على مر سنين طوال بعد استقلال السودان، ظلت النخب السياسية في مصر تجاهد لضم السودان كليا إلى مصر، أو جعله على الأقل فناء خلفيا لها، ومن ثم ظل تعامل مصر مع السودان أمنيا، بدرجة أن سفراء مصر لدى السودان كانوا من جهاز المخابرات المصرية..
الغربيون يؤرخون لأمريكا فقط بعد وصول كولمبس إليها، مع أن من عمروها قبل آلاف السنين أتوا إليها من آسيا وتحديدا من سيبيريا عبر مضيق بيرينغ، إما خلال فترات كان فيها الجليد يشكل جسرا ما بين آسيا وألاسكا، او باستخدام القوارب، وعبر القرون انتشروا جنوبا..
قبل أيام قليلة تم التوقيع على اتفاق إطاري بين البرهان وعسكره، والقوى المدنية الرافضة للحكم العسكري، يقضي بتشكيل حكومة مدنية بالكامل وابتعاد البرهان وعموم العسكر عن هياكل الحكم، وبعدها بأيام وقف أمام حشد من العسكر..
جاء اليوم الموعود، فإذا بالدوحة تتوشح بالحرير والضياء والورود، وإذا بنوافير الفرح تتفجر في أرجائها، وكانت زلزلة أخرجت فيها قطر حمما حميمة، نزلت بردا وعطرا على النفوس.
كان المونديال عرسا قطريا، ولكن ديمقراطيا فقد شارك في الزفة على الأرض مئات الآلاف يوميا من كل الأجناس والأعراق بأزياء متنوعة وتغنوا بألسن عديدة، ولهذا لم تشهد الدوحة أي قدر من العنف الذي اتسمت به دورات المونديال السابقة..
الاتفاق الإطاري الذي توافق عليه عسكر البرهان وتكتل للأحزاب والقوى المدنية ينص ـ ضمن أمور أخرى ـ على قيام سلطة مدنية بالكامل، وانسحاب الجيش من العملية السياسية، وحظر تشكيل مليشيات عسكرية، ودمج قوات الدعم السريع في الجيش..
رغم أن قيادات "قحت" تتسول التسوية من البرهان، إلا أن بعض عناصرها باتت تتخوف من أن التفاوض حول التسوية يسير ببطء يشي بأن البرهان يريد تطويل أمده، على أمل أن تفقد "قحت" ما تبقى لها من رصيد شعبي، فيجد في ذلك فرصة لعسكرة الحكم تماما..
على الأرض ـ أرض قطر، فإنني وكشاهد عيان "شايف كل حاجة"، أرى بعيني أن الأمور تسير بغير ما تشتهي وسائل الإعلام الغربية، فلا امرأة بين مئات الآلاف من النساء اللواتي يجسن الشوارع والساحات حتى ساعات الفجر الأولى يوميا تعرضت للتحرش ولو باللفظ..
غدا الأحد 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تشرئب بلايين الأعناق في اتجاه قطر لتشهد بداية أضخم ملحمة كروية في سياق منافسات كأس العالم لكرة القدم (المونديال) لعام 2022، والتي تدفق قرابة مليوني شخص على قطر خلال الأيام والساعات القليلة الماضية لمتابعتها بالعين المجردة..
هناك توافق دولي بالحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية، باعتبار أن ذلك يساعد على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش. علما بأن مؤشرات عديدة تشي بأن درجة الحرارة سترتفع بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
منذ ظهوره على مسرح الحكم بعد سقوط حكومة عمر البشير والبرهان يثبت أنه إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، فقد تعهد مرارا وهو رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش بقمع أي محاولة انقلابية، فإذا به رأس الحية الانقلابية،
مر الشعب السوداني بأعوام رمادة كثيرة ومتكررة، ولكن الويلات التي عانى منها خلال العام المنصرم بلا نظير في التاريخ الحديث والوسيط، فقد انعدمت الأدوية المنقذة للحياة، وتضاءل حجم رغيف الخبز بينما تضخَّم سعره..
كان اليسار، وما زال، يرى في البنك وصندوق النقد الدوليين مخلبي قط للإدارة الأمريكية، للتسلل إلى دول العالم الثالث واستحواذ مواردها تحت غطاء تقديم المنح والقروض، وكثيرا ما تعالى هتاف "لن يحكمنا البنك الدولي" في المواكب الرافضة لخضوع الحكومات العربية لسطوة واشنطن..
الناظر إلى خارطة أوروبا الاقتصادية، يرى أن عمالقة التصدير والتصنيع فيها، هي الدول التي احتلت وحكما دولا في القارات الأخرى (ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا نموذجا)، بينما الدول الأوروبية التي لم تمارس "الاستعمار"، مثل اليونان ورومانيا والتشيك وبلغاريا تتأرجح ما بين العالمين الثاني والثالث،
يشهد السودان حاليا انهيارا متسارعا في قطاع العقارات، فبعد أن تعذر توفير القوت والعلاج والتعليم داخل البلاد، عمد الآلاف إلى بيع عقاراتهم والهرب بعوائد بيعها إلى مصر وتركيا، وبسبب كثرة المعروض من المباني للبيع، تضاءل الطلب عليها ونجم عن ذلك هبوط حاد في أثمانها..