نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على المسيرة ضد
الإرهاب التي يقوم بها مسلمون في
أوروبا.
ونُظمت المسيرة من قبل الكاتب اليهودي مارك هالتر، والإمام السابق لمسجد بلدية درانسي الفرنسية، حسن الشلغومي. وتسعى المسيرة لزيارة مواقع طالتها هجمات في فرنسا ودول أوروبية أخرى، ومن المقرر أن ينضم مواطنون مسلمون وشخصيات إسلامية لهذه المسيرة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذه الجولة التي انطلقت في حافلة، السبت، من باريس باتجاه برلين، وتستمر حتى 14 تموز/ يوليو الجاري، قد أثارت جدلا واسعا في مختلف أوساط المنظمات الإسلامية في فرنسا.
ومن المقرر أن تصل هذه الرحلة إلى بروكسل، يوم 10 تموز/ يوليو، حيث سيتم أداء صلاة مشتركة. وبعد ذلك، ستعود الرحلة إلى فرنسا من جديد، وتحديدا إلى إقليم "سانت-إتيان دو روفراي" لإحياء ذكرى مقتل الكاهن الكاثوليكي جاك هامل، الذي ذبح على يد شخصين محسوبين على تنظيم الدولة بتاريخ 26 تموز/ يوليو 2016. كما ينوي منظمو الرحلة القيام بزيارة إلى العاصمة البريطانية لأداء صلاة مشتركة على لندن بريدج، الذي شهد مقتل ثمانية خلال هجوم بسيارة وسكاكين.
وأضافت الصحيفة أن الرحلة ستمر أيضا بمنطقة "مونتوبان" الفرنسية، حيث قتل ثلاثة جنود فرنسيين سنة 2012، قبل أن تشد الرحال إلى مدينة تولوز لزيارة المدرسة التوراتية اليهودية. ومن المقرر أن تعود المسيرة إلى باريس لأداء صلاة مشتركة في حي "بورتدوفينسين" قبل تنظيم صلاة أخرى في دائرة "باتاكلان". وتختتم هذه المسيرة بزيارة مدينة نيس يوم 14 تموز/ يوليو، وهو تاريخ يصادف اليوم الذي قتل فيه 86 شخصا.
وذكرت الصحيفة أن قائمة الذين سيشاركون في هذه الجولة قد ضمت ممثلين عن رابطة الكشافة
المسلمين في فرنسا، بالإضافة إلى شخصيات دينية واجتماعية، على غرار الجامعي التونسي كمال عمران، الذي شغل منصب وزير الشؤون الدينية لفترة قصيرة في عهد بن علي. كما أنه من المقرر أن ينضم إلى قائمة المشاركين المدير السابق لإذاعة "الزيتونة"، لحسن حموش، الذي أسس في بلجيكا إذاعة "المواطن" التي تحارب الفكر الراديكالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكاتب اليهودي مارك هالتر، قد أصدر كتابا تحت عنوان "تصالحوا فيما بينكم" تزامنا مع اعتداءات كانون الثاني/ يناير 2015.
وقال هالتر لصحيفة "باري ماتش"، إن قناة "فرانس2" تنوي تغطية كامل الرحلة، "كما أنني أتمنى أن تحذو حذوها أكبر وسائل الإعلام في العالم، وقد حان الوقت ليثور الكون والمسلمون كلهم ضد إرهاب تنظيم الدولة".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه البادرة قد أثارت جدلا خاصة لدى المسلمين في فرنسا، حيث تباينت المواقف بين مؤيد ومعارض لهذه المسيرة.
ومن جهته، كتب إمام مسجد مدينة "نيم" الفرنسية، حسين درويش، على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك أنه "على الرغم من أن هذه المسيرة جاءت متأخرة، إلا أننا سنكون سعداء لأنه من غير المرجح أن تتكرر بعدها عملية إرهابية أخرى، فربما ستكون هذه الرحلة سببا في إنقاذ أرواح بشرية".
ونوهت الصحيفة إلى أن مشاركة حسن الشلغومي في هذه الجولة أثارت حفيظة عدة جمعيات إسلامية، نظرا لأنها تعتبر أن هذا الإمام لا يمثل مسلمي فرنسا رغم حضوره المكثف على الشاشات الفرنسية، فيما يُعرف بعلاقته بالمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا.
وحسب الكاتب الفرنسي مالك بيزوه، فإن "الشلغومي لا يدافع إلا عن الفرنسيين من أصل مغاربي، كما أنه يعكس صورة الرجل الخاضع، حيث تستغله فرنسا لتلميع صورتها كدولة تحتضن الحضارات والثقافات المختلفة".
وذكرت الصحيفة أن ثلاثة من كبار ممثلي الجمعيات الإسلامية في فرنسا قد أصدروا بيانا مشتركا لرفض المسيرة، وقد جاء فيه: "نحن نعبر عن غضبنا إزاء الوضع الذي يعيشه أبناء الجالية الإسلامية في فرنسا، كما أننا ندعو المسلمين إلى ضرورة التعريف بقيم الإسلام السمحة، ونحن نرفض أن يتم ربط الإرهاب بالإسلام".