أكد رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي أنه سيشارك في
القمة العربية الإسلامية الأمريكية المقرر عقدها في الرياض يوم 21 أيار/ مايو الجاري، مشددا على أنه حريص على تلبية أي دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز.
وحلف السيسي بالله، في الجزء الثاني من حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية (الحكومية)، أنه سيحقق للمصريين ما هو فوق خيالهم إذا صبروا.
وقال: "سنحاول استثمار المؤتمر ولقاءاته لصالح الاستقرار في المنطقة"، مضيفا أن "لديَّ ثقة كبيرة في شخص الرئيس
ترامب، وقدراته، ووعوده".
اقرأ أيضا: عاصمة السيسي في الصحراء .. هل تحميه من تغيير النظام؟
وأضاف: "هناك أشياء نعلن عنها، وأشياء لا نعلنها"، معتبرا أن ترامب "شخصية متفردة، وعظيمة للغاية، فهو إذا دخل في قضية لا يقبل بالفشل فيها، ولا يرضي بغير النجاح"، وفق وصفه، مردفا: "ندخل القمة العربية الإسلامية الأمريكية باستراتيجية ذات آمال عريضة".
وكانت أنباء ترددت، الأربعاء، حول عدم مشاركة السيسي في القمة. وقال خبير العلاقات الدولية بمركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية، سعيد اللاوندي، في ما نقلته عنه "بوابة الأهرام"، إن السيسي لن يحضر، على الأرجح، القمة، بسبب الانشغالات الداخلية، وكذلك لإعداد القمة بشكل سريع.
وفي تأكيد لما ذكره اللاوندي، قال موقع "ديبكا" المخابراتي الإسرائيلي، إن السيسي قرر عدم حضور قمة الرياض، "ما لم يحدث تغيير في اللحظات الأخيرة".
ترامب الرقم الحاسم.. ولقائي بحفتر رائع
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، اعتبر السيسي، في حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية، أن "الرئيس ترامب هو الرقم الحاسم في الحل"، موجها حديثه "للرأي العام والشعب الاسرائيلي": "لديكم فرصة للسلام، ولدينا جميعا فرصة لنعيش معا، ونوفر مستقبلا أفضل لشعوبنا، بعيدا عن الكراهية".
وعن الأزمة الليبية، ولقائه مؤخرا بخليفة حفتر، قال: "لقائي مع المشير حفتر كان لقاء رائعا، وأنا أثق به"، مجددا دعوته إلى "رفع حظر تسليح الجيش الليبي". وأضاف: "هناك تنسيق بيننا وبين الأشقاء في
الإمارات الذين يلعبون دورا إيجابيا لصالح عودة الاستقرار إلي ليبيا"، وفق قوله.
هدايا الإمارات.. وتمنُّع بالترشح
وكشف السيسي أن الإمارات "أهدت لمصر 25 صومعة غلال، قيمة الواحدة منها 150 مليون جنيه منذ 3 سنوات وقد أنشأت هذه الصوامع 3 جهات مصرية هي المقاولون العرب والهيئة الهندسية والهيئة العربية للتصنيع بالتعاون مع خبرة أجنبية".
وحول العلاقات المصرية الفرنسية، قال: "علاقتنا بفرنسا رائعة". أما العلاقات المصرية السودانية فقال عنها: "أنا علي اتصال دائم بالرئيس عمر البشير، وأرفض أية محاولات من شأنها النيل من عمق العلاقات بين البلدين".
وبالنسبة لملف سد "النهضة" الإثيوبي، قال السيسي: "في القمة الأفريقية الأخيرة التقيت برئيس الوزراء الإثيوبي، واتفقنا علي استمرار عمل اللجان الفنية والهندسية الخاصة بمتابعة سد النهضة الإثيوبي، وحرصنا علي أن نزيل كافة أسباب التوتر بين البلدين"، على حد قوله.
وردا على سؤال حول أنه لن يتقدم للترشح للرئاسة إلا بإرادة شعبية، قال: "لا أشعر أبدا بالزهق من المسؤولية، وأنا مستعد أن أقاتل مع الناس ما دامت راضية بقتالي"، مضيفا: "نترك هذا الموضوع لحينه، ولكل حادث حديث".
وتابع: "لا أنسي مشهد الرئيس الفرنسي أولاند، وهو يشير مودعا للرئيس الجديد ماكرون بكل اللطف والأمان، وأتمني أن أري هذا المشهد في مصر" (...).
وكان رئيس مجلسي إدارة وتحرير صحيفة "الأخبار"، ياسر رزق، قال في حوار تليفزيوني، مساء الثلاثاء إن السيسي "أعلن أنه سيترشح لانتخابات عام 2018، إذا أراد الشعب ذلك".
وأضاف رزق: "الرئيس غالبا هيستجيب لإرادة الشعب، وبالتأكيد لو الشعب أراد.. هينزل انتخابات رئاسة أخرى"، كاشفا عن تفكير السيسي في ما بعد سنة 2022.
قوانين لضبط الزيادة السكانية
وعن إرسال مجلس الدولة اسم مرشح وحيد لرئاسة المجلس إليه، خلافا لنص القانون الذي وقعه السيسي، قال السيسي في حواره: "هم درسوا الموضوع بشكل متكامل، ووضعوا اختيارهم، وسأتخذ قراري طبقا للقانون وللمصلحة الوطنية".
وعن الوضع الداخلي قال: "أقابل شخصيات في لقاءات غير معلنة، وأستمع إلي تصوراتها وتقديراتها، والأداء يتطور كل يوم إلي الأفضل".
وفي ما يتعلق بملف الزيادة السكانية قال: "بدأنا نرفع نبرة الحديث عن هذه القضية بعدما كنا نتحدث عنها علي استحياء بسبب خطة تثبيت الدولة".
وكشف أن "الحكومة تتحرك لدراسة برامج ومقترحات وقوانين لضبط الزيادة السكانية، بعد ما ارتفع عدد المواليد سنويا إلي 2.5 مليون نسمة بمعدل يزيد علي 3 أمثال النسبة في الصين التي نجحت في ضبط النمو السكاني منذ عقود وحققت نتائج اقتصادية مبهرة"، على حد وصفه.
"حجم الإنجاز فوق الخيال"
وعن المجلس الأعلي لمكافحة التطرف والإرهاب، الذي كان قد أعلن عنه، قال: "نعمل علي وضع قانون المجلس وتشكيله، وقد عقد رئيس الوزراء ثلاثة اجتماعات للتنسيق، وبحث تشكيل المجلس، ومهامه، والتشريع الخاص به".
وأضاف: "أمام المجلس قضية كبري هي قضية الفكر المتطرف، ومكافحة الإرهاب الناجم عنه، ومهمته وضع إجراءات فكرية وإنسانية من خلال عمل مؤسسي له القدرة علي تمرير قراراته علي مستوي الدولة".
وبالنسبة للإرهاب، قال إنه لم يعد يهدد بقاء الدولة المصرية، وأضاف: "الموقف بالنسبة للحرب علي الإرهاب تحسَّن بشكل كبير، وقدرتنا علي المجابهة تزداد بصورة كبيرة، والإرهاب قضية لا تنتهي في يوم وليلة، وإنني مطمئن للجهود الأمنية العسكرية التي تتحسن كل يوم في مجابهة الإرهاب".
وردا على سؤال حول "خروج فتاوي غير مسؤولة بتكفير شركاء الوطن"، اعتبر أن "هذه التصريحات تؤكد أن تخلف الفهم الديني لا يزال هو التحدي". وقال: "لا بد أن نتحسب من الهوس الديني".
واختتم السيسي حواره بالقول: "إن حجم التخلف والتراجع الذي لحق ببلدنا كان يفوق الخيال، وصار حجم العمل والإنجاز فوق الخيال.. إنني متفائل لأن مصر دولة تنتفض، وتنهض.. وأقسم بالله أننا سنحقق معا ما هو فوق خيال المصريين.. إذا صبروا".