ما زال الوقت مبكرا للحديث عن حتمية التوافق بين الرياض وطهران، ولكن من الواضح أن السعودية أصبحت تحت ضغط شديد لإنهاء أزمتها مع إيران، وذلك بسبب الهجمات المتكررة على مصالحها والاستنزاف المستمر في اليمن، والتراجع الأمريكي عن دعم الرياض في مشروعها الإقليمي، ستحاول الرياض جاهدة أن يبدو أي خروج من الأزمة
تبقى سياسة واشنطن المتقلبة أساسا لكثير من الأزمات الثنائية والإقليمية عالميا، ولكن صراعا بين الجارتين النوويتين سيكون له بلا شك ارتدادات كبيرة جدا سياسيا واستراتيجيا في آسيا والعالم، هاس ختم مقاله بعبارة مهمة "جنوب آسيا إقليم بحاجة لإدارة، وليس مشكلة بحاجة لحل"؛ أي إن العلاقات المعقدة في هذه الم
تتقدم أحداث الموجة الجديدة من الربيع العربي وتزداد تعقيدا مع الخلافات المركبة في السودان، واستمرار سيولة الوضع في الجزائر، وفشل حفتر في تحقيق تقدم ميداني على الأرض، لا يبدو الوضع في أي من السياقات الثلاثة مرشحا لاستقرار ولو نسبي.
عام 2018 كان مليئاً بالأحداث التي سيكون لها بلا شك آثار بعيدة المدى سنشهد بداياتها في العام القادم، التطورات التي حدثت في هذا العام تشكل إرهاصات لواقع جديد سياسياً واقتصادياً على مستوى العالم وعلى مختلف الصعد.
تواجه الإدارة الأمريكية اليوم تبعات حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا، التي تشكل تحدياً للإدارة، التي قللت الإنفاق في مجال مواجهة مثل هذه الحرائق ومسبباتها، ولكن وحتى وهو يقوم بجولة للاطلاع على آثار الدمار في كاليفورنيا تلاحق ترامب الأسئلة حول الحريق الجديد الذي أشعلته الرياض.
خلال العقود الأخيرة، كلما تفاقمت الخلافات العربية العربية تحصل ظاهرة عجيبة، عوض السعي لحل خلافاتهم تهرع الحكومات العربية نحو تل أبيب والتطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، طبعا ليس حبا في الكيان حصرا، ولكن طلبا لود واشنطن التي تضع التطبيع مع الكيان أساسا لأي دعم سياسي تقدمه لصالح هذا الطرف أو ذاك.
ربما لم يكن من المتخيل أن تثير حادثة محدودة نسبيا مرتبطة بشخص واحد كل هذه التفاعلات الدولية، لكن جسامة الحادثة تكمن في شخص خاشقجي وعلاقاته، وكذلك تمثل قشة قصمت ظهر البعير الدولي ليس من ناحية أخلاقية فحسب، بل حتى من ناحية سياسية مصلحية بحتة.
الأنظمة القمعية بشكل عام تقع في ذات الأخطاء، استهداف المعارضين، الفشل في تبرير هذا الاستهداف أو التنصل من المسؤولية ثم التعامل بعنجهية مصطنعة مع ردود الأفعال، مع الأسف لا تدفع الأنظمة دائماً ثمناً حقيقياً لمثل هذه الممارسات.
حلفاء واشنطن اليوم يعانون عبر العالم، هذه المعاناة ستفرز عالما جديدا حين يقرر العالم أن بإمكانه تجاهل البيت الأبيض في تشكيل الموقف دوليا، مازالت موافقة واشنطن أساسية للتعامل مع كثير من الأزمات دوليا، ولكن العالم اليوم بات أقرب من أي وقت مضى.
لا يبدو أن البيئة مهيأة لحوار شامل خليجي برعاية أميركية، الوقائع على الأرض تقول إن السيناريو الأقرب الآن هو استمرار الوضع على ما هو عليه، لا يوجد طرف تدفعه خسارة حقيقية في هذه الأزمة لفعل ما يغير ما يحدث على الأرض، وربما تكون المشكلة الأكبر في هذه الأزمة هي في كون تكلفتها الحقيقية على الأنظمة قليلة.
المجلس، وحتى أسابيع قليلة قبل القمة، كان الحديث يدور حول وفاته إكلينيكياً، بل كانت التكهنات تدور حول تفكك المجلس بشكل عملي، واستبدال كيانات إقليمية بديلة به. وبعد حراك دبلوماسي مكوكي في اللحظات الأخيرة، خرجت البيانات متتالية حول إمكانية انعقاد القمة.
ظلت هذه الأحزاب تلعب في مساحة الوسط لفترة طويلة حتى أصبحت الفروق بينهم في السياسات محدودة نسبيا، واليوم الناخبون الذين عصفت بهم الأزمات الاقتصادية يتجهون للأطراف بحثا عن بديل سياسي يكسر حالة الجمود
انتقل العالم سريعاً من حالة القطب الواحد إلى الحرب الباردة بين قطبين، واليوم يبدو أن الحرب الباردة تزداد دفئاً في اتجاه حرب «ساخنة» شاملة، أو على الأقل هكذا يبدو المشهد مع السلوك الإيراني الروسي المتعجرف في سوريا والحالة الأميركية المترددة في المنطقة.
مع رفع العقوبات لا شك أن التخوف العربي من المارد الإيراني الذي دمر المنطقة وهو مكبل سيزيد مع فك قيوده، ولكن أمام إيران وقيادتها صاحبة المشروع التوسعي عقبات كبيرة اقتصادية وسياسية خاصة مع انحسار دورها في سوريا وتقهقرها يمنيا والتكلفة العالية لمغامراتها مما قد يجعلها تتراجع وتنكمش.