لم يكن 25 يناير يوم انتصار للثوار المصريين، الذين مُنوا بهزيمة بعد منتصف ليله، وغادروا ميدان "التحرير"، بعد أن داهمتهم قوات الأمن، لكنه كان يوماً له ما بعده..
في محطات الثورة المصرية المختلفة، وكلما ظن البعض، أنها باتت قاب قوسين أو أدنى من النجاح، فإن التحرك يكون على قاعدة "من سبق أكل النبق"، حيث يتم التعامل مع الثورة على أنها القطار المتجه للصعيد، الذي يحتم الزحام، في المواسم والأعياد، أن يحجزوا مقاعد فيه قبل انطلاقه بساعات..
يا عزيزي "ماهر" مبروك الإفراج مقدماً.. كفارة يا نجم.. وما دامت المسألة اختيار فاختار "المعلم" السيسي، بيد أن المشكلة في أن "مقاولة" السيسي ليس فيها مكان للمقاولين من الباطن، ولا حتى لعمال التراحيل!
كأنه لم ينطق في حياته بجملة غيرها.. فلم يكد "إبراهيم منير" القيادي بالتنظيم الدولي للإخوان، يعلن أن الجماعة أخطأت بمنافستها على الانتخابات الرئاسية، حتى أقام خصوم الجماعة، وأدعياء الحكمة بأثر رجعي، لما قال، "حلقة ذكر".
لم يكد عبد الفتاح السيسي يظهر في قداس عيد الميلاد المجيد بالكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية، حتى أقام له أنصاره "زفة بلدي"، وأسهبوا في الحديث عن هذه الخطوة الجبارة، التي أقدم عليها "الزعيم المفدى"، والتي أكدت، بحسب الحديث الاحتفالي، على وحدة الشعب المصري، وأن السيسي رئيس لكل المصريين!.
حقيقة تحول الموقف المغربي من حكم عبد الفتاح السيسي، الذي قد يدفعه غشمه، إلى إلغاء صلاة "المغرب"، فأربع فروض في اليوم تكفي، وقد يجد من بين شيوخ الأزهر من يشيد باجتهاده الرصين، كما تمت الإشادة بكل خروج سافر له على تعاليم الإسلام من قبل..
يبدو أن الساعة البيولوجية، للمنشقين عن "الجماعة الإسلامية"، معطلة، فبعد أن أصبحت كلمة "تمرد" سيئة السمعة في الأوساط السياسية، جاؤوا هم ليشكلوا "تمرد الجماعة"، بقيادة شخص، سمعت باسمه لأول مرة في خبر منشور على موقع "اليوم السابع"، اسمه "وليد البرش"!.
لم أستخدم ولو مرة، اللقب الشائع للمستشار عدلي منصور: "الطرطور"، لأنني أنتمي للمدرسة الصحفية المحافظة. ولأنني قادر بعون الله، على أن "أفش غليلي وغليل قرائي" في أي شخص
لم يكتف أزلام الانقلاب بالنصر الذي حققوه بإغلاق "الجزيرة مباشر مصر"، فبدا الدكتور يوسف القرضاوي، هو المطلوب، وأن القوم لن يشعروا بالانتصار، ما دام فضيلته على قيد الحياة، بعد أن أغروا به صبيانهم في فضائيات الثورة المضادة، فتطاولوا، وهم الأقزام، على قامته..
لا مانع عندي، في أن يقولوا في الرئيس محمد مرسي ما قال مالك في الخمر، فقد سبقتهم بالقول، لكن الذي يجعل "العصبي يركبني"، هو التجني على الرجل بالتأليف والفبركة!
لقد انشغل الإخوان المسلمون، ولم أنشغل، بقضية "وحدة الثوار"، إذ ظنوا أنه لانتصار الثورة، لابد من عودة مشهد "25 يناير"، على طريقة "القص واللزق"، وكانت لدى البعض أمالٌ عريضة، في القدرة على إقناع الآخرين بعدالة مطلب "عودة الشرعية"!.