هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إن لكل مذهب من المذاهب الفلسفية منطلقات، وحججا معتبرة لا يمكن دحضها بسهولة، ومن ثمة تكون المسألة في الإيمان بالحقائق الميتافيزيقية مسألة استدلال واقتناع، أكثر مما هي مسألة إقناع، والعقول درجات وأنواع، ولكل طرف حججه المقنعة له على الأقل!!
يمكن بعد جمع الأحاديث أن نميز فيها بين ما له مؤيدات كالمطابقة مع ما يوجد في القرآن من ترجمة لحياة الرسول نفسه أو ما يوجد في ممارسات الأمة وخاصة في العبادات الفعلية. فهذا يستثنى من التشكيك فيه وفي رواته. فلا يبقى إلا ما ليس له ما يؤيده في القرآن أو في عام الممارسة التعبدية.
انطلقت على إيقاع حرب غزة نقاشات كثيرة حول ما يصطلح عليه إسرائيليا بـ"اليوم التالي"، أي ما بعد حرب غزة، والسيناريو الذي يتم إعداده قبل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي..
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات دراسة علميّة محكّمة تحت عنوان: "الهويَّة الفلسطينيَّة لدى فلسطينيي سوريا في ظل التَّغيرات التي فرضتها الحرب السُّورية: دراسة لوجهات نظر الشّباب الفلسطيني داخل سورية"، وهي من إعداد الباحثة الأستاذة حنين عمر مراد..
لما بدأت الفلسفة تؤسس نظرية التاريخ بتردد بين ما بعد الأخلاق الروحية (هيغل) وما بعد الطبيعة المادية (ماركس) نكصت الفلسفة بالتخلي عن رؤية كنط النقدية (إلغاء مفهوم الشيء في ذاته بوصفه مفهوما حدا لقدرات العلم) التي ألغت إبستمولوجية المطابقة بين العلم الإنساني والأشياء في ذاتها فاقتضت وجود ما وراء الظاهرات التي لا يستطيع العلم تجاوزها وذلك لتأسيس الإيمان بالمسلمات وتأسيس شروط الأخلاق..
إن الحديث عن قادة الفكر والعمل من المقدسيين خلال القرن العشرين، يعني الحديث عن أولئك الذين رابطوا على الجبهة الأمامية في الصراع القائم على أرض فلسطين بين شعب أعزل لا يملك سوى إرادة الصمود، بالمقابل يقف أطول وأشرس احتلال شهده التاريخ المعاصر..
يعود إعفاء اليهود المتدينين (الحريديم) من الخدمة العسكرية إلى بداية تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، إذ عاملتهم الحكومات الإسرائيلية منذ ذلك الوقت معاملة خاصة بإعفائهم من التجنيد الإجباري، ليتفرغوا للدراسة الدينية، وللمحافظة على نمط حياة اليهود التقليدية خوفا من اندثاره..
الميتافزيقا وظيفتها تحديد بنية الفنون العلمية وتأسيسها. والدين وخاصة من منظور القرآن يؤدي نفس الوظيفة تماما لكن بكيف مغاير هو ما أطلقت عليه اسم ما بعد الأخلاق. فموضوعه الرئيس هو العلاقة بين التاريخي بوصفه عمل الإنسان الخلقي السياسي والديني بوصفه تأسيسا للقيم التي ينبغي أن تحكم هذا العمل الإنساني..
رأت دراسة استراتيجية أن سيناريو تعطيل ما زال هو المؤشر الأبرز لوضع العملية السياسية في سوريا، في حال عدم نجاح عملية إطلاق مسار جديد، أو استمرار توقف المسار الدستوري كما هو مرجح..
الحقيقة أن الدين بمبادئه واحد وثابت، وأما الذي يتغير فهم الأشخاص الذين تختلف كيفية فهمهم للدين واجتهادهم فيه، من حالة الحرب إلى حالة السلم ومن الثورة التحريرية إلى الثورة الاقتصادية والثقافية، واسترجاع مقومات الهوية الوطنية، بعد أوراق الجنسية،
ما المشروع القرآني أو البعد المؤسس لإصلاحات حياة الإنسانية السياسية والخلقية كلها (إذ إن اسم المسلمين يطلق على كل من يستجيب للرسالات النبوية الواحدة) (7) في علاقة التعاكس بين العالم وما بعده؟ إن هذا المشروع يحدد ما يعده القرآن مصدر الديني الكوني الذي هو المقياس الذي يمكن من التطور الروحي والخلقي في تاريخ البشرية السياسي والاجتماعي.
تسري في هذا الأثر أطروحة غير معلنة يؤكد الباحث وفقها أنّ الأدارسة في المغرب الأقصى أو الأمويين في الأندلس نجحوا في بناء الدولة المستقرة الثابتة الأركان. ويقدّر بالمقابل أن الأغالبة ظلوا مجرّد وكلاء حكم عند العباسيين ولم يعوا الوعي العميق بمقتضيات الحكم. والأدهى أن الأمر كان سابقا لقيام الإمارة الأغلبية وتواصل بعد سقوطها.
إن الوضعيات النموذجية للعلاقة بين الديني والتاريخي مع كونها تمثل اللحظات الأساسية في التاريخ الكوني تتخذ شكل مقاومة ما هو اجتماعي ثقافي لما هو مضمون الرسالات النبوية كما يتبين ذلك في الوضعية التاريخية التي تتميز بيها حقبة من حقب التاريخ وهي تعرف بمن يصادم الرسالة النبوية ذات الصلة بالحقبة المعنية.
مع وصول الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى أعلى مستوياته منذ عقود، عاد الحديث مرة أخرى إلى حل الدولتين، بعد أن بدا بعيد المنال قبل حرب 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، التي أقنعت الكثيرين بضرورة إحياء الفكرة.
هكذا وجد الإنسان نفسه أمام فيزياء واحدة وكيمياء واحدة، ورياضة واحدة، وفلسفات وعقائد متعددة ومتناقضة؛ لأن الأولى تتعامل مع المادة وحدها، والثانية تتمحور حول الإنسان المعقد ذي الأبعاد، التي تتجاوز بحكم تكوينه الثنائي حدود المادة، وتخترق حجب الفيزيقا إلى ما وراءها المعبر عنها فلسفيا بالميتافيزيقا!
استنادا إلى مطلوبي الذي حددته في الفصل الأول سأقتصر على العائق الإبستمولوجي أي أنني لن أتكلم على الموقف الإيديولوجي الذي يدفع أصحاب هذا النوع من النقد إلى اعتبار القرآن مصنفا تلفيقيا شكله الظرف الاجتماعي والتاريخي لينتحل ما انتحله من النصوص السابقة عليه فغلب عليه التناص مثل أي نص مرتهن بظرفياته.