ذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن خمسة أحزاب سياسية في
الجزائر وافقت على إظهار وجوه
النساء المرشحات في
الانتخابات العامة، بعد أن حجبت صورهن في بعض الملصقات الإعلانية.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية، قولها إن هذه الأحزاب في ولاية "برج بوعريريج" أظهرت حجاب امرأة وبداخله مساحة فارغة بجانب صور لمرشحين ذكور.
ويشير الموقع إلى أن الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات أمهلت الأحزاب 48 ساعة لإظهار وجوه النساء، أو استبعادها من الانتخابات.
ويلفت التقرير إلى أن رئيس اللجنة العليا لمراقبة الانتخابات حسن نوي وجه انتقادات لحجب صور المرشحات من الملصقات الانتخابية، وقال إن هذه الممارسات "غير قانونية"، ووصفها بالخطيرة، وبأنها تتنافى مع جميع القوانين والأعراف، وأضاف: "من حق كل مواطن أن يعرف هوية الشخص الذي سيصوت له"، وذكر أن من بين الأحزاب الخمسة التي لم تظهر صور المرشحات على الملصقات كانت جبهة القوى الاشتراكية.
ويفيد الموقع بأن الصور الفارغة أثارت جدلا داخل الجزائر، حيث ظهرت المرشحة فاطمة ترباخ من حزب الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية في ولاية ورقلة الشرقية على شكل صورة مجسدة على شاشة قناة النهار التلفزيونية المحلية لمناقشة هذه القضية، وقالت: "أعتقد أن إظهار صورتي هو أمر مهم، لكنني أنحدر من منطقة جنوبية، وهي بكل صراحة منطقة محافظة للغاية، ولهذا السبب لم تُستخدم صورتي."
وأضافت ترباخ: "بصراحة أجبرتني العائلة على عدم إظهار صورتي على (شاشة) التلفزيون، ولم تكن لديها مشكلة في وضع صورتي على اللافتة الانتخابية"، لافتة إلى أنه في المقابل فإن عائلتها لا تمانع عملها في السياسة ومشاركتها في البرلمان.
وينوه التقرير إلى أن القانون الجزائري الصادر عام 2012، ينص على ضرورة أن تضم القوائم الانتخابية للأحزاب مرشحات، وبوجوب أن تكون نسبة النساء في القوائم والكتل الانتخابية ما بين 20-50%.
ويذكر الموقع أن المسؤول في حزب القوى الاشتراكية حسن فيرلي، أنحى باللائمة على كوادر الحزب في ولاية "برج بوعريريج"، عن هذه اللافتات "المؤسفة"، وقال بيان بثته وسائل إعلام محلية، إن "جبهة القوى الاشتراكية تدين بشدة هذه الممارسة التي تتنافى مع قيم الحزب"، مؤكدا التزام الحزب بالمساواة بين الرجل والمرأة.
وبحسب التقرير، فإن الجزائر تحضر لإجراء انتخابات برلمانية في الرابع من شهر أيار/ مايو القادم، وذلك بعد انتهاء ولاية البرلمان الحالي المحددة بخمس سنوات.
ويختم "بي بي سي" تقريره بالإشارة إلى أن الجزائر ليست الدولة الوحيدة التي تحجب فيها وجوه المرشحات للبرلمان من اللافتات الانتخابية، لافتا إلى أن أحزابا سلفية
مصرية فعلت الأمر ذاته، حيث استخدمت صورة وردة بدلا من الصور الحقيقية للمرشحات على لافتاتها في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2011 و2012.