تلوح في الأفق بوادر أزمة دبلوماسية بين "
إسرائيل" وألمانيا بسبب إلغاء نتنياهو، اجتماعه المرتقب مع وزير
الخارجية الألماني في حين رفض الأخير الرد على اتصال رئيس الوزراء الاسرائيلي.
بعد أقل من يوم على تحذيره لوزير الخارجية الألماني، سيغمار غابريال، أفادت مصادر ألمانية وإسرائيلية متطابقة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو، ألغى الثلاثاء الاجتماع المقرر مع غابريال، بسبب نية وزير الخارجية الألماني لقاء مندوبين عن جمعيات إسرائيلية يسارية مناهضة للاحتلال، من بينها "كسر الصمت" و"بتسيلم"، وفق تقرير لموقع "i24" الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية "دي بي اي" في نبأ عاجل، أن غابريال "لن يلتقي بنتنياهو اليوم الثلاثاء، خصوصا بعد أن هدد نتنياهو بإلغاء الاجتماع بينهما".
اقرأ أيضا: لهذا السبب هدد نتنياهو بإلغاء اجتماعه بوزير خارجية ألمانيا
في حين، أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية، نقلا عن مصدر مقرب من نتنياهو، قوله: "الوزير الألماني رفض استقبال اتصال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد إعلان الإلغاء"، منوهة إلى أن "نتنياهو سعى من خلال هذا الاتصال إلى تبرير موقفه من إلغاء الاجتماع بغابريال".
وبحسب القناة الثانية الإسرائيلية، "لم يدرج مكتب رئيس الوزراء اللقاء مع غابريال، الذي وصل إلى إسرائيل أمس في زيارة رسمية، على جدول أعمال نتنياهو المقرر اليوم".
وجاء في بيان لديون نتنياهو، أن رئيس وزراء
الاحتلال يرحب بالدبلوماسيين الراغبين بلقاء مؤسسات المجتمع المدني في "إسرائيل"، لكنه "لن يلتقي بأولئك الذين يمدون الشرعية لمنظمات تدعو لتجريم الجنود الإسرائيليين"، مؤكدا أن العلاقة مع ألمانيا "مهمة جدا ولن تتأثر بذلك".
وكان مسؤول ألماني قد كشف في آذار/ مارس الماضي بأن "العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل بلغت أدنى مستوياتها، وبشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة"، وفق ما نقله الموقع الإسرائيلي، الذي أوضح نقلا عن المسؤول الألماني، أن "البرنامج الذي أخذ نتنياهو يدفع به منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة قد أدى إلى أزمة في العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل".
ولفت المسؤول الألماني، إلى أن أحد "الخلافات الأساسية، هي توسيع البناء في المستوطنات وقانون تسوية البؤر الاستيطانية".
يذكر أن مؤسسة "بتسيلم" الإسرائيلية وهي "مركز المعلومات لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة" تأسست عم 1989، وهي جمعية يسارية هدفها فضح "جرائم الاحتلال بحق السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ومدينة والقدس وقطاع غزة".
أما منظمة "كسر الصمت"، فقد تأسست في آذار/ مارس 2004 من قبل مجموعة من الجنود الإسرائيليين للحديث عن الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجنود بحق المدنيين الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يلتقي غابريال وهو وزير يساري ينتمي للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني، خلال زيارته لـ"إسرائيل" والتي ستشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بمدينة القدس المحتلة، وبرئيس المعارضة اسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، في مدينة رام الله.
وسبق أن استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير البلجيكي قبل شهرين ووبخته بسبب لقاء رئيس الحكومة البلجيكية، شارل ميشال، مع ممثلي "بتسيلم" ومنظمة "كسر الصمت" خلال زيارته لـ"إسرائيل".
وهذه ليست المرة الأولى التي يسود فيها التوتر بين "إسرائيل" وألمانيا، فقد هددت ألمانيا قبل ست سنوات، بوقف تزويد دولة الاحتلال بالغواصات بسبب خطط البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد مرور عام أثار غابريال الذي كان آنذاك زعيما للمعارضة، عاصفة دبلوماسية وسياسية، عندما وصف السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية بأنها نظام فصل عنصري "أبرتهايد".