هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تثن تداعيات وآلام النكبة الفلسطينية الكبرى عام 1948 وكذلك نكسة حزيران 1967 واحتلال الجيش الإسرائيلي لكامل الوطن الفلسطيني، من استمرار الشعب الفلسطيني في نتاجات هويته الوطنية وترسيخها عبرالمقاومة المباشرة وعلى جبهة الفكر والأدب ونقده، ونستحضر هنا سير ثلاث قامات كان لهم حضور لافت على هذه الجبهة لنفض غبار النكبة وهم الراحلين يوسف سامي اليوسف وعزالدين المناصرة وفيصل دراج امدّ الله بعمره ورعاه.
محمد ثابت يكتب: ما قيمة الإنسان بوطن يضيق به حي وقد يرديه قتيلا برصاصة مستوردة بقروش زهيدة، فضلا عن سجنه ومطاردته لمجرد خلاف في الرأي؟ أو ربما لمحبته رؤية وطنه أكثر ازدهارا ونبلا وتقدما وسلاما؟ فيجازى على تفانيه وإخلاصه بالاستهداف المباشر؟ وماذا عن رفات رموز أدبية وفكرية واجتماعية تاريخية ومعاصرة؟ ما ذنب أولاء في وطن يضيق بأبنائه؟
يعتبر الأدب بكافة فنونه، الشعر والمسرح والقصة والرواية وكذلك النقد الأدبي، بحد ذاته أحد أركان الهوية الوطنية الفلسطينية التي تجسدت عبر تاريخ فلسطين الطويل، وفي هذا السياق نستحضر سيرتين لنموذجين فلسطينيين في الشعر والنقد الأدبي..
تقع على عاتق الأدباء مسؤوليّة كبيرة في مراحل تطوّر أفكار الشعوب، وبالذات في مثل أوضاع الكثير من أوطاننا، ومن بينها العراق، فدورهم دور ناظم للحقوق، وباني للعقول، ومبيّن للمواطنين ما لهم من حقوق، وما عليهم من واجبات.
يسعى الاحتلال الإسرائيلي بكل الطرق، إلى إرباك المشهد الثقافي الفلسطيني، وإحكام سيطرته على العقول الفلسطينية؛ عبر ملاحقة واعتقال الأدباء الفلسطينيين الذين يشكلون -وفق مختصين- خطرا على مخططاته المختلفة، وخاصة تلك التي تستهدف مدينة القدس المحتلة.
يتحرر السجين الفلسطيني من قيده حين يكتب، ويصنعُ لنفسه تاريخا شاهدا على فظاعات سجانه، ويقاوم السجين الغياب حين يواصل الحياة كتابة وسردا، منتصرا على ظلمات زنزانته، ومنخرطا من خلف القضبان في مشروع وطنه نحو الانعتاق والتحرر..