أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن إغلاق المسجد
الأقصى، ومنع صلاة الجمعة فيه، ومنع رفع الأذان وإقامة الصلوات فيه حتى اليوم - في سابقة هي الأولى منذ عشرات السنين- هو نتاج واضح لما تعيشه الدول المسلمة من "لحظات فارقة في التاريخ".
وذكرت الجماعة في بيان لها الأحد أن اللحظات التي تعيشها الدول الإسلامية "تستنهض همة الأمة حكاما وشعوبا لتخليص المسجد الأقصى من براثن الاحتلال الصهيوني، والوقوف ضد كل ما يحاك من مؤامرات التطبيع وتسليم
فلسطين للصهاينة، فيما يقال عنها صفقة القرن".
وقالت: "عاش أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عقودا من المعاناة، في ظل احتلال صهيوني، نهب الأرض، وسفك الدماء بغير حساب، مستعينا بقوى في الشرق والغرب، تسيّر أموره، وتعينه على تحقيق أهدافه، في ظل ضعف عربي وإسلامي لم تشهده الأمة من قبل".
وأضافت:" لقد عاش الجيل الأول من الآباء والأجداد؛ الذين عاصروا بداية الاحتلال الصهيوني يؤصلون في الأمة حُرمة المقدسات، وحق العودة للأرض، وواجب المقاومة، وبذل الدماء رخيصةً في سبيل الله، وظل المسجد الأقصى خطا أحمر، كلما اقترب منه العدو الصهيوني بالإيذاء أو الحفر أو الحرق، أو بغير ذلك من صنوف الاعتداء، انتفض المسلمون في فلسطين وخارجها يدافعون عنه، وينصرونه بما استطاعوا".
واستطردت جماعة الإخوان قائلة:" لقد شب أطفال الحجارة اليوم وهم يصنعون تاريخا جديدا يخطّونه بدمائهم الزكية، قادرين على اختراق كل التحصينات الأمنية الصهيونية، والوصول لحرم الأقصى الشريف، دون أن يهابوا محتلا ظالما".
وشدّدت على أنه "مهما طال الزمن سيبقى حقهم وحق الأمة في أرض فلسطين كاملة، وعاصمتها القدس الشريف، وسيظل شباب الأمة مدافعين عن حقهم؛ حتى يزول الاحتلال الصهيوني عن بلادنا، ويتم تحرير كل فلسطين والأقصى وعودة أهلها لها".
وقالت إن "مسيرة البيارق اليومية التي تحمل أبطال فلسطين، رجالا ونساء، كل يوم، من أطراف البلاد إلى المسجد الأقصى؛ لتبقى الصلاة فيه قائمة، ويظل المسجد عامرا على مدار اليوم كله برجال مؤمنين، قلوبهم مخلصة لله، وصدورهم عارية أمام بطش الصهاينة، يذودون عن حرمة المسجد، ويمنعون الصهاينة من العبث به".
وأشارت إلى أنها هي الوسيلة الأولى التي نجحت بفضل الله في أن يبقى الأقصى مفتوحا وعامرا سنوات طويلة، تدعمها حشود المسلمين في كل الدول، تناصرها وتشد أزرها".
وأردفت جماعة الإخوان:" لعل في هذه الهبّة ما يجعل الاحتلال الصهيوني وأعوانه يدركون جيدا أن الشعوب العربية المسلمة ما زالت قلوبها تنبض بحب الأقصى وفدائه، وتكون إيذانا بإفشال مخططات تمزيق الأمة".
واختتمت بالدعوة إلى توعية الشعوب، قائلة:" فهيا بنا جميعا للعمل على إيقاظ الشعوب، وتوعيتها بما يدبره لها الأعداء، وبما يستنفر طاقة الإيمان والتضحية فيها؛ دفاعا عن المقدسات؛ فالشعوب المسلحة بالوعي والإيمان والفداء لا تُهزم أبدا".