نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها للشؤون السياسية بيتر ووكر، يقول فيه إن حوالي 70 برجا سكنيا، تم فحصها إلى الآن بعد حريق غرينفيل، لم تتحقق فيها معايير السلامة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن وزارة المجتمعات والحكم المحلي ستعلن لاحقا عن الأرقام الدقيقة للبنايات التي فشلت في تحقيق المعايير؛ بسبب استخدامها كسوة وعازلا من المواد ذاتها التي كانت مستخدمة في
برج غرينفيل.
ويقول ووكر إنه من المعلوم أن حوالي 70 بناية فشلت في الاختبارات التي تم إجراؤها بعد النصيحة التي قدمتها لجنة من المستشارين المتخصصين بالسلامة من الحريق لمساعدة الوزارة، مشيرا إلى أن من السبعين بناية هناك تسع بنايات في سالفورد في مانشستر، يمتلكها المجلس المحلي، والبقية إما مملوكة ملكية خاصة، أو تملكها اتحادات إسكان.
وتذكر الصحيفة أن الحكومة أمرت بفحص البنايات التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 18 مترا، بعد حريق برج غرينفيل في 14 حزيران/ يونيو، الذي مات فيه ما لا يقل عن 80 شخصا.
ويلفت التقرير إلى أن كسوة البرج، المصنعة من مركب يدخل فيه الألمنيوم، عدت عاملا مساعدا على الانتشار السريع للنار، حيث كان يعتقد في البداية أن هناك 530 بناية سكن اجتماعي، أو تابعة لاتحادات إسكان مكسوة بالمادة ذاتها.
ويفيد الكاتب بأن الفحوصات التي قامت بها مؤسسة أبحاث البنايات وجدت أن تلك الكسوة فشلت في تحقيق معايير قابلة الاحتراق، لافتا إلى أنه مع الاقتراب من الانتهاء من الفحوصات كلها، فإن وزارة المجتمعات والحكم المحلي قالت الأسبوع الماضي، إن هناك 240 بناية تستخدم الكسوة المؤلفة من مركب يدخل فيه الألمنيوم.
وبحسب الصحيفة، فإن لجنة من خبراء السلامة، عينها وزير المجتمعات ساجد جاويد، أوصت خلال هذه العملية بإجراء اختبارات أكثر شمولا، حيث تتضمن ثلاثة أنواع مختلفة من المركبات التي تستخدم الألمنيوم مع أنواع مختلفة من العوازل، وهذا هو الاختبار الذي فشلت فيه عينات أخذت من 70 بناية من تحقيق المعايير الضرورية.
وينوه التقرير إلى أن تركيب العوازل الإسفنجية جاء تعديلا على تلك البنايات القديمة نسبيا؛ لجعلها أكثر فعالية من حيث استخدام الطاقة، حيث غطيت طبقة العازل هذه بكساء عازل للمطر، مصنع من مواد يدخل فيها الألمنيوم، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى إجراء فحوصات لقابلية هذه المواد للحريق فإنه كان يجب تركيبها بطريقة تمنع انتشار الحريق من خارج البناية.
ويورد ووكر أن وزير الإسكان في حكومة الظل جون هيلي، انتقد برنامج فحص البنايات بأنه بطيء وضيق، وقال إن الفحوصات على البنايات المرتفعة يجب أن تتضمن اختبار جوانب سلامة أكثر شمولا.
وتبين الصحيفة أن الفحوصات الجديدة ستشكل جزءا أساسيا من التحقيق في حريق غرينفيل، حيث يتوقع صدور تقرير ابتدائي يبين أسباب نشوب الحريق، واقتراح إجراءات لمنع تكراره في أماكن أخرى، بالإضافة إلى أن هناك تحقيقا موازيا تقوم به الشرطة في الظروف المحيطة بالمأساة.
وتختم "الغارديان" إلى أنه تبين يوم الخميس أن تحقيق اسكتلند يارد في الحريق توصل إلى أن هناك "أرضية معقولة" للاشتباه بارتكاب المجلس المحلي وكنزينغتون وتشيلسي والمؤسسة التي كانت تدير البرج، جريمة القتل الخطأ.