم الرئيس
السوداني، عمر حسن
البشير، على رئيس سلطة الانقلاب العسكري عبد الفتاح
السيسي، لعدم قدرته على حماية مصر من خطر
التفجيرات الإرهابية.
وقالت صحيفة "صدى البلد" المصرية، المقربة من السلطات، الخميس، إن حسابا يحمل اسم الرئيس السوداني، كاد يتسبب في خلق أزمة دبلوماسية بين القاهرة والخرطوم، بعد عرض هذا الحساب منشورات معادية للحكومة المصرية، حسبما قالت.
ووفقا للموقع، فإن الأزمة بدأت في يوم حدوث تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية، الأحد الماضي، حينما قام الحساب بنشر تعليق، على لسان الرئيس السوداني، جاء فيه قوله: "الحمد لله.. طول فترة حكمي للسودان لم يحدث تفجير إرهابي كما يحدث في جميع مدن العالم".
وبعد دقائق من نشر هذا التعليق، الذي انتشر انتشارا واسعا، وأثار جدلا كبيرا، عاد الحساب نفسه مرة أخرى، ونسب إلى البشير قوله: "الحاكم الذي لا يستطيع أن يبسط الأمن في بلاده لا يستحق أن يدير روضة أطفال".
وبدا واضحا، وفق نشطاء، أن المقصود بالتعليقين رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، خاصة أن هناك تقارير إعلامية تتحدث عن خلافات حادة بين النظامين المصري والسوداني، على خلفية ملف حلايب وشلاتين، إذ تقول السودان إنها أرض تابعة لها، بينما ترفض السلطات المصرية الحديث حول هذا الأمر.
إلا أنه وبحسب "صدى البلد": "تكمن الخدعة الرئيسية في هذا الحساب في أنه يضم علامة (صح)، التي تُعتبر توثيقا من موقع فيسبوك للحسابات الخاصة به، في حين أن علامة (صح) جزء من الصورة، وقد تم تركيبها بواسطة برنامج فوتوشوب".
وفي السياق نفسه، ذكرت صفحة "دا بجد" المصرية على "فيسبوك" أن هذا الحساب، المنسوب إلى الرئيس السوداني، "مضروب" (مزيف)، وأن الرئاسة السودانية نفت وجود أي حساب على "فيسبوك" بخلاف الحساب الرسمي لمؤسسة الرئاسة السودانية.
وفي بيان يعود للرئاسة السودانية في 17 تموز/ يوليو من العام الماضي، نفت أن يكون للبشير حساب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بحسب ما نقلت حينها صحيفة "سودان تريبيون".
وقال المسؤول في المكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية السودانية، أبي عز الدين، إن ما نشر على "فيسبوك" باسم الرئيس البشير بأنه صرح لقناة "Africa cnbc" بأن سلفا كير أبلغه في اتصال هاتفي بضرورة عودة الجنوب للشمال، هو عار عن الصحة.
وأكد عز الدين أن هذا الحساب مزور، متابعا بأن "البشير لا يملك أي صفحة على فيسبوك".
"توأم سيامي"
إلى ذلك، وصف وزير خارجية السودان إبراهيم غندور، العلاقات بين السودان ومصر، بأنها علاقة "توأم سيامي، ولا يمكن أن تنفصل بسبب بعض التوترات التي لا تخلو منها أي علاقة بين الأهل والجيران"، على حد قوله.
وقال غندور، في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية "كونا"، الأربعاء، على هامش زيارة الرئيس السوداني إلى الكويت، إن علاقة الأهل والجيران لا تخلو من التوترات لكن حكمة القيادة في كلا البلدين تميل دائما لنزع هذه التوترات، منبها إلى أن أحدث مكالمة هاتفية جرت بين البشير والسيسي، كانت الثلاثاء.
وأضاف غندور: "إن ما يجمع السودان ومصر أكبر من أي مشكلة يمكن أن تفرق"، على حد قوله.
وتابع بأن الرئيس عمر البشير أكد في حواره مع صباح الأحمد أمير الكويت، دور السودان في تعزيز العلاقات بين إثيوبيا وأريتريا، وكذلك بين إثيوبيا ومصر، في ما يتعلق بسد "النهضة".
وكان الرئيس السوداني، والوفد الرسمي المرافق له، غادر الكويت، الأربعاء، بعد زيارة رسمية استمرت يومين، أجرى خلالها مباحثات رسمية مع أمير الكويت.
شكري في السودان
من جهته، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إنه سيزور السودان في الأسبوع المقبل، لعقد جولة حوار سياسى يتم خلاله إثارة جميع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وإزالة أي سوء فهم.
وأضاف شكري، في اجتماع لجنة الشؤون العربية بمجلس نواب ما بعد الانقلاب، أن السوادن هو الامتداد الطبيعي للأمن المصري، وأن العلاقات بين الدولتين ممتدة عبر التاريخ، وأن لهما مصلحة مشتركة، مشددا على ضرورة أن تكون العلاقة بين الجانبين مبنية على الاحترام المتبادل.
وتابع بأنه كان يتطلع إلى الذهاب للخرطوم يوم السبت الماضي، إلا أن الظروف الجوية حالت دون ذلك، حيث ظل لأكثر من ساعة ينتظر وسط ركاب الطائرة قبل قرار قائد الطائرة بإلغاء الرحلة بسبب عدم وضوح الرؤية في الخرطوم.
وقال: "بالطبع، هناك إجراءات تُتخذ من السودان فيها تغير عن السابق، لكن كل دولة لها الحق وفقا لما تتمتع به من سيادة في اتخاذ الإجراءات المناسبة"، على حد وصفه.