على ماذا يؤشر غياب الملك سلمان عن حفل نظيره المغربي؟

اختار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز طنجة المغربية مقرا لإجازته الخاصة للاستجمام بالقرب من الشواطئ المتميزة في المغرب، إلا أنه رغم مكوثه أسبوعا، فإنه لم يلتق بالعاهل المغربي محمد السادس حتى الآن، ما أثار بعض التساؤلات.

فقد ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي، تكهنات عدة إثر عدم التقاء الملكين، رغم أن الملك السعودي التقى نظيره المغربي العام الماضي خلال إجازته السنوية الخاصة. 

وشهد لقاؤهما في عام 2016 احتفاء من الصحف المغربية والسعودية، وحظي فيديو لهما حينها بتداول بين النشطاء.


وسبق أن أثارت صحف أن السعودية غاضبة من المغرب جراء طبيعة موقفها من الأزمة الخليجية، على الرغم من أن العاهل السعودي لم يغير مكان إجازته لهذا العام.

وكان لافتا اكتفاء الملك سلمان بتهنئة نظيره المغربي بمناسبة تجديد البيعة للأخير، وذكرى جلوسه على العرش، ببرقية فقط، رغم أن الاحتفالات أقيمت في مدينة تطوان على مقربة من طنجة التي يقضي فيها العاهل السعودي إجازته الخاصة.


ونشرت صحف مغربية قبيل الاحتفالات، أن الملك السعودي سيحضر المناسبة، وأنه ألغى جدوله للحضور إلى جانب نظيره المغربي إلا أنه لم يحضر.

وكان المغرب أعلن موقفا محايدا في الأزمة الخليجية، ورغبة في الوساطة من أجل إيجاد حل بين قطر ودول الحصار، في حين شرعت قنوات تابعة للسعودية في ممارسة الضغط على الرباط من أجل إعلان موقف واضح من الأزمة.

وأعلنت الرباط أيضا أنها سترسل مساعدات غذائية إلى قطر بأمر من الملك المغربي في بداية الأزمة، واعتبرتها بادرة "تضامن لا علاقة لها بالجوانب السياسية". 

وجاء في بيان لوزارة الخارجية حينها أن المغرب "مستعد لبذل مساع حميدة" في سبيل المساعدة على حل الأزمة الخليجية.

وفي سابقة، تعمدت حينها قناة "العربية الحدث" استفزاز المغربيين، من خلال وصفها للصحراء المغربية في أحد برامجها بـ"الأرض المحتلة" و البوليساريو بـ"الجمهورية العربية الديمقراطية"، وهي قضية حساسة مغربيا.

وكانت الرياض تتوقع من الرباط أن تصدر موقفا متماشيا مع موقفها الحازم تجاه قطر، فالمغرب معروف بكونه من أهم الحلفاء الاستراتيجيين للسعودية. 

من جهته، أوضح مصدر مغربي رسمي لـ"عربي21" طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن وجهات النظر تختلف بين السعودية والمغرب في التعاطي مع الأزمة الخليجية، إلا أنه أكد أن العلاقات بين البلدين "متينة" على جميع الأصعدة.

ونفى أن يكون هناك توتر بين الجانبين بسبب الأزمة مع قطر، ولكنه الرفض الحديث عن أي انتقاد سعودي للمغرب بخصوص الأزمة الخليجية. 

في حين لم يصدر أي تعليق رسمي سعودي عن الأمر، إذ إن العاهل السعودي في زيارة غير رسمية للمغرب، لقضاء إجازة خاصة.