?أن تدعو روسيا مجلس للانعقاد من أجل مناقشة مذبحة الغوطة، التي تشكل قواتها عنصراً أساسيا فيها، فهذا ليس له معنى سوى الاستهتار بالعقل البشري وبالضحايا الذين تريد روسيا شكواهم إلى مجلس الأمن الدولي!
مشكلتنا في الشرق الأوسط لا تنحصر بالمناخ وحده، بل باندماج الكوارث البيئية بالفساد وسوء الإدارة والظلم والقهر، بما يجعل الحياة صعبة وفوق طاقة الشعوب على احتمالها.
تشكّل أجهزة المخابرات في العالم العربي إحدى أهم آليات الاستبداد وإعادة إنتاجه، من خلال اختراقها للدولة والمجتمع، ومحاولة إخضاعهما بشكل كامل، عبر التحكم بمختلف المجالات والقطاعات
بما أن بذرة فناء كل نظام تنبت من داخله، فإن الأرجح أن غالبية الأنظمة العربية ستكون مقبلة في المرحلة التالية على صراعات داخلية تفتتها وتنهي حقبتها الكارثية
يمكن الوصول إلى حل سياسي؟ ومع من؟ إذا كان هذا النمط من الاجتماعات واللقاءات يهدف بالفعل صناعة تسويات، هل مع المحتلين والتفاوض معهم على استقلال البلاد ورفع أيديهم عن مصادر ثرواتها ومواقعها الجغرافية؟ أم مع النظام الوكيل للحصول على الحقوق السياسية والاقتصادية وسواها؟
حال المراوحة في المنطقة باقية لأجل طويل، وقد تتكيف جميع الأطراف مع حالة الصراع المضبوط بدرجة كبيرة ولا تنزلق إلى حرب ساخنة، إلا في حال وقوع أحد الأطراف في خطأ تقديري أو حصول حادث خارج عن السيطرة
تشكّل الجغرافية أحد المعوقات التي تحول دون إمكانية تحقّق الدولة الكردية، فهي دولة حبيسة لا منافذ بحرية لها وتعتمد على دول الجوار من أجل الوصول للعالم الخارجي في تصريف منتجاتها وإستيراد حاجاتها
في مثل هذه الحروب، غالباً ما تقوم الأطراف الدولية الكبرى بإدراج رغبات اللاعبين المحليين، وحتى الإقليميين، في ذبل إهتماماتها لحظة إجراء الترتيبات النهائية للأوضاع بعد نهاية الحرب
كل ما سبق، لم يكن سوى إطار جرى رسمه بدقة، لعبة مصمّمة بمهارة لينجو نظام الأسد من عقاب المذبحة الكبرى بحق السوريين، وليحقق شعار جعل السوريين ينسون الثورة لمئة عام قادمة.
برز في سنوات الربيع العربي استخدام الثورات المضادة لمصطلح الدولة بكثافة، وذلك كوسيلة تبريرية للتغطية على الهجوم المعاكس الذي شنته نخب الحكم القديمة على ثورات الشعوب، وخاصة وأن هذه النخب تحتل جميع مفاصل الدولة وتتحكم بأليات تشغيلها وتعرف الإستفادة من مخرجاتها وتوظيف مواردها في خدمة مصالحهم.
ليس من الواقعية بمكان قبول شخصية"سياسية" اتهمت شعب البلد بالخيانة؛ لأنه اعترض على سياسات تتنافى مع القيم البشرية، فضلا عن الفساد والمحسوبية وتغوّل الأجهزة الأمنية، حتى لو أن الأسد استطاع البقاء على كرسي السلطة بمساعدة روسيا وإيران وأحزاب ومليشيات إرهابية خارجية، فهذا مبرّر غير كاف لبقائه في السلطة.