تجدد الصدام بين قوات
البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الليبية من جهة، وقوات اللواء خليفة
حفتر من جهة أخرى، لكن هذه المرة في مدينة سرت (شمال)، والتي بدأت تتعافى بعد حرب استمرت عدة شهور من قبل الحكومة ضد تنظيم الدولة هناك.
وأكدت قوات "البنيان المرصوص" أنها صدت، الجمعة، هجوما من طرف من وصفتهم بـ"مليشيات حفتر" على البوابة 17، شرق سرت، وأن الهجوم "تزامن مع استيقافات وهجوم من قبل مقاتلي داعش جنوب سرت"، بحسب المكتب الإعلامي للبنيان المرصوص.
وأثار الصدام عدة تساؤلات من قبيل: ما علاقة عناصر داعش التي تزامن وجودها مع هجوم قوات حفتر؟ وهل يريد حفتر نقل المعركة إلى سرت لإلهاء الناس عن الضربات التي ينفذها النظام المصري في مدينة درنة؟
تنسيق
وكشف مصدر أمني قريب من الأحداث لـ"عربي21"، أن "مجموعات تابعة لحفتر هاجمت البوابة 17، وهي تبعد عن سرت 17 كيلومترا شرقا، بالتزامن مع تحركات لمجموعة من الدواعش تم رصدهم من فترة، وأنه تم تكبيد قوات حفتر والدواعش خسائر في الأرواح والمعدات"، وفق المصدر.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "عناصر داعش التي تم رصدها من عدة شهور في مناطق وادي اللود ووادي البي في المدينة"، وقال إن هذه المجموعة تم تهريبها من مدينة بنغازي (شرق
ليبيا) من قبل حفتر "بهدف مساعدته في التقدم غربا نحو العاصمة"، مشيرا إلى أن "هذه المجموعات قامت بسرقة الوقود والسيارات لتشويه الثوار الذين يؤمنون المدينة"، كما قال
الضربات المصرية
وتزامنت هذه الأحداث مع قيام النظام المصري بشن عدة غارات جوية على مدينة درنة (شمال شرق ليبيا)، استهدفت ما قال النظام المصري إنهم "متشددون" لهم صلة بهجوم على أقباط في محافظة المنيا في مصر.
لكن هذه الضربات، والتي لاقت استهجانا ورفضا واسعا في الداخل الليبي، ربما يكون سببها الرئيس هو مساعدة قوات حفتر للتقدم أكثر على الأرض، خاصة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواته في منطقة "براك الشاطئ" في الجنوب الليبي، بحسب مراقبين.
من جهته، قال المحلل الليبي، محمد الطويل، إن "هناك محاولات محمومة من قبل جيش الكرامة (قوات حفتر)، التقدم أكثر شمالا وغربا بالتزامن مع انسحاب القوة الثالثة من الجنوب بناء على أوامر المجلس الرئاسي".
وأضاف لـ"عربي21": "بالرغم من ذلك، لا زالت الكتائب التابعة للمجلس العسكري مصراتة والمنطقة العسكرية الوسطي التابعة لحكومة الوفاق تحكم لغة العقل، وتنتظر تفسيرا وردا مناسبين من المجلس الرئاسي لهذه التحركات والاستفزازات المستمرة من أتباع حفتر"، بحسب تعبيره.
وتوقع الطويل، وهو مقرب من قوات البنيان المرصوص، أن "التهديدات المصرية عبر الغارات الجوية ربما يطال أماكن في سرت ومصراتة أيضا في الفترة المقبلة؛ لمساندة حفتر"، وفق تقديره.
ليس هناك تحالفات
ورأى الأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، أن "الجيش الليبي (بقيادة حفتر) هي قوة شرعية باعتراف البرلمان الشرعي وحتى باعتراف المجلس الرئاسي غير الدستوري، وبالتالي ليست في حاجة إلى تحالف مع داعش أو غيرها، وهو الذي دك مواقعها وأنهك قواتها في وقت كانت تنكرها أطراف سياسية كثيرة"، حسب قوله.
وبخصوص الضربات المصرية وعلاقتها بالصدام الأخير، قال العبيدي لـ"عربي21": "الجيش ليس في حاجة لإلهاء الناس عن الضربات المشتركة مع الجيش المصري في درنة؛ لأنه كان واضحا منذ الساعات الأولى للضربات، وتحمله المسؤولية عنها في بيان رسمي"، وفق تقديره.
وتابع: "بخصوص المواجهة مع قوات البنيان المرصوص، فلا أعتقد أنها ضمن أجندة الجيش الليبي، ولعل هذا يجعل من الممكن استيعاب قوات البنيان ضمن قوات الجيش الليبي كأفراد وليس ككتائب"، كما قال.
أدلة تورط
الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، أكد من جانبه؛ أن "التنسيق بين داعش وقوات حفتر أمر ثابت ومؤكد بالدليل، وكذلك جلب حفتر لمرتزقة من السودان وتشاد أمر ثابت ومؤكد بتقرير خبراء الأمم المتحدة منذ عام 2015"، حسب قوله.
وأوضح أن "ما حدث مع البنيان في سرت، هو مجرد مناوشات لغرض الاستفزاز وجس نبض استعداد قوات البنيان للمواجهة، مضيفا: "حفتر يحقق تقدما على الأرض بفعل المساندة المصرية المباشرة، وبنفس المستوى يتراجع شعبيا بسبب هذا التدخل"، كما قال لـ"عربي".