كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن
صفقة تبادل معلومات وشيكة بين
إسرائيل وحركة
حماس، كمرحلة أولى في إطار صفقة شاملة، يتم بموجبها الإفراج عن الجنود الأسرى لدى الحركة في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "
عربي21" إن الصفقة قد يتم تنفيذها خلال الفترة القريبة القادمة، وتشمل الإفراج عن أسرى صفقة شاليط (وفاء الأحرار) الذين أعيد اعتقالهم، ونساء وأطفال أسرى، مقابل معلومات عن الجنود.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات غير المباشرة تتم بوساطة مصر، وروسيا، ومبعوث الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية نيكولاي ملادينوفوف.
اقرأ أيضا: مفاوضات سرية لتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل عبر طرف ثالث
وفي التفاصيل نقلت الصحيفة عن صحفي فلسطيني وصفته بـ" المقرب جدا من حماس" قوله إن الصفقة تتكون من مرحلتين، الأولى مبنية على معلومات تقدمها حركة حماس إلى إسرائيل عن مصير الجنديين الأسيرين لديها اللذين اختطفا خلال الحرب الأخيرة على غزة، و مقابل ذلك تقوم إسرائيل بإطلاق سراح أسرى صفقة شاليط الذين اعتقلوا بعد خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية عام 2014، إضافة لإطلاق سراح أطفال ونساء وأعضاء في المجلس التشريعي.
وأما المرحلة الثانية التي سيتم التفاوض عليها عقب تنفيذ المرحلة الأولى مباشرة، فتشمل إطلاق سراح الجنود الأسرى لدى حماس ،لكن لا تزال إسرائيل مترددة بشأنها بسبب تكاليفها الباهظة، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المرحلة الأولى إذا ما طبقت حسب ما هو مخطط لها، فبغضون 3 شهور ستخرج "صفقة المعلومات" إلى النور.
وأضافت الصحيفة أن نقاطا لا زال يدور حولها خلاف بين طرفي التفاوض، تتمثل في رفض إسرائيل إطلاق سراح نحو 53 أسيرا أفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" وأعيد اعتقالهم فيما بعد، حيث تزعم إسرائيل أنهم نفذوا "جرائم" ضدها، فيما تصر حماس على إطلاق سراحهم جميعا خلال المرحلة الأولى من الصفقة.
وتعليقا على ذلك قال الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إن المرحلة الأولى من الصفقة قد يتم تنفيذها بالفعل، لأن إسرائيل قدمت ثمنها سلفا حينما عقدت صفقة شاليط عام 2011، لكنها أعادت اختطاف بعض الأسرى المفرج عنهم بعد عام 2014، كورقة مساومة مسبقة يتم من خلالها الضغط على حركة حماس لاستعادة جنودها الأسرى في غزة.
وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الصفقة؛ استبعد بشارات في حديث لـ"
عربي21" أن يتم البحث والخوض فيها خلال الفترة القريبة القادمة، كونها تتطلب أثمانا باهظة قد تتعنت إسرائيل في دفعها، وتتعلق باشتراط حماس إطلاق سراح أسرى المؤبدات والأحكام العالية، من بينهم قيادات عسكرية ينتمون لها.
اقرأ أيضا: "أبو عبيدة": تحرير الأسرى الفلسطينيين "مسألة وقت فقط"
وكانت
كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت سابقا أن بحوزتها 4 أسرى من جنود الاحتلال، اثنان منهم تم أسرهما في عداون عام 2014 على غزة، والآخران في أوقات متفرقة عقب العدوان بعد اجتيازهما الحدود الفاصلة للقطاع عن الأراضي المحتلة عام 1948.
ويرفض القسام إعطاء أي معلومات عن الجنود سوى الإشارة لوجودهم لديه وقال إن "المعلومات لن تقدم بدون ثمن".
يذكر أن أكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني، يقبعون في سجون الاحتلال بينهم ثلاثون أسيرا اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، و480 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد.