لاشيء أبلغ في إعلان نهايتك من أن تكون أمام صراع بين طرفين فوز آي منهما يعني في الحقيقة خسارتك ، فالدول العربية على رقع سايكس بيكو في معركتي العراق وسوريا يقفان مثل هذا الموقف
لا جديـد في الأفق يُذكر، فمجيء السيسي رئيسا ليس حدثا فارقا في صحيفة الانقلاب الذي كان في واجهته "السيسي" كشخص بينما يقف خلف هذا الانقلاب مجهودات فسيفساء كبيرة من دول إقليمية وجماعات المصالح الداخلية وتكتلات الطائفية كما كان الترس الرئيسي في عملية الانقلاب أجهزة الأمن (الدولة الأمنية). . وهذه الدولة تحكم منذ الثالث من يوليو والسيسي هو الواجهة والممثل لتقاطع مصالح الجميع، وبالتالي لفهم مستقبل السيسي في السلطة يكفيك مد خطوط مصالح المؤسسين للانقلاب لتعرف أين ستسير به المراكب.
العسكر وكيل واشنطن وقوى داخلية وخارجية، جميعهم كانوا يرون "الإخوان" خصما حقيقيا، ليس لمجرد كونهم تنظيما بل لأنهم أحد تشكلات الإسلام السياسي، و هو مظلة حقيقية لبقية أصناف العمل الإسلامي، كما أنهم شكلوا خطرا حقيقيا على مصالحه الاقتصادية والسياسية وبالأخص بعد حرب غزة الأخيرة ومشروعي القناة..
في جملة اعتراضية في السياق السياسي الإقليمي اختطف الفلسطينيون الأضواء في عملية أربكت المشهد السياسي كله ، ففي مخيم الشاطئ وفي بيت إسماعيل هنية وبدون وساطة مصرية مخابراتية هذه المرة ولا سعودية تفكك حماس وفتح كل الملفات الشائكة بينهما في ساعات ويصبح المستحيل ممكنا ..
ربما من المبكر الجزم بخسارة طرف ما، المعركة التي بدأت ولم تحط رحالها حتى الآن، في المنطقة بين الإخوان والأنظمة الداعمة للانقلاب المصري، صحيح أن الإخوان خسروا موقع "السلطة" الذي لم يدم سوى شهور، ولم تكن سلطة فعلية حقيقية بل كانت مجرد سلطة وهمية في نظام عسكري لم ينهار ولم يسقط، بل حافظ على تماسكه وغير
تقدم مصر على ما يسميه الاقتصاديون الليبراليون "إصلاحا هيكليا"، وهذا الإصلاح هو الجناح الرئيسي الثاني لعملية تحويل مصر ودمجها أكثر في السياق العولمي .. فالعملية الأولى تمت بنجاح حيث تم تحويل الجيش المصري من فكرة الجيش المتمركز حول فكرة عدو في جهة وجغرافي.
ما زالت قـطر ومشروعها السياسي لغزا محيرا لكثير من الباحثين والمتابعين، وما زال محللو العلاقات الدولية يصولون ويجولون ثم يتوقفون أمام حالة "قطر" ويتلعثمون
إن لم تقف الحركة الإسلامية وقفة حقيقية وقوية نحو إحداث مراجعات كبرى في بنية الأفكار الحاكمة والقواعد الحركية لها، فستكون قد قصّرت كثيرا على صعيد واجب المواجهة التي وُضعت فيها مرغمة أو مختارة؛ لتصبح مظلة كل من اتخذ ذات الطريق..
إن الاستمرار في التعاطي مع الصراع في مصر بمنطق التظاهر فقط دون مراعاة جوانب كثيرة سياسية منها ومجتمعية وميدانية لهو عملية قصور ذاتي لم تخرج من عقلية استنساخ أدوات الاحتجاج والمواجهة القديمة فقط.
إن انقلابا في مصر لا يترنح لأنه في حقيقته لم ينقلب على نظام صلب متجذر، بل هو في حقيقته النظام المتجذر، وليس بموت شخص فيه ينهار، لأنه ليس منظومة فرد بل منظومة مصالح كيانات كبرى داخلية وخارجية، ولا ينهار بالاندماج فيه لأنها عملية انخداع كبرى أثبتت فشلها.
الاستراتيجية الربانية في ضرب فرعون هي إرباك صفوف الدعم المجتمعي له وإقامة الحجة ثم التخلص النهائي منه في نهاية المطاف.. دون التخلص النهائي لا يمكن لفرعون أن يقتنع بأي شيء آخر.