أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السبت، سلسلة قرارات ملكية، تضمنت تعيين الأمير
فهد بن تركي قائدا للقوات البرية، ما يشير -بحسب مراقبين- إلى توجه المملكة لإعادة ترتيب أوراقها في العمليات ضد "الحوثيين" وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مع دخول عملياتها في
اليمن عامها الثالث.
وتزامن تعيين الأمير فهد بن تركي، وترقيته إلى رتبة فريق في قيادة القوات البرية، خلفا للفريق عيد الشلوي، مع أوامر قضت باعتماد صرف راتب شهرين مكافأة للمرابطين الفعليين في الصفوف الأمامية في حرب اليمن.
خطوات قرأها مطلعون على الملف بأن المملكة تبدو كأنها تريد تدشين العام الثالث من العمليات باليمن باستراتيجية مختلفة، تهدف إلى تحقيق إنجازات عسكرية كبيرة في طريق الحسم مع الحوثيين وصالح.
فالفريق فهد بن تركي كان الدينامو الفعلي للعمليات منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 26 آذار/ مارس 2015، حيث عمل قائدا للعمليات الخاصة للتحالف العربي في اليمن، بجانب عمله نائبا لقائد القوات البرية
السعودية وقائد وحدات المظليين والقوات الخاصة.
وطيلة الفترة الماضية من عمر الحرب، لم يكن الأمير السعودي يمارس مهامه من مكاتب، بل ظهر في أكثر من مرة على جبهات القتال المشتعلة باليمن، رفقة مسؤولين عسكريين يمنيين، بحسب متابعات مراسل الأناضول.
وأطل الأمير فهد بن تركي لمرات مختلفة من الخطوط الأمامية لمديرية "نهم" القريبة من العاصمة صنعاء، وكذلك من منفذ "علب" على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة، وكذلك في عدد من جبهات مأرب وعدن.
ورجح البعض بأن تعيين الأمير فهد بن تركي يهدف إلى ترتيب الأوراق العسكرية في الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة.
فإلى جانب ما اكتسبه الرجل من علاقات مع قيادات عسكرية يمنية رفيعة تمكنه من معرفة خطوط سير
المعارك، قد تتم الاستعانة بشكل أكبر بقوات يمنية لفتح جبهات جديدة للحوثيين في محافظة صعدة (شمالا)؛ بغرض استنزافهم، وتشتيت هجماتهم على البلدات السعودية في الحد الجنوبي للمملكة.
وقبل أربعة أيام من صدور القرار الجديد، ظهر الأمير فهد في لقاء مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وناقش معه سير المعارك في اليمن، وفقا لوسائل إعلام إماراتية.
كما التقى بن تركي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في الرياض، وناقش معه "تطورات العمليات العسكرية في مختلف الجبهات ومناطق التماس مع الحوثيين وقوات صالح".
ووفقا لوكالة "سبأ" اليمنية الرسمية الموالية للحكومة، فقد استعرض اللقاء "عددا من الاستراتيجيات والبدائل التي تتسق مع طبيعة وواقع كل منطقة جغرافية على حدة؛ لتذليل المهام وتحقيق الانتصارات".
إعادة ترتيب السعودية لأوراقها في حرب اليمن فرضية يرجحها أيضا تعيين اللواء أحمد عسيري، المتحدث الرسمي للتحالف العربي، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في منصب هام، هو نائب رئيس الاستخبارات العسكرية.
وتلعب الاستخبارات العسكرية السعودية دورا هاما في عمليات التحالف، فإضافة إلى إبرامها لأبرز التحالفات، يتم إشراكها في أي مشاورات سياسية مع الحوثيين أو مع قيادات الحكومة اليمنية الشرعية لترتيب سير المعارك، وفق مصادر مطلعة على الملف.
ومنذ 26 آذار/ مارس 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين وقوات صالح؛ استجابة لطلب الرئيس هادي بالتدخل عسكريا، في محاولة لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات صالح على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة ومناطق أخرى بقوة السلاح.