سياسة عربية

جدل في تونس بسبب المقاهي المفتوحة بنهار رمضان (شاهد)

تونس- عربي21- كارم شرف الدين 31-May-17 11:51 PM

نائبة بالبرلمان وصفت ما يقوم به عادل العلمي بـ"عمل ميليشيات" - ا ف ب

أثار رئيس حزب سياسي في تونس جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب حملة أطلقها لإغلاق المقاهي المفتوحة في نهار رمضان والتشهير بالمفطرين، وإيقاف برنامج وألعاب ومسابقات يُبث على قناة خاصة.

وتداولت صفحات على "فيسبوك"، مساء الثلاثاء، مقطع فيديو يظهر رئيس حزب "الزيتونة" عادل العلمي وهو يتجوّل بين بعض المقاهي المفتوحة في نهار رمضان رفقة عدل منفّذ تولّى القيام بمعاينة قانونية.

وطالب العلمي، الرئيس السابق لجمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أصحاب المقاهي بإغلاق أبوابها، مهدّدا إيّاهم بمقاضاتهم أمام المحاكم، ومشدّدا على أنّه سيواصل حملته ولن يتراجع عن مبادئه ومواقفه.

معاينة قانونية

وقال العلمي في تصريح لـ"عربي21" إنّ ما يقوم به يعتبر "من أفضل الأعمال التي يجازي بها الخالق عبده يوم القيامة لأنّه واجب شرعي ووطني"، مضيفا أنّ "هذا العمل هو من أسمى السلوكيات التي يتبعها الإنسان في حياته اليومية في مجتمعه المسلم".

وتابع العلمي أنّه سخّر عدلا منفّذا بهدف القيام بالمعاينات القانونية التي سيتم رفعها إلى المحامي الذي سيتولى لاحقا نشر قضايا عدلية لدى المحاكم ضدّ أصحاب المقاهي "الذين تعمّدوا فتح أبواب محلاتهم للعموم في نهار رمضان"، وفق تعبيره.

وأضاف: "هناك مواد في القانون التونسي تمنع فتح المقاهي في نهار رمضان باستثناء المقاهي السياحية التي يُلزمها القانون بعدم بيع أي منتج لغير الأجانب والمقصود بهم السياح".

ولفت إلى أنّ "أغلب تراخيص المقاهي بإقليم العاصمة هي عادية وليست سياحية لكن نرى عددا كبيرا منها مفتوحا في نهار رمضان وهو ما يخالف القانون والشرع لأنّ الناس صارت تجاهر بالإفطار"، على حدّ وصفه.

مقاطع فيديو

وكشف العلمي أنّه لا يقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، "بل اخترت أن يكون كل تحرّك أقوم به موثقا بالقانون من خلال تسخير عدل منفذ"، مشيرا إلى أنّ بعض أصحاب الصفحات في "فيسبوك" رافقوه أيضا وقاموا بتصوير جولته بين المقاهي.

ونفى العلمي تعرّضه للاعتداء بالعنف الشديد من قبل البعض خلال زياراته إلى مقاهي محافظتي تونس وأريانة خلال الأيام الأولى لرمضان، وفق ما تداولته مواقع التواصل، الأربعاء، مؤكّدا أنّه "كذب محض".

ولفت إلى أنّ "هناك من يروّج بخبث لمثل هذه الإشاعات وقد سبقت إشاعات أخرى مشابهة إذ قيل من قبل إنّ تكفيريين ويساريين اعتدوا عليّ واليوم يروّجون أنّ ملحدين أشبعوني ضربا.. لكنني أقول لو يحدث هذا فهو في سبيل الله".

وأكّد العلمي أنّ قيام مرافقيه بـ"تصوير المسؤولين عن المقاهي المفتوحة والمفطرين ونشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل ليس مخالفة للقانون لأنّ أغلب شوارع العاصمة والفضاءات التجارية والمحلات مجهزة بكاميرا تصوير"، بحسب تعبيره.

شعبوية

وفي سياق آخر أكّد العلمي أنّ حملته "تشمل البرنامج التلفزيوني الشهير (دليلك ملك) الذي تبثه قناة الحوار التونسي وهو يقوم على الألعاب والمقامرة، وهي حرام، واستغلال الطمع المتأصل في نفوس كثير من الناس فيكسبون المال الكثير من خلال الرسائل القصيرة مدفوعة الثمن".

وانتقد منشطا إذاعة "موزاييك أف أم" نوفل الورتاني وجيهان ميلاد ما يقوم به العلمي واصفين حملته بـ ''شو'' و"شعبوية"، قبل أن يحتدم النقاش، الأربعاء، بين الأخيرين وبين العلمي ببرنامج "رمضان الناس".

بينما طالب الإعلامي هيثم المكّي في مداخلة له، الأربعاء ببرنامج "ميدي شو" على إذاعة موزاييك النيابة العمومية بالتحرك ضدّ العلمي لـ"اعتدائه على الحياة الشخصية للناس والتشهير بهم في الشبكة العنكبوتية".

ووصفت النائبة بالبرلمان بشرى بلحاج حميدة ما يقوم به عادل العلمي بـ"عمل ميليشيات" ، لافتة في تصريح إذاعي، الأربعاء، إلى أنّ تونس "لها قانون ومؤسسات والدولة لا تخول لأي شخص أن يمثلها دون أي صفة أو موجب".

متناقض مع الحريات

وفي سياق متصل، شهدت صفحات التواصل الاجتماعي قبل يومين جدلا كبيرا بعد تداول خبر إغلاق مقاهي ضاحية سيدي بوسعيد الترفيهية، والعاصمة أمام السياح والمفطرين، فيما وصف عدد من النشطاء ما تمّ تداوله بـ"الأمر المضر بالسياحة والمتناقض مع الحريات".

ونفى معتمد قرطاج حسام بن صغير الخبر، موضحا في تصريح لصحيفة "أخبار الجمهورية" أن سيدي بوسعيد منطقة سياحية "ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغلاق مقاهيها لكن في المقابل تلتزم المحلات بعدم استعمال الشرفات والواجهات الخارجية".

وكان النائب مصطفى بن أحمد قال في مداخلة له تحت قبة البرلمان، الثلاثاء، إنّ صاحب مقهى بسيدي بوسعيد تلقى مراسلة من رئيس البلدية يطالبه فيها بغلق محله في وجه المفطرين التونسيين مقابل السماح للأجانب فقط بدخول محله.

ووصف ابن أحمد الأمر بـ"الأمر الخطير جدّا" متابعا أنّ "المسؤول (يقصد رئيس البلدية) نصّب نفسه وصيا على ضمائرنا إضافة إلى التمييز السلبي للمواطنين التونسيين في وطنهم" وفق تعبيره.