الديمقراطية كالزمان الذي نعيبه والعيب فينا، فمهما قادت إلى نتائج مخيبة للآمال، فإنها ستبقى ـ ربما لأبد الدهر ـ أنجع وسيلة لضمان، ولو الحد الأدنى من كرامة المواطن وحقه في العيش الكريم، وعلاج عيوب الديمقراطية يكون بالمزيد من الديمقراطية..
الدمار سهل، ولكن الإعمار عسير وباهظ، وروسيا وإيران قد تعيدا بشار إلى كرسي مخلخل الأرجل، ولكن، وعندما يناشدهما بأن يكملا جمائلهما بمد يد العون المدني، سيقولان له: إن العين بصيرة واليد قصيرة
هل الأمريكان والإسرائيليون هم من فرضوا علينا تبادل التحية بـ"هاي / باي"؟ وهم من أقنعونا بأن كلمة زيرو أكثر دقة من صفر؟ وهم من وضع مناهج اللغة العربية العقيمة والمنفرة في مدارسنا حتى صارت اللغة العربية كحساب المثلثات مشبعة بألغاز من شاكلة جيب الظل وجتا وحتى ومتى؟
كان ترامب كتابا مفتوحا حتى خلال حملته الانتخابية للفوز بالرئاسة، بمعنى أن نهجه القائم على اللامنهجية كان معلوما، فقد عود الرجل الناس أن يقول الشيء ثم ينفي أنه قال ما قال، أو يعمل بنقيض ما قال ووعد..
إلى عهد قريب كان الإثيوبيون يعتبرون السودان الفردوس الموعود، ويتدفقون عليه طلبا للعيش الكريم، وفي السنوات الأخيرة، لم تجد رؤوس الأموال السودانية ملاذا آمنا تنتعش فيه وتزدهر إلا في إثيوبيا.
في الثامن عشر من آب/ أغسطس الجاري، صار الباكستاني عمران خان رئيسا للوزراء في بلاده، مُنهيا بذلك دوامة تداول السلطة في باكستان، بين عائلات بعينها، وتحديدا آل بوتو وآل شريف.
أبشع أشكال التدخل الأمريكي في شؤون الدول النامية كان مسرحه فيتنام، حيث مولت المخابرات المركزية الأمريكية انقلابا أطاح برئيس حكومة فيتنام الجنوبية عام 1963، وظلت بعدها تأتي بهذا وذاك لرئاسة حكومة ذلك البلد..
عليك بالناركو، وهو اسم الدلع لتاجر المخدرات بالجملة، وما ذكرت الكلمة المشتقة من جذر يوناني لاتيني قديم، إلا وتذكر الناس كولومبيا والمكسيك أكبر منتجي وموزعي الكوكايين، ولاحقا الماريوانا، وأقراص الهلوسة بمختلف مسمياتها.
لست شامتا في المنتخبات العربية المونديالية، بل فرح لنجاتها من هزائم مدوية مؤكدة، ولكنني شامت في الحكومات التي تستخدم كرة القدم كـ"بنج" فيروسي وبائي، يجعل ملايين المواطنين مخدرين "موضعيا"..
انتهى العام الدراسي، وجفت الأقلام، وجُمِعت الأوراق لإعداد النتائج، وبالنسبة لملايين الطلاب الذين جلسوا لامتحان الشهادة التي تؤهل الناجح فيها بتقدير عال للتعليم العالي، فقد كانت تلك أم المعارك..
هل هناك زجاجة خمر واحدة في أي مكان في العالم تحذيرا (كما علب التبغ) بأن الكحول ضارة بالصحة؟ لا. ولماذا لا؟ لأن الكحول تجارة مربحة وأكبر منتجيها هي الدول التي لديها العضلات الاقتصادية والعسكرية، التي تجعلها وصية على المجتمع الدولي.
?
من أسخف العبارات التي صارت على كل لسان وقلم، "الزمن الجميل"، والمراد بها عصر ذهبي لم تمض عليه أكثر من ثلاثين أو أربعين سنة، ويعمل على الترويج لها جيل الكبار، من باب الاستخفاف بجيل الشباب، بينما ابتلع الطعم بعض الشباب وصاروا يتكلمون عن زمنهم الرديء
نحن أبناء وبنات الشعوب السمراء، تجاوزنا بفضل الله العصور الدموية التي عايشها أسلافنا، ولا يعرف تاريخنا الحديث على قتامته، عنصريين دمويين من شاكلة هتلر "الأبيض"، ولا دساتير تقسم الناس إلى "درجة أولى" وتوابع لهم، إلا على نطاق ضيق..