تواصلت عودة أفواج
الأقباط من
القدس المحتلة، التي ذهبوا إليها لأداء ما يُعرف بفريضة
الحج، وبدأت عودتهم منها السبت الماضي، وتستمر حتى بعد غد الخميس، وذلك عبر طائرات شركة "إير سيناء" الحكومية
المصرية، من مطار تل أبيب، فيما زعم مسؤول عسكري سابق أن "زيارة القدس واجب شرعي ووطني".
وبحسب صحيفة "اليوم السابع": "وصل 255 من الحجاج الأقباط في أولى رحلات العودة، بعد تنفيذ "اير سيناء" لجسر جوي لنقل الحجاج الأقباط إلى القدس، على أن تتم عودة جميع الرحلات لنقل الحجاج على مدار الأيام القليلة المقبلة".
وقال مصدر مسؤول في الشركة القابضة لمصر للطيران، إن شركة "إير سينا" بدأت السبت في تسيير 24 رحلة جوية، بسعة مقعدية تصل إلى 5316 راكبا، لعودة الأقباط من القدس، عبر تل أبيب، وتنتهي مرحلة العودة يوم 27 نيسان/ أبريل الجاري".
وأضاف أن الشركة أتمت تنظيم رحلات الجسر الجوي لنقل 5008 أقباط مصريين إلي تل أبيب، ومنها إلى القدس احتفلوا بأسبوع الآلام وعيد القيامة وشم النسيم، مشيرا إلى أن مرحلة الذهاب كانت قد بدأت منذ عشرة أيام، وانتهت الخميس، وتم خلالها تسيير 25 رحلة جوية خاصة بسعة مقعدية وصلت إلى 5008 ركاب.
"زيارة القدس واجب شرعي ووطني"
في سياق متصل، فاجأ مسؤول عسكري سابق كان عضوا باللجنة القومية للأزمات والكوارث سابقا بمصر هو اللواء محمد عبد المقصود; الرأي العام في مصر، بمقال نشره بصحيفة "الأهرام"، تحت العنوان السابق.
وفيه قال: "إن تشجيع السياحة الدينية إلى القدس يمكن أن يشكل آلية مستقرة لتعزيز ارتباط العرب بمقدساتهم الدينية، ومصدرا مستمرا لتمويل صندوق القدس لمساعدة المقدسيين على مواجهة إغراءات رجال الأعمال اليهود، فضلا عن تأكيد المساندة الشعبية والمعنوية لهم من خلال زيارات المسلمين والمسيحيين للأماكن المقدسة عبر الأراضي الأردنية والفلسطينية، وفضح الممارسات والانتهاكات
الإسرائيلية حال رفض سلطات الأمن السماح لتلك الطوائف بزيارة المقدسات الدينية، وكسب مساندة القوى الدولية للمطالب العربية باستعادة السيادة على المناطق المقدسة".
وأشار إلى ضرورة وضع قضية القدس في مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية للدول العربية والإسلامية، وتأكيد عدم التهاون إزاء أي انتهاكات أو تجاوزات إسرائيلية بحقها"، وفق قوله.
وأضاف أنه "على القيادات السياسية والدينية في الدول العربية اتخاذ القرارات التي تتواءم مع التحولات السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية، وعدم التأثر بمحاولات اليهود لتصوير تلك الزيارات على أنها من مظاهر التطبيع الديني مع إسرائيل، وهو الأسلوب الذي تلجأ إليه القوى اليهودية والصهيونية لتحجيم قدرتنا على اتخاذ هذا القرار، بحسب تعبيره.
رحلات بالمخالفة لقرارات الكنيسة
وتأتي رحلات الحج هذه إلى القدس المحتلة، على الرغم من قرار المجمع المقدس في الكنيسة المصرية الذي صدر عام 1980، ويقضي بمنع زيارة الأقباط للقدس حتى استرداد دير السلطان، الذي استولى عليه الرهبان الأحباش، وهو من ممتلكات الكنيسة المصرية.
وكان المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، جدد تأكيده على أن موقف الكنيسة من رحلات الأقباط إلى القدس ثابت، ولم يتغير.
وقال حليم، في تصريحات صحفية، إن الكنيسة تسمح للحالات كبيرة السن فقط بالسفر إلى القدس لدوافع إنسانية، ولا تعطي تصاريح لغير ذلك.
وكان بابا الكنيسة القبطية، تواضروس الثاني، أكد في حوار سابق أن الكنيسة تراعي رغبة الحالات الإنسانية من كبار السن في السفر إلى القدس، وكذلك الأقباط حاملي الجنسيات الأجنبية التي لا تستطيع منعها من السفر.
وعلى المستولى العملي، ظلت الكنيسة تعاقب بالحرمان الكنسي من يخالف قرار المجمع المقدس، ويزور القدس، وذلك قبل أن تحدث خروقات منذ وفاة البابا شنودة، صاحب قرار المنع، وصولا إلى زيارة البابا تواضروس إلى القدس المحتلة، بدعوى تأبين مطران القدس الراحل.
وهكذا، لم تتوقف رحلات الحجاج الأقباط لزيارة القدس المحتلة طوال السنوات الماضية، بل زادت وتيرتها بعد وفاة البابا شنودة، إذ بدأت الخميس الماضي أولى الرحلات التي انطلق بعضها من القاهرة إلى مطار تل أبيب، بينما سار البعض الآخر تجاه الأردن لزيارة المغطس الأردني، الذي يُقال إنه شهد تعميد المسيح بمياهه.
وساعد هؤلاء الحجاج الأقباط على حجهم للقدس المحتلة، الموصوم من قبل معارضيه بأنه "تطبيع قبطي مع الكيان الصهيوني"، صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا، أعلى محكمة مصرية، في 4 شباط/ فبراير 2017، وصفته مصادر قبطية، وغيرها، بالحكم التاريخي، يقضي بأحقية الموظفين العموميين المسيحيين بالحصول على إجازة لمدة شهر كامل مدفوعة الأجر، مرة واحدة في العمر، من أجل الحج إلى بيت المقدس (برغم أنه ليس فريضة في المسيحية)، أسوة بأقرانهم المسلمين الذين يُسمَح لهم بالحصول على إجازة لأداء الحج بمكة المكرمة.
وقد عبّر ممثلون عن الكنائس المصرية الثلاث الرئيسية عن تأييدهم لهذا القرار، وقالوا إنه تفعيل لدولة المواطنة، في مقابل أصوات اعتبرت ذلك الحكم فتحا للأبواب أمام التطبيع مع "إسرائيل"، يأتي في إطار توجه عام للنظام المصري بعد 3 تموز/ يوليو 2013 للتقارب مع دولة الاحتلال.
تواضروس في الكويت
إلى ذلك، يواصل البابا تواضروس، الثلاثاء، زيارته إلى الكويت، التي تستمر خمسة أيام، تلبية لدعوة من أمير الكويت، وهي الأولى من نوعها لبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى الكويت، ولم يعلن أسبابها، ودوافعها.
لكن تواضروس توجه، في حوار أجرته معه صحيفة "النهار الكويتية"، قبل زيارته للكويت، بالشكر لها على احتضانها أول كنيسة قبطية خارج مصر، وفق وصفه.