انهارت محادثات إعادة توحيد جزيرة
قبرص المقسمة وسط غضب وتبادل للاتهامات في الساعات الأولى من صباح الجمعة، في ختام عملية عقدت عليها الآمال الأكبر منذ أجيال لحل الصراع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في مؤتمر صحفي بعد جلسة ختامية عاصفة: "يؤسفني بشدة أن أبلغكم بأنه على الرغم من الالتزام الشديد والمشاركة القوية من كل الوفود والأطراف المختلفة... اختتم مؤتمر قبرص دون التوصل لاتفاق".
ويمثل الانهيار ذروة درامية لعملية بدأت قبل أكثر من عامين، وكانت توصف على نطاق واسع بأنها أفضل فرصة لإعادة التوحيد منذ تقسيم الجزيرة بين القبارصة
اليونانيين والقبارصة الأتراك عام 1974.
وكان جوتيريش وصل يوم الخميس ليحث رئيس القبارصة اليونانيين نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أقينجي، على التوصل لاتفاق لإعادة توحيد الجزيرة الواقعة في شرق البحر المتوسط، بينما اتصل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس هاتفيا ليدعوهما "لاقتناص هذه الفرصة التاريخية".
وتعثرت المحادثات التي استغرقت أسبوعا في جبال الألب السويسرية، والتي وصفتها
الأمم المتحدة بأنها "أفضل فرصة" للتوصل لاتفاق، وذلك بعد فشل الجانبين في التغلب على العقبات الأخيرة.
وقال دبلوماسيون إن
تركيا لم تقدم على ما يبدو ما يرضي القبارصة اليونانيين الذين يريدون انسحاب قواتها بالكامل من الجزيرة، رغم أن القبارصة اليونانيين أبدوا استعدادهم لتقديم تنازلات تتصل بمطالب القبارصة الأتراك، الخاصة برئاسة دورية وقضايا أخرى رئيسية.
وقال مصدر قريب من المفاوضات إن جوتيريش أعلن توقف المحادثات في الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، بعد جلسة حامية تعالت فيها أصوات المشاركين.
وقال جوتيريش: "للأسف... لم يتسن الاتفاق وتم إنهاء المؤتمر دون احتمال للوصول إلى حل لهذه المشكلة المستمرة منذ فترة طويلة".
ومضى قائلا: "هذا لا يعني أنه لا يمكن صياغة مبادرات أخرى للتعامل مع مشكلة قبرص".
وامتنع عن ذكر أسباب محددة لانهيار المحادثات، لكنه قال إن هناك هوة واسعة بين الوفدين في عدد من القضايا.
وتحدث وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن خيارات مختلفة. ويحضر الوزير ونظيره اليوناني نيكوس كوتزياس محادثات السلام في منتجع كران مونتانا السويسري منذ أسبوع.
وقال تشاووش أوغلو عبر تويتر، إن هذه النتيجة تشير إلى استحالة الوصول إلى تسوية في إطار الأمم المتحدة.
وأضاف: "لا فائدة من الإصرار عليها".
وحمل القبارصة اليونانيون المسؤولية عن انهيار المحادثات للقبارصة الأتراك. ومن المقرر أن يبدأ القبارصة اليونانيون التنقيب عن الغاز قبالة الجزيرة في الأسابيع القادمة، وهو ما ترفضه تركيا.
وقال نيكوس كريستودوليدس المتحدث باسم حكومة قبرص اليونانية، إن تركيا رفضت التخلي عن الحق في التدخل في قضية قبرص أو وجود قواتها في الجزيرة.
وأضاف: "التطور الذي حدث اليوم ليس إيجابيا بأي حال من الأحوال، لكنه ليس نهاية الطريق أيضا".