قال وزير خارجية
الإمارات عبد الله بن زايد، أثناء مؤتمر صحفي في أبوظبي الثلاثاء، إنه "من السابق لأوانه" الحديث عن اعتماد إجراءات إضافية ضد قطر، في حال لم تستجب الدوحة للمطالب المقدمة لها.
وأضاف أنه في حال اتخاذ مثل هذه الإجراءات، فإنها ستكون "في إطار احترام
القانون الدولي".
وتعليقا على الحصار الذي تفرضه دول المقاطعة ضد قطر، قال إن الإجراءات التي اتخذت "تهدف لإيصال رسالة لقطر، هي كفى دعما للإرهاب"، وفق قوله.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإماراتي وسط تكهنات حول طبيعة التصعيد الذي يمكن أن يحدث في حال انتهت مهلة دول الحصار، ورفضت قطر مطالبها، وسط تحريض إعلامي خليجي ومصري على تدخل عسكري.
وكان دكتور العلوم السياسية حسن نافعة، أوضح في حديثه لـ"
عربي21"، في وقت سابق أنه لا يوجد أي قانون دولي يسمح بالتدخل العسكري ضد أي دولة، وهو أمر ممنوع ومحرم دوليا، مضيفا أن اللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدام القوة، مسألة يحرمها ميثاق الأمم المتحدة تحريما قاطعا.
وشدد على أن القوة لا تستخدم في العلاقات الدولية بشكل شرعي إلا في حالتين فقط؛ الأولى في حالة الدفاع عن النفس، وهي ليست حالة دول الحصار مع قطر، والثانية في حالة الترتيبات المنصوصة عليها في ظل الأمن الجماعي، حين يصرح مجلس الأمن باستخدام القوة ضد دولة معتدية أو انتهكت السلم والأمن الدوليين.
بالتالي، فإن أي استخدام للقوة في حالة الأزمة القطرية، هو استخدام غير شرعي ويحرمه القانون الدولي تحريما قاطعا، وفق نافعة.
اقرأ أيضا: 10 أسباب لاستبعاد التدخل العسكري بقطر.. تعرف عليها (ملف)
وأكد وزير الخارجية الإماراتي أن الإمارات لا تزال تنتظر إيصال الرسالة القطرية من الكويتيين، وأنه في حال لم تستجب الدوحة للمطالب ستكون الإجراءات المتخذة بعد ذلك "في إطار القانون الدولي".
وجاءت تصريحات بن زايد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني، سيغمار غابرييل، حيث قال: "من السابق لأوانه التحدث عن الخطوات اللاحقة فيما يتعلق بالخطوات والإجراءات التي يمكن أن تتخذها هذه الدول، وهذا كله سيعتمد على ما سنسمعه من الإخوة في الكويت والحوارات التي ستتم فيما بيننا ودراسة هذه الأوراق".
وأضاف: "لا أريد أن أسبق الأحداث فيما يتعلق بما هي الخطوات القادمة.. ولكن أريد أن أؤكد أن أي خطوات ستقوم بها هذه الدول في حال عدم استجابة دولة قطر ستكون في إطار القانون الدولي من إجراءات يحق لدول ذات سيادة أن تتخذها".
وحول قائمة المطالب المقدمة لقطر، قال بن زايد: "بعد تدارس تلك الرسالة التي تتضمن الرد القطري على المطالب، لن يكون الرد على الرسالة عبر وسائل الإعلام، إنما عبر المبعوث الكويتي والاتصالات المباشرة مع (أمير الكويت) الشيخ صباح".
وأضاف: "نحن في هذه المنطقة نرى مع الأسف أن الشقيقة قطر سمحت وآوت وحرضت الإرهاب.. ولم نصل إلى هذه القرارات بسهولة، ولكن وصلنا إلى هذا القرار بعد سنوات من العمل، ومحاولة إقناع الأشقاء في قطر.. ولكن للأسف ما وجدنا الشريك الذي يريد أن يتعامل معنا في هذا الشأن"، وفق تعبيره.
وقال: "نأمل بالخطوات التي اتخذناها بمساعدة شركائنا بما في ذلك ألمانيا، بإيصال صوت العقل والحكمة للقيادة في قطر".
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أفصح الأحد الماضي، عن الإجراءات التي ستتخذها دول الحصار ضد دولة قطر بعد انتهاء المهلة المخصصة للرد على قائمة المطالب.
وقال قرقاش في تصريح لـ"سي إن إن" إنه لن يكون هناك "ضجة كبرى" بل بالأحرى "تصاعد تدريجي للضغوط الاقتصادية"، متوقعا أن تستمر المواجهة مع قطر لشهور.
اقرأ أيضا: وزير إماراتي: هكذا سنتعامل مع قطر بعد انتهاء المهلة
وأغلقت هذه الدول مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، وأغلقت السعودية حدودها معها، التي تشكل الطريق البري الوحيد لاستيراد المواد الغذائية.
ومددت دول الحصار المهلة المقدمة للدوحة للرد على "قائمة المطالب" لـ48 ساعة بعد انتهاء مدتها فجر الاثنين الماضي، استجابة لطلب أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح.