نظم عدد من التونسيين، الأحد، مظاهرة أمام وزارة السياحة بالعاصمة تونس، للمطالبة بحرية الإفطار العلني في الأماكن العامة.
وجاء التحرّك الاحتجاجي، الذي شارك فيه عدد من المُفطرين من الجنسين، تلبية لدعوة أطلقتها حملة "موش بالسيف" (ليس بالغصب)، هاتفين بـ"ضرورة التمتع بحقهم في الإفطار وممارسة حريتهم الفردية التي كفلها الدستور".
ورفع المحتجون، الذين كان بعضهم يُدخّن أو يشرب الماء، لافتات كتب عليها شعارات على غرار "تونس ليك وليّا.. تونس لائكية" و"الحريات الفردية حق موش مزية" و"ويني (أين) حرية الضمير".
حكم بالسجن
كما رفعوا شعارات تنادي بإطلاق سراح المفطرين واعتقال الإرهابيين وأخرى جاء فيها "وما ضيرك إذا صمت أنت وأكلت أنا؟" و"التجاهر عمدا بفحش.. أداة الجريمة سيجارة".
وكانت محكمة الناحية بمحافظة بنزرت (60 كلم شمال العاصمة) قضت في الأول من حزيران/ يونيو الجاري بسجن أربعة شبان شهرا واحدا بتهمة "المجاهرة عمدا بفحش" بنهار رمضان في حديقة عامة.
وبرّر المتحدث باسم النيابة العامة في محكمة بنزرت، شكري لحمر، في تصريح إعلامي، الحكم بأنّ الموقوفين الاربعة "اعتدوا على الآداب العامة"، واصفا مجاهرة المحكومين بالإفطار في مكان عمومي بـ"حركة استفزازية في دولة ينص الفصل الأول في دستورها على أن الإسلام دين الدولة".
استفزاز
وعلّق الداعية بشير بن حسن على احتجاج المفطرين بأنّه "استمرار في انتهاك حرمة العزيز الجبار واستفزاز باسم الحرية الشخصية".
وقال ابن حسن بمنشور له في فيسبوك "افطروا وأعلنوا وتحدوا رب العالمين.. واصلوا واستمروا في انتهاك حرمة العزيز الجبار.. زيدوا في الاستفزاز باسم الحرية الشخصية... لكم يوم، تدفعون فيه فاتورة الجرأة على الله.. هو يوم ان يلقى الواحد منكم ربه (ولا تقل لي بشير بن حسن يحرض علينا).. احذركم نقمة ذي البطش الشديد! إنه الله! وزيدَ في الضحك".
وتابع ابن حسن "جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) أي الذين يجاهرون بمعصية الله عز وجل لا يعافيهم ويوشك ان ينزل بهم سخطه، واليم عقوبتهم إذا لم يتوبوا".
الحقّ في الإفطار وأعاد نشطاء صفحات التواصل الاجتماعي تداول مقاطع فيديو لمداخلة تلفزيونية أجرتها مديرة دار الكتب الوطنية رجاء بن سلامة، على قناة "الحرّة"، الخميس، قالت فيها أنّه "من حق الانسان أن يفطر.. ومن حقه أن يفطر في مكان عام.. ومن واجب الصائم ان يحترم المفطر والعكس.. وليس الصائم أفضل من المفطر".
وقالت بن سلامة إنّه "لا يوجد أي قانون يمنع الإنسان من الإفطار برمضان أو المجاهرة بالإفطار.. وإلى العام 1981 كانت المقاهي والمطاعم تفتح في تونس دون إشكال، قبل أن تتعرّض الدولة للتأثير من قبل حركة الاتجاه الإسلامي آنذاك (حركة النهضة) وللضغوط من بعض دول الخليج"، وفق تعبيرها.
وضجّت صفحات التواصل بالتعليقات الغاضبة، حيث كتب صلاح الزين "هكذا هم لا يعرفون الحق إلا في إثارة الفتن باسم الحرية الفردية قمة الوقاحة".
وعلّق إبراهيم بنور في فيسبوك "هي حملات النصارى واليهود في محاربة الإسلام بهذه البلاد، لكن هيهات الإسلام صامد في قلوبنا واعمالنا".
وكتبت سومة سومة "والله شيء يضحك ويبكي في الوقت نفسه. اتقوا ربكم يا عباد رانا مسلمين وعلى الأقل الفاطر يحترم وربي يهدي".
هذه السلوكات و الأعمال و الأفكار من بقايا " البورقيبية " الملحدة و " البنعلية " المعادية للإسلام . فقد ربط الرئيسان المتغربان المتفرنسان تونس العربية المسلمة بقطار الغرب ، زعما منهما - عليهما من الله ما يستحقان - أن تلك هي الحداثة و ذلك هو التقدم و التمدن . أما هذه الشيطانة التي تدعو إلى المجاهرة بالمعصية ؛ فإنه لا يليق أبدا بالتونسيين الأحرار الملتزمين بأجكام الدين الحنيف أن يبقوها مديرة لدار الكتب الوطنية ، التي تحتوي على تراث و فكر تونس الثعالبي و بن عاشور . . . و غيرهما من المفكرين المصلحين . . . قبح الله المتغربي المتفرنسين و المتأمركين المتصهينين من بني جلدتنا ، فهم أعداء الأوطان و الملة و الدين .