في فيلم مدهش بقدر ما هو ممتع، يُستدعى مسؤول دعايةٍ داهيةٌ، محنك وملتو إلى أقصى حد من قبل أحد معاوني الرئيس الأمريكي، لإيجادٍ حلٍ ما أو طريقةٍ لصرف الانتباه عن فضيحةٍ جنسيةٍ متخلقة، توشك أن تنفجر في وجهه قبل الانتخابات الرئاسية..
الصورة، تلك اللقطة الثابتة في الزمن التي نؤطرها وقد نكبّرها ونسلط الضوء عليها ونصيح بأعلى أصواتنا للفت الأنظار إليها، فهي واجهة دكاننا وبضاعتنا التي نروج؛ الصورة والانطباع، الذي ننجح إلى هذا الحد أو ذاك في خلقه وغرسه في أذهان من حولنا..
خلال الأسبوعين الماضيين أُلقي القبض على الصحافي الكبير والمعروف جمال الجمل، لدى وصوله إلى مطار القاهرة، عائداً من منفاه «الاختياري» في تركيا، ومنذ قرابة الثلاثة أيام تم «تدوير» المحامي الحقوقي والمناضل اليساري هيثم محمدين في قضيةٍ جديدة..
بدرجة عالية من اليقين، نستطيع أن نقرر أن دائرة الحماس التي صاحبت السيسي تنحسر، وأن الآمال الكبيرة والتصورات التي لا يحاكي غموضها سوى غموضٍ مماثل لمصدرها ومبرراتها، تتبدد يوما بعد الآخر، على وقع الصعوبة المتزايدة للمعيشة وتكلفتها، التي كانت باهظة فأصبحت الآن لا تطاق.
بصفةٍ عامة يمكننا القول بأن قدرا معتبرا من الفزع، ومن ثم التخبط، وسما ردات الفعل على وباء كورونا، سواء من قبل الحكومات أو الشعوب على مستوى العالم، بدون أن نوصف بالمبالغة، كما يمكننا أيضا تقرير أن الأزمات، كل الأزمات، والجوائح كاشفةٌ بطبيعتها. ليس منا إلا ويحمل جملة من الأفكار والقيم الحاكمة، وال
طالعتنا الجريدة الرسمية في مصر بتاريخ السبت الموافق الثامن عشر من نيسان/إبريل، بخبر إدراج محكمة جنايات القاهرة ثلاثة عشر شخصا على قائمة الإرهاب، من ضمنهم النائب البرلماني السابق، وأحد قيادات شباب الثورة زياد العليمي، ورامي شعث الناشط السياسي ومنسق فرع مصر في الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل، وسحب الا
مع اندلاع موسم الثورات العربية، وقبل أن تُغدر بكثير، كتبت مسجلا ملاحظتي أو رأيي، أن تلك الثورات أعادت الاعتبار للتاريخ. هذه الأيام مع استشراء الخوف وتفشي وباء كورونا، وما فرض ذلك من حالة حصارٍ، أجدني أتجاوز ذلك لأقرر أيضا أن تلك الحقبة برمتها، أو ذلك العقد الذي لم يكد ينتهي، سيعيدان الاعتبار أيضا.
ثمة رواياتٌ عديدة تدور أحداثها حول وباءٍ جامحٍ يلف سكان مدينةٍ، ومن ثم تتناول ردة فعل شخوصها المتبايني الأفكار والطباع وطريقة تعاملهم مع ذلك الخطر الوجودي الداهم، ولعل أحد أشهر تلك الروايات وأقربها إلى ذهني، وأكثرها ارتباطا بذكرياتي، هي رواية «الطاعون» لألبير كامو، حيث يجتاح الطاعون مدينة وهران، فيس
تُرى ما هو الأسوأ من مزحةٍ ثقيلة الظل وسمجة، «نكتة بايخة» كما نقول؟ لا أتصور سوى إجابة واحدة: هو حين تطول. حين يصر صاحبها أو مُطلقها على إعادتها، مجودا، مضيفا إلى بذاءتها في محاولة يائسة لتوسل الضحك من المحيطين، ثم لا يكتفي بذلك، إذ يلاحقهم في كل مكان، معيدا جمله القصيرة البذيئة الباهتة، فهو واث
بينما يقبع عشرات الآلاف من الناس، على اختلاف أعمارهم وخلفياتهم الفكرية والمذهبية في سجون السيسي، كثيرون منهم لأسباب غامضة يتم جمعها في جوال فضفاض كتب عليه «معارضة النظام»، يتآكلون ويتعفنون بالمعنى الحرفي للكلمة، ويعانون من سادية نظام يرفض منحهم أبسط حقوق الآدميين، في الرعاية الصحية والمعاملة الكر
«ما رأيك في هذا الجسر؟»، التفت المرشد السياحي إليَّ من مقعده الأمامي في السيارة الشيفورليه موديل عام 1958، التي أُعيد إصلاحها وتأهيلها مرات لا تحصى طيلة عقود قضتها قسرا فوق عمرها الافتراضي، بما يتخطى أفضل أماني شركة «جينيرال موتورز» وحساباتها، في خدمة فرضتها ظروف الحصار القاسي والظالم. كنا نقطع ا
«ليس الفن مرآة نحملها أمام الواقع، وإنما مطرقة نعيد تشكيله بها» برتولت بريخت. الواقع إن أحدا لا يكترث بنا بكلمات مشابهة، أو تحمل هذا المعنى واجهت العاملة الاجتماعية السوداء في فيلم «المهرج»، ذاك الشاب المضطرب الذي لا يكاد يستقر على مقعده، يضحك باكيا أو يبكي ضاحكا، يصعب أن تعرف، ولعله أول من يدرك ذ