وجه زعيم حزب غد الثورة والمرشح الرئاسي الأسبق أيمن نور، رسالة ودعوة إلى من وصفهم بـ "عقلاء
مصر".
وقال نور في رسالته: "يا عقلاء مصر ورموزها لأجل مصر وشعبها وحاضرها ومستقبلها، تعالوا إلى كلمه سواء تجمعنا حول ما اجتمعنا حوله واتفقنا واختلفنا في كل شيء سواه، تعالوا إلى ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلى طريق الحرية، إلى الإصلاحات الحقيقية، تعالوا لنتجاوز جميعا أخطاء الماضي وآلامه".
وتساءل "نور"- في بيان له الاثنين-: "أين الطريق؟، وإلى أين نحن ماضون؟، هل نحن ماضون في الطريق الخطأ.. والخطر؟، هل نحن مقبلون على
انتخابات رئاسية حقيقية، تفتح أبوابا للخروج من الأزمة السياسية، أم أننا أمام معركة صفرية بحثا عن إقرار وشرعية لأمر واقع، بصورة تجعل منه تعقيدا للأزمة، بأكثر منه حلا لها".
كما تساءل: "أين عقلاء الأمة؟ وأوضاع الناس تنتقل من السيء للأسوأ؟ ونزيف الدم، ومعدلات العنف والعنف المضاد في تصاعد مستمر؟، ألا يدرك الجميع الآن أن الحل المنشود لابد أن يكون جزءا من حل شامل يستعيد لمصر حقها في العدل والأمن والاستقرار والحريه ويزاوج بين كل هذه الحقوق؟".
وأضاف:" ألا يشعر عقلاء مصر، ومفكريها، وقادة الرأي العام، والساسة بالقلق والخجل –في آن واحد- إزاء مستقبل هذا الوطن، في ظل الخطاب السياسي الذي يخلو من طرح أي رؤية لترتيبات سياسية، لتحقيق المصالحة الوطنية، وبناء نظام حكم ديمقراطي يوقف العنف ونزيف الدم".
وتابع: "أنني أخاطب اليوم عقلاء مصر، ومحبيها، المخلصين للثوابت الوطنية والديمقراطية وللمبادىء، أكثر من المصالح والصوالح الانتخابية أو الشخصية الضيقة أو الشهوات الانتقامية، وأوهام الانتصارات الماحقة الساحقة، التي لم ولن تتحقق لطرف على الآخر".
وأردف "نور": "أناشد الضمير الوطني المصري، متجسدا في العديد من الشخصيات العامة المهمومة بالهم العام وبهم المستقبل لهذا الوطن، المثخن بجراح غائره أن يتبنوا الآن وفورا مشروعا وطنيا خلف تلك القيم التي جمعتنا تحت راية ثورة يناير المجيدة، ونقبل ما تقبله، ونرفض ما ترفصه، ونعمل على تحقيق كل ما توافقنا عليه –بغير اتفاق مسبق- يوم 25 يناير- حبا في طريق الحرية وقيم العدالة والديمقراطية".
وأكمل: "دعوتي للتفكير والحوار والتوافق على كيان واحد، يُجمّع ولا يُفرقُ أبناء الثورة، والحالمين بانتصار قيمها، وتحقيق استحقاقاتها في إطار مشروع سياسي متكامل، لإدارة الأمور نحو الخروج من النفق المظلم بروح مختلفة، تتجاوز منطق القوة والدم وفرض الأمر الواقع لمنطق التواصل لا التقاطع، من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة بما يحقق الحرية والأمن والاستقرار والعدالة معا، مستفيدين من أخطاء الماضي القريب والبعيد ومتجاوزين مراراته وحماقاته، بغير احتكار من أحد ولا إقصاء لأحد، عبر شراكة وطنية واسعة".
وأشار المرشح الرئاسي السابق إلى أن دعوته تنطلق وتستهدف إجمالا كيانا وطنيا يسعى للأسهام في استعادة حالة العقل بعد أن استبد بنا التطرف والكراهية، وغياب قيم مصرية أصيلة مثل التسامح والقبول بالآخر".
وقال: "أمامنا تحديات رئيسية هي بناء دولة مدنية ديمقراطية، تسود فيها قيم العدل، وتصان فيها الحقوق والحريات، وبناء دولة الأمن والقانون، لا دولة توظيف القانون والأمن لأهداف وأغراض سياسية، مع فريق، أو ضد آخر، وتحكمها قيم العدالة الانتقالية التي تستهدف وقف الدماء في المستقبل، ولا تهمل حق الوطن في معرفة حقيقة ما حدث وتحديد ومحاسبة ومحاكمة المسؤولين عنه".
وطالب "نور" ببناء دولة تتسم بالعدل الاجتماعي والإصلاح والتقدم الاقتصادي والانحياز للأكثر فقرا وللتنمية الحقيقية وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة واسترداد الشعب لثرواته المنهوبة، مؤكدا على ضرورة بناء دولة تلعب فيها كل المؤسسات أدوارها الدستورية الصحيحة، ويحظى فيها الجيش بكل حقوقه وواجباته في حماية حدود وأرض الوطن في مواجهة أعدائه وخصومه، ولا يتدخل في الحياة السياسية والاقتصادية".
وشدّد على ضرورة "بناء دولة تشاركية عبر مرحلة انتقالية تساهم فيها بإيجابية كل القوى الوطنية، لندرس سويا إطارا وطنيا جامعا لا غلبة فيه لفريق- أو لجماعة - بل طريقا واحدا، لا نبتغي جميعا منه إلا حقن دماء الوطن وتحقيق آماله وطموحاته المشروعة في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية".