هاجم كاتب في صحيفة إسرائيلية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، والرئيس الأمريكي دونالد
ترامب؛ لموقفهما من مخصصات الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، مشددا على أنه يجب عدم وقف تلك المخصصات؛ وذلك لوجوب الفصل بين الحقوق والواجبات.
عمليات إرهابية
وتساءل الكاتب العربي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عودة بشارات، في معرض انتقاده للمطالبات الأمريكية والإسرائيلية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس، بوقف دفع مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء الفلسطينيين: "هل دفعت إسرائيل مخصصات أولاد عائلة يغئال عمير؟"، وهو المتطرف اليهودي الذي اغتال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إسحق رابين، في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1995.
و"هل تدفع إسرائيل مخصصات الشيخوخة لاهود يتوم؛ الذي قتل بيديه خاطفي باص 300 (عملية خطف باص إسرائيلي قام بها فلسطينيون عام 1984)؟ هل تُدفع مخصصات الشيخوخة لموشيه زار؟ وهو سائق الخلية الإسرائيلية التي وضعت عام 1980 عبوة ناسفة أدت إلى قطع أقدام بسام الشكعة، رئيس بلدية نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وقال بشارات؛ وهو أمين عام "الحزب الشيوعي الاسرائيلي" سابقا: "هذه بعض النماذج فقط، ليهود كانوا على صلة بعمليات إرهابية وقتل أسرى، وهناك غيرها"، منوها أن "الجواب عن الأسئلة السابق، واضح؛ فهؤلاء الإسرائيليون منفذو عمليات إرهابية ويحصلون على مخصصات اجتماعية من قبل الحكومة الإسرائيلية".
اقرأ أيضا: هآرتس: ترامب ونتنياهو متشابهان .. ونجاحهما مبني على الأكاذيب
ورأى الكاتب، أن النظام السليم "يجب أن يفصل بين الحقوق والواجبات، ويجب أن لا يحرم الأشخاص من حقوقهم الاجتماعية"، موضحا أن للأشخاص "المجرمين" الحق في حياة كريمة، ولأبنائهم وعائلاتهم الحق في الحصول على الخدمات الاجتماعية بغض النظر عن أفعال أقربائهم؛ وهذا هو المبدأ الأساسي الذي يخل به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
أرنب المخصصات
وأوضح أن طلب ترامب من عباس، وقف دفع المخصصات يعني "الحكم على عشرات آلاف الأشخاص والأطفال؛ بالفقر والجوع، وهو الأمر الذي سيشكل آجلا أم عاجلا وقود اندلاع أعمال عنف (انتفاضة)، في حين يتضح أن مستنقع
الاحتلال هو الذي يولد اليأس والاكتئاب والعنف".
وأضاف: "قادة الأجهزة الأمنية بالتحديد في إسرائيل، يعرفون ما يحدث في المناطق الفلسطينية المحتلة، ويجب عليهم الصراخ ضد هذا الغباء المدمر، وعليهم أن يقولوا للأمريكيين؛ هذا لا يصنع السلام".
"ما الذي يمكن أن نتوقعه من طفل ولد بين الجدران وخلف الحواجز، وعندها يمنعونه من الحصول على الخبز؟ فالاحتلال يرسم لهذا الطفل مستقبل بائس، ويهدد أيضا المحتلين"، بحسب الكاتب الذي قال: "وبعد ذلك يدحرجون العيون ويتساءلون لماذا يحرض الفلسطينيون ضد إسرائيل، ماذا تتوقعون من الطفل (الفلسطيني) الذي يتم اقتحام غرفته في منتصف الليل؛ هل تريدون منه أن يغني لكم عن السلام؟".
وأكد بشارات، أن "محاربة نشر الكراهية بشكل عنصري، هي الضمانة لمجتمع سليم؛ لأن التحريض العنصري سيؤثر في نهاية المطاف على المجتمع الذي تخرج منه العنصرية".
ولفت أنه من الواضح لكل من يتابع، أن "نتنياهو يقوم بإخراج أرنب من قبعته عند كل فرصة لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين، فهو يتصرف بطرق معروفة لدى الجيش الذي يقوم بإعداد بنك للأهداف التي يتم إخراجها عند الحاجة".
وأشار الكاتب لدى "هآرتس"، إلى أن لدى "نتنياهو أيضا، بنك مبررات تسعى إلى إفشال كل جهد سياسي؛ فمرة يتحدث عن التحريض الفلسطيني وأخرى عن الاعتراف بالدولة اليهودية، وثالثة؛ يزعم أن إخلاء المستوطنات الإسرائيلية هو تطهير عرقي، وبعد أن يتلاشى لون أرنب المخصصات، ويجدر به الاستعداد لإخراج الأرنب القادم".