لا يكفي أن نقول إن الرئيس هادي تعرض لضغوط كبيرة لكي تمضي الأمور بهذا الاتجاه، فجزء مهم من هذا الإخفاق يعود إلى سياسة الرئيس ومواقفه التي لا تزال غامضة حتى اللحظة لجهة التزامه بالأمانة الدستورية..
ما نراه اليوم ليس إلا جزءا من خطة كان قد اقترحها رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، والتي أوصت بإنجاز تسوية سياسية مع الحكومة في صنعاء حول مرحلة انتقالية من خمس سنوات، تنتهي إلى ترتيب استفتاء حول انفصال الجنوب عن شماله
اتفاق الرياض لم يكن ضرورياً من الأساس، لأن قوات التحالف كان بوسعها منع بروز أي تحد يواجه السلطة الشرعية في المناطق المحررة، لكنها وعلى العكس من ذلك، مارست مستوى من الخداع الاستراتيجي، لتضع كل هذه التحديات أمام السلطة الشرعية..
قرار إن تم فإنه سيمثل الحد الأدنى من التعويض الذي يستحقه اليمنيون بسبب التآمر الذي وقع عليهم من قبل القوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية
أقل ما يقال في هذا التوجه أنه يصيغ نهاية مجحفة للمعركة المدمرة التي عصفت وتعصف باليمن واليمنيين؛ عبر سعيه إلى مكافأة أعداء الشعب اليمني من الانقلابيين والانفصاليين وامتداداتهم الإقليمية، مثل إيران والإمارات..
هناك شريحة واسعة من اليمنيين الذي يحتشدون حول المشروع الوطني، يأملون في أن تتدخل تركيا لمساعدتهم في التغلب على التحديات المحيطة بدولتهم، ويتطلعون إلى أن تقوم الشرعية التي يقف على رأسها الرئيس عبد ربه منصور هادي، بتنويع خياراتها، في الوقت الذي يُضيِّقُ فيه التحالفُ الخناقَ على هذه السلطة ومؤيديها
مخاوف الحلفاء المفترضين للسعودية في مأرب من التوجهات السعودية العدوانية الجديدة ذات الطابع العسكري والسياسي العقائدي؛ مبررة بشكل كبير في ظل التوافق الإماراتي السعودي على أن الحرب في اليمن ينبغي أن تعيد تحديد أولوياتها باتجاه الإخوان المسلمين، وفي ظل التوافق على أن هذا التوصيف ينطبق على تجمع الإصلاح
من المرجح ان تواجه السعودية صعوبة في إدارة حربها وربما في استمرار هذه الحرب على الساحة اليمنية، وسيمثل ذلك إن حصل، انعكاساً تلقائياً للموقف العدائي الذي تبناه قادة الحزب الديمقراطي تجاه السعودية طيلة السنوات الأربع الماضية من حكم الرئيس الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب
إذا كان من المقبول ممارسة الضغوط على جماعات التمرد المسلح، فإنه لا يليق ومن غير المقبول توجيه الأوامر أو ممارسة الضغوط الفجة على رؤساء دول، ومساواة دولة بجماعة متمردة..
السعودية التي أشهرت سلاح المقاطعة لبضائع تركيا، العضو في منظمة التجارة العالمية ومجموعة العشرين، يبدو أنها تتصرف في الزمن الضيق المتبقي لها قبل السقوط في قعر الفشل وربما الانهيار، وهذا يوفر سبباً كافياً لعدم الثقة بالدور السعودي السياسي والعسكري على الساحة اليمنية
إننا أمام مهمة تخادم وارتزاق تستدعيان إرث فرنسا وروسيا الأسودين وتضعه أمام الطموح الكارثي لمحمد بن زايد، بعد أن أظهر هذا الأخير حماساً لإعادة صياغة مستقبل المنطقة، بما يسمح له بممارسة دور موهوم على أنقاض أمة توفرت لها فرصة سانحة لإعادة استنهاض دورها وتأكيد مكانتها في هذا العالم
اللقاء التلفزيوني المهم الذي أجرته قناة الجزيرة مساء الأربعاء الماضي مع نائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري، ضمن برنامجها الأسبوعي "بلا حدود"، بقدر ما نجح في إنعاش الأمل لدى قطاع واسع من اليمنيين، فإنه كذلك صرف الاهتمام نحو ما يتعين عمله من أجل البناء على هذا الموقف
يمكن اعتبار تقدم الحوثيين البطيء باتجاه مأرب، ثمرة انتهازية معتادة من شيوخ القبائل، ونهجا سعوديا يشكل مزيجاً من حقد أصيل وتذاكٍ مفضوح وتصفية حسابات، ليس مع الأعداء بل مع الحلفاء الإسلاميين المخلصين الذين ساهموا بسذاجتهم وإيمانهم بالنموذج السعودي..
جزء من مظاهر التدخل العسكري للسعودية والإمارات تتجه نحو تفكيك اليمن والاستحواذ على أهم مواقعه الحيوية، كما تتجه نحو وأد خيار الشعوب العربية في التغيير والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، تأسيساً على مبدأ التفويض الحر