كثيرا ما نعزّي أنفسنا عندما تصبح علامات الشيخوخة واضحة ولا نتمكن من التستر عليها، وعندما تفشل الأصباغ و"البوتوكس" في إخفاء عوامل النحت والتعرية بمقولة إن "الشباب شباب القلب".
لكن علماء من معهد إمبريال كوليج في المملكة المتحدة يختلفون مع هذه المقولة ويؤكدون أن شباب الدماغ هو ما يحدد عمر الإنسان الحقيقي، بحيث يصلح كعامل يدلل على مؤشراتنا الصحية؛ البدنية منها والعقلية، وأنه يمكن من خلال دراسة التباين بين عمر الإنسان الزمني وشيخوخة الدماغ تحديد العمر المتوقع الذي سيعيشه الإنسان واحتمال وفاته في السنوات القليلة القادمة.
فقد قاموا بدراسة مئات الأشخاص، أصحاء ومرضى، بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي وقاموا بدراسة العلاقة بين صحة الأشخاص وشيخوخة أدمغتهم، ومقدار ما فقدوا من المادة البيضاء فيها، وخلصوا إلى أن هنالك علاقة طردية بين شيخوخة الدماغ واعتلال الصحة والوفاة المبكرة، بحيث أصبح بإمكانهم توقع حدوث الوفاة خلال السنوات القليلة القادمة؛ فالناس يشيخون بمعدلات وسرعات مختلفة وهذه محكومة بعوامل جينية وأخرى بيئية.
وإذا ما تم إضافة المعلومات الجينية المستخلصة من DNA إلى هذه المعلومات أصبح بإمكان العلماء توقع عمر الإنسان وحالته البدنية والعقلية.
وتزداد أهمية هذه المعلومة في الوقت الذي تمكّن فيه علماء آخرون من تحديد الجين المسؤول عن الشيخوخة عند الفئران، وتم تجريب علاج جيني في محاولة لإصلاحه وبالتالي أصبحوا يتكلمون عن تأخير الشيخوخة وإطالة العمر.
نعلم كمؤمنين أن العمر والأجل في علم الله ولن يكون في متناول أحد معرفة الأجل لشخص ما؛ فهذا علم اختص به عزّ وجلّ نفسه ولحكمة بالغة، لكن ما نحن بصدده هنا هو معلومات إحصائية لمجموعة من البشر قد تساهم في اتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية تساهم في تأخير الشيخوخة أو في تخفيف وطأتها وعبئها.