قالت ابنة المرشد السابق للإخوان المسلمين في
مصر، محمد مهدي عاكف، إن والدها بحاجة للمساعدة وتلبية احتياجاته من طعام وشراب ورعاية، عقب خضوعه لعملية جراحية بمفصل الحوض وعدم قدرته على الحركة، دون أن يُسمح له بالحصول على المساعدة.
وقالت علياء عاكف في منشور لها عبر فيسبوك: "أنا نفسي أفضل قاعدة تحت رجل بابا وأعمله كل حاجة، أكله وشربه وأديله الدوا وأعمل كل اللي هو عاوزه من غير ما يتكلم".
عاكف.. مش بلاقي حد
وشرحت علياء حال والدها، عقب زيارتها الأخيرة له، قائلة: "النهاردة كنت عند بابا وهو يا حبيبي مش بقي يقدر ياكل ولا يشرب لوحده، وطبعا بعد العملية بتاعت رجله مش بقي بيتحرك خالص ونايم على سرير. بيقولي مش بلاقي حد يعملي طلباتي".
وبينت علياء: "بابا محتاج رعاية في سنه ده، محتاج أولاده يكونوا جنبه، خرجوا بابا يبقي في وسطنا، بابا بيفضل (يبقى) طول النهار من غير أكل وشرب علشان مفيش حد يأكله (يُطعمه)، خرجوا بابا بقي حرام عليكو".
أين الإنسانية؟
وتعقيبا على حديث علياء، قالت زوجة القيادي
الإخواني المعتقل عصام الحداد: "أين الإنسانية؟ بعد عملية مفصل الفخذ لا يستطيع الحركة ولا يجد من يساعده على أي شيء فيظل طوال اليوم بدون طعام أوشراب! هل أولئك الذين يديرون المشهد اليوم بشر؟ أما والله الوحوش المفترسة أرحم منكم! حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم جميعا!".
وعلق قتيبة قاسم من فلسطين: "أيضا في مصر تقضي
السجون على حلم الصغار وتحرق ما بقي من سنيّ الكبار، لا فرق بين طاغية وآخر ولا بين سجن وآخر، الختيار التسعيني الشيخ محمد عاكف يرزح هو الآخر تحت وطأة القيد اللعين، تلتقي هامته وهامات أسرانا الأحباب كل ليلة عند الثلث الأخير من الليل متوجهة إلى الله وحده بالانحناء والدعاء واستمطار الفرج".
وقالت دعاء إبراهيم: "من ينقذ المسن الذي يحتاج لرعاية من براثن الانقلابيين وظلمهم"؟
ومحمد مهدي عاكف، البالغ من العمر 90 عاما، هو أكبر سجين سياسي في العالم؛ وسبق أن قضى أكثر من نصف عمره خلف قضبان السجون، منذ النظام الملكي في مصر وحتى حكم العسكر الحالي.
حملات ومطالبات بالافراج.. بدون فائدة
وتعددت الحملات التي تطالب بالعفو الصحي عن عاكف، فمرة لإصابته بالأورام السرطانية وانتشارها في جسده وإصابته بسرطان الكبد، وآخرها بسبب إصابته بكسر بمفصل الفخذ.
وفي 22 آذار/ مارس الماضي؛ سقط عاكف في زنزانته الانفرادية بسجن طرة فجرا، وأصيب بكسر في مفصل الفخذ وظل بدون أي مساعدة طبية حتى منتصف اليوم، ثم تم نقله لاحقا إلى المشفى.
وفي نهاية آذار/ مارس؛ أصدرت خمس منظمات حقوقية بيانا تطالب فيه بالعفو الصحي عن عاكف بعد انتشار الأورام السرطانية في جسده، وسقوطه بالسجن وإصابته بكسر بمفصل الفخذ.
وكانت سلطات الانقلاب قد نقلت عاكف إلى مستشفى قصر العيني في كانون الثاني/ يناير الماضي بعد تدهور حالته الصحية، وارتفاع نسبة الصفراء في الدم، وانسداد القنوات المرارية، وخضع لجراحة عاجلة ليعود مرة أخرى للزنزانة الانفرادية، فيما كشفت حقوقيات، بينهن ليلى سويف، في كانون الثاني/ يناير 2017، أن الأمن الوطني تدخل في الإجراءات العلاجية لعاكف خلال مكوثه بالمشفى، كما شدد الإجراءات على الأطباء وأجبرهم على الحصول على موافقة أمنية من الأمن الوطني قبل الدخول لمتابعة عاكف الصحية، بينما تأخرت تلك الموافقة لساعات في كل مرة قبل دخول الأطباء آنذاك.
ويُعتقل عاكف على ذمة قضية واحدة، وهي أحداث مكتب الإرشاد، وحصل على حكم بالمؤبد ألغته محكمة النقض في كانون الثاني/ يناير 2016، ولتعاد محاكمته من جديد.