تعيش
باكستان حالة متقدمة من التململ والحيرة حيال الأبعاد والغايات الحقيقية التي أنشيء من أجلها التحالف العسكري الإسلامي الذي شكله ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وضم 41 دولة في العام 2015، وبقي منذ تشكيله وحتى الوقت الحالي دون أي تحرك ملموس .
وتبدي أوساط باكستانية خشيتها من أن يجر توظيف التحالف الذي يقوده قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال
رحيل شريف، كأداة للضغط السياسي على من تربطهم بإسلام أباد علاقات صداقة متينة مثل إيران، بخلاف الغايات التي أنشئ من أجلها التحالف وهي محاربة الإرهاب .
وكانت باكستان أعربت عن اندهاشها من آلية ضمها للتحالف الإسلامي دون استشارتها أو علمها، وقال وزير الخارجية الباكستاني عزيز تشادوري آنذاك إنه "مندهش من الأخبار الواردة حول ضم بلاده إلى قائمة الدول المشاركة في
التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، الذي أعلنته السعودية".
ويشي ما جاء بتقرير صحيفة اكسبريس تريبيون الباكستانية وترجمته "
عربي21" بتساؤلات كثيرة ساخنة من ضمنها شيوع حالة من التردد داخل البيت الحكومي واحزاب المعارضة من فكرة ديمومة البقاء ضمن هذا التحالف في حال أثبتت الوقائع أنه انشئ لغير غايات مكافحة الإرهاب .
وجاء في تقرير الصحيفة أن باكستان قررت اتباع "خطوط حمراء واضحة" للانضمام إلى التحالف الذي أعلنته السعودية في عام 2015، مشيرة إلى أن القرار الباكستاني يأتي بعد تصريحات السلطات السعودية في القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأخيرة في الرياض، والتأكيد على أن التحالف العسكري "كان يهدف أساساً إلى مواجهة إيران التي تعتبر منافسا إقليميا للمملكة العربية السعودية".
اقرأ أيضا : لماذا تحفظت طهران على تعيين "شريف" قائدا للتحالف الإسلامي؟
وتبدي أوساط رسمية في باكستان خشيتها من أن يجر توظيف التحالف العسكري الذي تقوده الرياض لرأس حربة لمواجهة وعزل طهران، وهو ما بدا على رأس السياسة والخطاب الرسمي السعودي أثناء مباحثات وتصريحات الملك سلمان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
وينقل تقرير الصحيفة عن مسؤولين باكستانيين، أن حكومة إسلام آباد من حيث المبدأ وافقت على أن تكون جزءاً من المبادرة إذا كان هدفها الوحيد مكافحة “الإرهاب”.
القرار النهائي
وقال المسؤولون إنه سيتم اتخاذ قرار نهائي بمجرد الانتهاء من اختصاصات التحالف، وسيتم الانتهاء من هذه الاختصاصات خلال اجتماع لوزراء الدفاع في الدول المشاركة في المملكة العربية السعودية قريبا.ً
وأوضح مسؤول بارز للصحيفة أن باكستان "ستقدم مجموعة مقترحاتها خلال الاجتماع”، مبيناً أنها " ستوصي بأن يكون للحلف العسكري هدف واضح وهو مكافحة الإرهاب، وأن أي انحراف عن هذا الهدف لن يقوض التحالف فحسب، بل سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات في العالم الإسلامي".
وتابع المسؤول الباكستاني "نحن واضحون جداً إننا لن ننضم إلى هذا التحالف إلا لمكافحة الإرهاب"، كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية نفيس زكريا إلى أن باكستان لم تتخذ بعد قراراً نهائيا.
اقرأ أيضا : باكستان ما زالت تدرس التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب
وأضاف "أن ما نحتاج إلى فهمه هو أن صلاحيات التحالف لم تنته بعد، وان وزراء الدفاع في الدول المشاركة سيجتمعون ويناقشون أسلوب التحالف، ويجب أن ننتظر حتى نمتلك كل المعلومات للتعليق عليها".
بدوره، قال وزير الدفاع خواجا عاصف أمام الجمعية الوطنية "إن باكستان ستنسحب من التحالف إذا اتضح أنه تحالف طائفي في طبيعته"، وأضاف أن الجنرال شريف أبلغ السعوديين أنه لن يقود التحالف الإسلامي إلا إذا كان هدفه الرئيسي محاربة الإرهاب وليس موجهاً إلى أي دولة إسلامية أخرى".
وذكرت الصحيفة أن جهودا باكستانية بذلت لضم إيران للتحالف الإسلامي لكنها باءت بالفشل نظرا لعمق الخلافات بين الرياض وطهران وتحديدا التشابك الساخن في ملفات سوريا واليمن .
وتضغط أحزاب المعارضة الرئيسية في باكستان " حزب الحرية وحزب الإنصاف وحزب الشعب " للحفاظ على "الحياد" في التنافس العربي الإيراني.
اقرأ أيضا : باكستان مندهشة من وجودها في التحالف الإسلامي