هاجم رئيس الحكومة التركية السابق أحمد داود أوغلو إسرائيل بشكل غير مسبوق ووصفها بالدولة المغتصبة "التي تقوم بواحد من أكثر الاحتلالات الممنھجة في التاريخ على مرأى من البشرية كلھا"، مغتصبة أرض المسلمين شبرا شبرا.
وفي بيان صادر عنه، ونشره الخميس على صفته في "فيسبوك"، قال داود أوغلو إنه من غير المقبول أن تصل الآن السياسات القمعية والدموية التي تتزايد يوما بعد الآخر في القدس إلى المسجد
الأقصى".
واعتبر السياسي التركي، أن إسرائيل تستغل مشاكل الدول الإسلامية لارتكاب "تلك الجرائم"، وأوضح: "من المؤسف أن تكون ضمانة إسرائيل في ارتكابھا لتلك الجرائم هي أن الدول الإسلامية عالقة في مشكلاتھا، تماماً كما رأينا في الأزمة الخليجية".
ورأى داود أوغلو أن إسرائيل مطمئنة "بسبب غياب أي رد حقيقي على عمليات القتل، والمنع، والقمع التي استمرت في التزايد حول المسجد الأقصى والقدس الشرقية في الأسابيع الأخيرة"، مطالبا منظمة التعاون الإسلامي بـ"أن تخرج عن صمتھا باعتبارھا أكبر منظمة جامعة للدول الإسلامية".
ودعا التعاون الإسلامية "لأن تجتمع بأسرع وقت ممكن للبحث عن حلول بشأن الأحداث الحالية في القدس. ولابد من تنحية المشكلات الداخلية للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والتركيز على مشكلتنا المشتركة، ألا وھي القدس".
وتابع الزعيم التركي بيانه بالقول: "لا يمكن لأحد أن يتنصل من المسؤولية إذا ما سمح باحتلال المسجد الأقصى على نحو مشابه لما رأيناه في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل"، وأشار إلى أنه "قد يكون للحكام أولويات مختلفة، لكن أولوية الشعوب المسلمة ھي القدس، وقد ينسى الحكام، لكن الشعوب المسلمة لن تنسى القدس أبدا".
كما وجه داود أوغلو رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا إن عليها أن ترى عظم حجم المشكلة حين لا تشرف إدارتھا على تحقيق التوازن بين الطرفين، ولابد لھا أن تتعلم الدرس مما يحدث .. لقد أساءت إسرائيل استغلال كل شكل من أشكال الدعم الذي تلقته، ودفعت داعميھا للتأسف على ذلك الدعم.
وخاطب رئيس الحكومة الأسبق الفلسطينيين بكلمات مؤثرة بالقول: "إن لدي احتراما عميقا لأشقائي الفلسطينيين والفلسطينيات الأعزاء الذين رعوا وحموا، أحيانا بمفردھم، القدس والمسجد الأقصى لعقود على حساب حياتھم. وسيجد نضالھم المنفرد، الجدير بالاحترام، بكل تأكيد الثواب العادل في وجود الله، ويجب أن يعلموا أنَّھم ليسوا بمفردھم".
وختم رسالته بالقول: "لقد خانت إسرائيل تاريخ يھودييھا، الذين عاشوا في ظل الحكم الإسلامي منذ الفتح الإسلامي للقدس في سنة 636 ميلادية فصاعدا، وبعد 830 سنة من إحلال صلاح الدين النظام مرة أخرى في القدس، وبعد 500 سنة من تسليم القدس للعثمانيين، وبعد 100 سنة بالتمام منذ انسحابھم منھا، تحاول إسرائيل تحويل تلك المدينة المقدسة بالنسبة للأديان الثلاثة إلى مدينة يھودية تماما".