قال دبلوماسي أمريكي يهودي إن تعيين
محمد بن سلمان وليا للعهد في المملكة
السعودية مثل "تحقيق حلم لإسرائيل"، حسبما نقلت عنه صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية.
وأضاف السفير الأمريكي السابق لدى الاحتلال الإسرائيلي دان شابيرو أن تعيين ابن سلمان يفتح أمام إسرائيل فرصة غير مسبوقة لتحسين مكانتها الإقليمية ويساعدها على مواجهة التحديات الاستراتيجية والأمنية التي تواجهها.
وأعاد شابيرو للأذهان حقيقة أن محمد بن سلمان يرى أن هناك تطابقا في خارطة المصالح والتهديدات التي تواجه إسرائيل والسعودية، ما يعزز فرص استفادة الاحتلال الإسرائيلي من ولايته.
وأضاف شابيرو، الذي يعمل حاليا باحثا رئيسا في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، أن كراهية ابن سلمان لحركات الإسلام السني وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين وسعيه لمواجهة
إيران فرضت عليه نمطا محددا للتحالفات الإقليمية، منوها إلى أن هذا يفسر حرصه على بناء علاقات قوية مع كل من حاكم دولة الإمارات الحقيقي محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأضاف: "صعود قادة عرب أقوياء يرون أن أعداء إسرائيل هم أعداؤهم يمثل مصلحة لإسرائيل والولايات المتحدة ويمكن أن يفضي هذا التطور إلى تشكيل محور يضم الولايات المتحدة، والدول العربية السنية، وإسرائيل، تجمعها مصالح استراتيجية مشتركة ولديها الاستعداد لمواجهة لاعبين متطرفين في المنطقة"، على حد تعبيره.
وحث شابيرو، الذي عمل في السابق أيضا مستشارا للرئيس باراك أوباما لشؤون الخليج، كلا من الرياض وتل أبيب "على إدارة دبلوماسية حكيمة من أجل تحقيق أكبر من العوائد للعلاقة بين الجانبين وتقليص الأضرار التي يمكن أن تنجم عن الواقع السياسي في المنطقة".
وأوضح أن ابن سلمان سيكون مستعدا للتطبيع الكامل مع إسرائيل في إطار تطبيق المبادرة العربية.
وأعاد شابيرو للأذهان حقيقة أن محمد بن نايف ولي العهد الذي تمت الإطاحة به "معروف بأنه شريك موثوق وأمين للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب"، مستدركا بأن مشكلة ابن نايف تكمن في أنه "محافظ متردد لا يمكن أن يتبنى إصلاحات حقيقية على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي".
واستدرك شابيرو محذرا الإدارة الأمريكية من منح ابن سلمان الضوء الأخضر لجرها لمواجهات إقليمية غير محسوبة.
وأشار إلى أن ابن سلمان أدار الحرب في اليمن "بشكل سيئ"، منوها إلى أن "إطلاق النار غير الدقيق الذي يقوم به السعوديون أفضى إلى سقوط عدد كبير من المدنيين اليمنيين وأدى إلى تفشي وباء الكوليرا".
وحذر شابيرو من أن سياسات ابن سلمان يمكن أن تلحق ضررا "بالمصالح الأمريكية" معتبرا أن تفجيره الأزمة ضد قطر "ألحق بالفعل ضررا بواشنطن".
وأوضح أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل لا تثقان بقدرة ابن سلمان على مواجهة إيران، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية تنطلقان من افتراض مفاده أنه عندما تكون هناك حاجة لشن حرب على إيران، فإنه "يجب أن يتم اتخاذ قرار بشأن هذه الحرب في واشنطن وليس في الرياض".
وتوقع شابيرو أن تصدر الإدارة الأمريكية في لحظة ما تحذيرا قويا لابن سلمان لزجره عن القيام بمغامرات "تضر بمصالح الولايات المتحدة".