لقد مات "شفيق أحمد علي" ولا يعرفه كثيرون من أبناء الجيل الجديد في بلاط صاحبة الجلالة، التي تربع على عرشها أشباه الصحفيين الذين أثبتوا أن الدنيا حظوظ، وإذا أقبلت باض الحمام على الوتد، وإذا أدبرت بال الحمار على الأسد..
الرقابة عادت على الصحف، وجزاء الصحيفة التي تنشر مالا يروق للنظام العسكري الحاكم هو "الفرم"، ومن هنا فلا قيمة لنصوص دستورية تحظر مصادرة الصحف، كما تحظر الرقابة عليها. فالذبح يتم خارج "السلخانة"..
هناك من لم يشاركوا في ثورة يناير، وربما لم يكونوا مؤيدين لها، كانوا في "رابعة"، فقد كنا أمام حالة نقاء ثوري تتشكل وتمثل موقع فرز يميز الله به الخبيث من الطيب!.
لقد شاهده العالم، في زيارته لرجال الجيش بسيناء، وكيف أن حراسه غير معروفي الهوية يصوبون فوهات بنادقهم في اتجاههم، في مشهد غير مسبوق، ولم يحدث من الرئيس المدني الدكتور محمد مرسي، الذي لا ينتمي للمؤسسة العسكرية.
إنه الخوف يحكم مصر.
أقرأ لـ "عبد الله السناوي"، لأعرف رأي "هيكل"، وأقرأ لـ"هيكل" لأقف على توجهات السيسي. وعندما هاجم الكاتب الكبير المملكة العربية السعودية، كان هجومه كاشفا عن عمق الأزمة بين النظام الانقلابي في مصر والنظام السعودي..
لا تكف الأذرع الإعلامية والسياسية لرجل الأعمال نجيب ساويرس عن الهجوم، على حزب "النور"، رغم أنه أحد مكونات الانقلاب العسكري على الرئيس المدني المنتخب. فهل يعامل المذكور الحزب على أنه يهدد طموحه في أن يشكل الحكومة القادمة، وفي تحقيق حلمه في أن يكون وصيا على العرش؟!
"مربط الفرس" في أزمة الشيخ محمد جبريل، ليس في الدعاء على الظالمين، الذين استباحوا الدماء، ولا في الدعاء بأن ينتقم الله من الإعلام الفاسد، ولكن في الذين أمنوا على هذا الدعاء وقالوا: آمين! بدا الشيخ في دعائه وكأنه داس على الجرح..
عرف العالم الإرهاب الأسود، كما عرف السحر الأسود، لكن حادث تفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة، كشف عن إرهاب جديد يليق بالمرحلة ويعد تعبيرا عن روح العصر، وهو "الإرهاب الأحول"، إيذانا بمرحلة السحر الأسود..
ماذا لو قررت جماعة الإخوان المسلمين حل نفسها؟!..هذا سؤال طرح نفسه بقوة مؤخرا بعد أن لوح اثنان من قيادة جماعة الإخوان المسلمين، بحل التنظيم في مصر، وهي الفكرة التي طرحها بعد ذلك مذيع قناة الجزيرة "محمود مراد"، على نائب سابق بالجماعة..
اختفى عبد الفتاح السيسي، لمدة ثلاثة أيام ومنذ وقوع أحداث سيناء، وظهر بدون إعلان مسبق في سيناء بملابس عسكرية، وقد حرص على كتابة اسمه، ورتبته، وموقعه كرئيس وكقائد أعلى للقوات المسلحة، على صدره، وكأن هناك من ينازعه ذلك..
لم أكن على وفاق مع الإخوان المسلمين، جماعة وحكما، عندما دعا الداعي للانقلاب العسكري، إذ كان العام قد اختلط بالخاص، فلم أكن أميز، وأنا أهاجم كثيرا من سياسات الحكم الجديد، بين الموضوعي والشخصي، فلست بمأمون الرضا، فكيف أكون مأمون الغضب؟!
لم أر في الأمر ما يستحق الشماتة، فقد وجدت فيه ما يستدعي الشفقة، على المنحدر الذي أوصلنا إليه من تحركوا وفق قواعد "كيد الضرائر"، للانتقام من الحكم المنتخب، فأوصلوا أنفسهم إلى حد أنهم لا يستطيعون الجهر بنقد الأوضاع القائمة..