شدد قيادي فلسطيني في الداخل المحتل عام 1948؛ على أن "مساومات وتهديدات" سلطات
الاحتلال الإسرائيلية وأجهزته الأمنية لن تؤثر على نصرة الفلسطينيين في الداخل المحتل للمسجد
الأقصى المبارك، وذلك في ظل حملة أمنية إسرائيلية كبيرة.
وقال الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948: "نحن بيننا عهد على نصرة المسجد الأقصى المبارك"، مؤكدا أن "المساومات والتهديدات لن يكون لها أي مردود أو تأثير على مواقفنا وقناعاتنا في أداء دورنا بنصرة المسجد الأقصى المبارك".
ورأى في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن "هذه مرحلة من مراحل الله للفرد منا وللأمة، وعلى كل منا أن يسجل موقفا يرضى عنه ربنا عز وجل ومسجدنا الأقصى وتاريخ هذه الأمة المشرف".
وأضاف: "فإما أن يكون هذا الموقف موقف النصير والداعم والمساند نقول فيه للمسجد الأقصى: أنت لست وحيدا.. ومن خلاله نكفكف دموعه، أو أن ننكص على أعقابنا لا سمح الله".
وأوضح الخطيب، أنه "ليس من شيم الأوفياء أن يتركوا المسجد الأقصى وحده في هذه المرحلة، ونحن على يقين أن الأقصى في هذه الأوقات يستعد لينفض عن نفسه غبار السنين، وأن يطوي تماما صفحة من التاريخ، اسمها صفحة الاحتلال الصهيوني كما طويت صفحة الاحتلال الصليبي".
إقرأ أيضا: الاحتلال يواصل قمع المقدسيين ويرفض إزالة البوابات الأمنية
ويبقى السؤال: "هل أنا أو أنت أو أي كان له أن يترك بصمة في هذا الخير القادم والفرج الآتي، وأن يكون جزءا من المرحلة القادمة؛ وممن يساهم في مرحلة فرج الأقصى؟" بحسب نائب رئيس الحركة الإسلامية الذي دعا إلى أن "لا يضيع أحد الفرصة وأن يترك بصمته وأن يكون له دور في تعجيل الفرج وتحرير المسجد الأقصى من دنس الاحتلال الإسرائيلي".
أخطار متعددة
وحول استجابة أهل الداخل المحتل لدعوات نصرة المسجد الأقصى في ظل الإجراءات الإسرائيلية، أكد الخطيب، أن الفلسطينيين في الداخل المحتل في "حالة من الغضب الجارف، والتهيئة النفسية غير العادية لنصرة الأقصى"، موضحا أن العديد من الحافلات "تنطلق صوب
القدس في كل الأوقات، رغم أن إمكانية إعادتهم عبر الحواجز الإسرائيلية أمر وارد".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال "تحاصر المسجد الأقصى وتحاول جاهدة أن تقلل من الحشود التي تصل إلى مدينة القدس نصرة للأقصى"، منوها إلى أن "العديد أيضا ممن يقصدون القدس من الداخل يذهبون بسياراتهم الخاصة لتجنب إعادتهم من قبل القوات الإسرائيلية".
وأوضح الخطيب، أن الأهل في الداخل هم "أهل الوفاء للأقصى والقدس؛ فهم من أطلقوا صرخة الوفاء بأن المسجد الأقصى في خطر منذ 21 عاما، وكان ذلك سببا مهما أن تدرك الأمة الأخطار المتعددة التي تتهدد المسجد الأقصى"، مشددا على أن "أهل الداخل الفلسطيني المحتل، مستمرون في أداء دورهم، ولن يديروا ظهورهم للمسجد الأقصى".
وكانت المخابرات الإسرائيلية، قد أرسلت للشيخ الخطيب "طلب حضور فوري" مساء الخميس الماضي، حيث خضع للتحقيق أكثر من أربع ساعات متواصلة.
وحول الإجراءات الإسرائيلية لمنع تضامن الداخل الفلسطيني المحتل مع المسجد الأقصى، أكد المحامي المختص في قضايا القدس، خالد زبارقة، والذي يقيم في أراضي عام 1948، أن "هناك حملة أمنية ومخابراتية كبيرة يقوم بها جهاز الشاباك الإسرائيلي من أجل تخويف الناس لثنيهم عن التضامن مع قضية المسجد الأقصى".
إقرأ أيضا: نائب رئيس الكنيست يدعو لتدشين كنيس بالأقصى.. لهذا السبب
الحل العسكري
وأوضح زبارقة لـ"
عربي21"، أن الحملة الأمنية الإسرائيلية تضمنت "حملة استدعاءات وتحقيقات للعديد من الشخصيات، تحمل في طياتها تهديدا مبطنا لمنعهم من المشاركة في أي نشاط أو عمل لنصرة الأقصى".
ولفت إلى أن المخابرات الإسرائيلية "تحاول أن تربط بين أي نشاط في الداخل المحتل لنصرة القدس والأقصى بالحركة الإسلامية التي حظرت إسرائيل نشاطها سابقا، وذلك لتخويف الناس من المشاركة فيه لأنه نشاط مخالف للقانون الإسرائيلي".
وقال زبارقة إن "الجمهور الفلسطيني ينتصر هنا دائما لقضية الأقصى والقدس بغض النظر عن الجهة التي ترعى أو تقوم بهذا النشاط".
ونوه المحامي المختص في قضايا القدس، أن الفلسطيني الذي يرغب من الداخل في الذهاب إلى مدينة القدس، "عليه أولا أن يتمكن من اجتياز عدة حواجز إسرائيلية وضعتها سلطات الاحتلال على كافة الطرق المؤدية للقدس وكذلك على مداخل المدينة المقدسة".
وأكد أن "إسرائيل باتت تتعامل مع قضية القدس والأقصى، تعاملا عسكريا تسعى من خلاله إلى فرض السطوة المخابراتية على التعامل مع الفلسطينيين في الداخل المحتل".
وتعصف في مدينة القدس المحتلة وجميع المناطق الفلسطينية حالة من الغضب الشديد عقب الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والقدس والمقدسيين، حيث تسببت الإجراءات باندلاع مواجهات كبيرة مع قوات الاحتلال في مختلف مدن الضفة والقدس المحتلتين، فيما لا يزال
الفلسطينيون يواصلون اعتصامهم على أعتاب المسجد الأقصى رافضين الدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية.