سخر معلق
إسرائيلي بارز من الرهانات التي تعقدها السلطة
الفلسطينية على توجه الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وشكك جاكي حوكي معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" في أن تكون إدارة ترامب "تؤمن حقا بإمكانية التوصل لتسوية للصراع".
وعزا حوكي في مقال نشرته الصحيفة اليوم "ضجيج إدارة ترامب الإعلامي" حول تعهدها بحل الصراع إلى "مقتضيات الأمن القومي الأمريكي، لا سيما الحاجة إلى دور السلطة في الحرب على الإرهاب".
ولفت الأنظار إلى أن "إدارة ترامب تهدف من خلال حديثها عن الالتزام بتحقيق تسوية سياسية للصراع إلى توفير البيئة التي تسمح للسلطة بالاندماج في التحالف الإقليمي الذي تقوده
الولايات المتحدة ضد الارهاب، والذي يضم إلى جانب إسرائيل، كلا من مصر والأردن وعدد من دول الخليج".
وبحسب حوكي فإن ما يدلل على أن الاعتبارات الأمنية هي التي أغرت إدارة ترامب بتعزيز علاقاتها مع السلطة، حقيقة أن مدير المخابرات العامة التابعة للسلطة ماجد فرج حرص بعيد تولي ترامب الحكم على التوجه إلى واشنطن للتوافق على الدور الذي تلعبه السلطة في الحرب على "الإرهاب".
وأضاف: "لم يكن على سبيل الصدفة أن كان أول مسؤول أمريكي رفيع يزور رام الله هو مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي مايك بومبوا، للتباحث حول الخطوات العملية التي يتوجب على السلطة القيام بها في الحرب على الإرهاب".
ويرى المعلق الإسرائيلي أن الرهان على دور السلطة الأمني وراء حرص الولايات المتحدة على بقائها "وتعزيز مكانة من يقف على رأسها".
وشدد على أن إدارة ترامب مثل الإدارات الأمريكية السابقة ترى في "بقاء السلطة الفلسطينية مصلحة مهمة من مصالح الأمن القومي الأمريكي"، ما يدفعها لدعمها من خلال تقديم أفق سياسي "على الرغم من أن الجميع يدرك طابع العوائق التي تحول دون تحقيق تسوية سياسية للصراع".
وبحسب حوكي، فإن حديث ترامب عن تعهده بحل الصراع وحرصه على مغازلة السلطة لا يعبر بالضرورة عن "توجه حقيقي لفرض تسوية سياسية بين السلطة وإسرائيل".
وأعاد حوكي للأذهان حقيقة أن إدارة ترامب لا يمكنها أن تعامل السلطة الفلسطينية نفس المعاملة التي تحظى بها إسرائيل التي يُنظر إليها بوصفها "الشريك الاستراتيجي الأهم للولايات المتحدة".
وأوضح أن ترامب لم يبلور بعد مسارا لحل الصراع، منوها إلى أن قادة السلطة بالغوا في الرهان على تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت مكماستر الذي أعلن أن ترامب سيعلن خلال زيارته لمناطق السلطة وإسرائيل تأييده لـ"حق الفلسطينيين في تقرير المصير".