نشرت صحيفة "دير شتاندارد" النمساوية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الحديث الذي يتردد عن اقتراب موعد تنصيب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان ملكا خلفا لوالده سلمان بن عبد العزيز الذي أنهكه المرض، خاصة وأن هذا الأمير الشاب يسيّر في الوقت الراهن دواليب الحكم بصفة موقتة في ظل غياب والده.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن وسائل الإعلام
السعودية تداولت يوم الاثنين الماضي خبر سفر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى المغرب في إجازة خاصة. وفي الأثناء، تولى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان إدارة البلاد أثناء غياب والده.
وأكدت الصحيفة أن محمد بن سلمان أصبح بتاريخ 21 حزيران/ يونيو الماضي، وليا للعهد بعد إطاحته بابن عمه الأمير محمد بن نايف، الأمر الذي أثار جدلا واسعا وسط العائلة المالكة. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه تم إجبار محمد بن نايف، الذي يعاني من مرض السكري، على الاستقالة. ووفقا للصحيفة ذاتها، أكد أعضاء هيئة البيعة أن ابن نايف لم يعد قادرا على تولي منصب ولي العهد السعودي نتيجة معاناته من آثار عملية الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها سنة 2009.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المغردين على "تويتر"، ويدعى "مجتهد" روج للعديد من الإشاعات بشأن الملك السعودي ودائرته المقربة. ومؤخرا، أفاد "مجتهد" أنه من المفترض أن يتنازل الملك سلمان بن عبد العزيز عن الحكم لصالح ابنه قبل زيارته للمغرب، إلا أن ذلك لم يحدث. وتجدر الإشارة إلى أن بعض المصادر أكدت أن حساب "مجتهد" يعود إلى أحد أمراء
آل سعود، في حين رجحت مصادر أخرى أن هذا الحساب تابع لجهاز استخباراتي أجنبي، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن
ابن سلمان يعتبر الرجل الأكثر نفوذا في السعودية، حيث يتولى العديد من المناصب، فهو وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي، فضلا عن أنه صاحب مشروع "رؤية 2030". علاوة على ذلك، يرأس ولي العهد مجلس إدارة شركة "أرامكو"، ويبت في كل المسائل الأمنية. ومؤخرا، أمر الملك السعودي بإنشاء مجلس أمن دولة وذلك لمواجهة أنصار ابن نايف داخل "مفاصل" وزارة الداخلية.
وأفادت الصحيفة أن بعض الأمراء داخل عائلة آل سعود يعارضون تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد، من بينهم الأمير عبد العزيز بن فهد، نجل الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، الذي وجه يوم الثلاثاء الماضي شتائم لمحمد بن زايد (ودافع عن ابن نايف).
وأوردت الصحيفة أن التوتر الحاصل داخل على عائلة آل سعود يعود إلى صعود محمد بن سلمان السريع وظفره بولاية العهد، على الرغم من أنه لم يتجاوز بعد سن الحادية والثلاثين. وفي هذا الصدد، لسائل أن يسأل: لماذا يسعى ابن سلمان إلى تولي العرش قبل وفاة والده الذي يعاني من مشاكل صحية؟
في هذا الصدد، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" وجود تسجيل جاهز للعاهل السعودي لإعلان تنصيب ابنه على عرش المملكة.
وأضافت الصحيفة أن ولي العهد السعودي الحالي سيستغل تواجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منصبه، ليتربع على كرسي الحكم بصفة مبكرة، لا سيما وأن ترامب رحب بتعيين الأمير الشاب وليا للعهد. وتجدر الإشارة إلى أن محمد بن سلمان حظي باستقبال الملوك خلال زيارته للبيت الأبيض في شهر آذار/ مارس المقبل.
وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان ينتهج سياسة خارجية متهورة. وفي هذا الصدد، حذرت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية في أواخر سنة 2015 من "عدوانيته"، وذلك على خلفية تورطه في الحرب اليمنية في ابتداء من آذار/ مارس سنة 2015، بوصفه وزيرا للدفاع، ولم تنته الحرب ضد المتمردين الحوثيين بعد مرور سنتين ونصف على اندلاعها.
وتابعت الصحيفة أن حصار قطر يندرج في إطار هذه السياسة الخارجية العدوانية.
وقد جعلت هذه السياسة الخارجية؛ السعودية تتكبد خسائر مالية، بالإضافة إلى المشاكل التي تعاني منها البلاد جراء انخفاض أسعار النفط.
وفي المقابل، تقول الصحيفة إن محمد بن سلمان كسب تأييد الشباب السعودي، حيث أصبح نموذجا للحداثة والتطور بالنسبة لهم، على الرغم من أنه لم يدرس في الخارج على غرار بقية الأمراء السعوديين. من جهة أخرى، يسعى ولي العهد السعودي إلى إضفاء صبغة الحداثة على المجتمع السعودي بشكل يقطع مع الأعراف والتقاليد التي رسخها رجال الدين المحافظون.
وقالت الصحيفة إن صورة المرأة السعودية النمطية تغيرت، إذ أصبحت المرأة السعودية تخوض غمار الأعمال على الرغم من أنها ممنوعة من قيادة السيارة، فضلا عن تفشي ظاهرة الفصل بين الجنسين داخل المجتمع السعودي. من جهة أخرى، أصبح الشباب السعودي يرتاد المسارح والحفلات، حيث تم الإعلان مؤخرا عن بناء أكبر مدينة ترفيهية بالعاصمة السعودية، الرياض.