كشف خبير عسكري روسي عن
الصراع الخفي بين حلفاء الأسد داخل الأراضي السورية.
وأكد الخبير العسكري الروسي أنطون مارداسوف أن الصراع بين
روسيا وإيران آخذ في الاتساع، خصوصا بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار جنوب
سوريا.
يقول مارداسوف في مقال نشره موقع "غيوبوليتيكا"، إن طهران تجر موسكو إلى جولة جديدة من الحرب الأهلية، ولكن حتى الآن من دون جدوى.
ويؤكد مارداسوف الذي يرأس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط وقوات المنطقة المسلحة في معهد التنمية الابتكارية، أن التباين في موقف روسيا وإيران بدأ يتسع تدريجيا بالتزامن مع النشاط الذي تبذله موسكو في التفاوض مع المعارضة السورية المسلحة، لتحقيق هدف وقف إطلاق نار ثابت.
ويشير مارداسوف إلى أن المفاوضات التي أدت إلى اتفاق القمة الروسي–الأمريكي، بعيدا عن العلانية في العاصمة الأردنية عمان من دون حضور طهران. ويرى فيه أنه يلغي واقعيا الشروط التي نصت عليها مفاوضات "أستانا" حول المنطقة الجنوبية في سوريا، بمشاركة الجانب
الإيراني. وعلاوة على ذلك، فقد فرضنا عمليا الاتفاق على إيران، التي أصبحت ملزمة بإبعاد الفصائل الموالية لها مسافة 40 كم عن حدود إسرائيل والأردن، والموافقة على نشر الشرطة العسكرية الروسية هناك، لتدعيم ركائز الأمن في هذه المناطق.
"في ذلك الحين، كان من الواضح أن طهران لم تكن راضية، وأبدت مخاوفها من أن تصبح "مشاورات عمان" بالتدريج بديلا لمسار أستانا، التي تشارك فيه كدولة ضامنة" حسب مارداسوف.
كما يشير مارداسوف إلى الاتفاق الآخر الذي وقعه الجانب الروسي في العاصمة المصرية حول منطقة أخرى لخفض التصعيد في الغوطة الشرقية، مع القوة المهيمنة في هذه المنطقة "جيش الإسلام"، التي أدرجتها وزارة الدفاع الروسية رسميا في قائمة "المعارضة المعتدلة"، منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي. ومرة أخرى من دون إيران؛ حيث تم نشر الشرطة العسكرية الروسية على مداخل هذه المناطق.
ومن الجدير بالذكر أن في منطقة دمشق التي تعدُّها إيران "بوابة" لتوريد السلاح إلى "حزب الله"، يوجد عدد كاف من وحدات الحرس الثوري الإيراني والقوات الشعبية المحلية والأجنبية التي تمولها إيران، كما لا تخفي القيادة العسكرية الروسية في اللقاءات الخاصة، حقيقة
التنافس مع إيران في شرق حلب، حيث الجنود الروس هناك وممثلو الأجهزة الأمنية الروسية المتحدرون من شمال القوقاز، يحرصون على بسط الأمن والنظام الشامل، بما يشمل تسيير الدوريات العسكرية والتعاون الوثيق مع الشيوخ من كبار القوم. في حين أن طهران لا تفوت فرصة لتعزيز نفوذها في شرق حلب عبر توسيع وجود المليشيات التي تشاطرها أيديولوجيتها.
في هذا الصدد، يقول رئيس مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية الابتكارية كيريل سيمونوف حول العلاقات الروسية–الإيرانية في سوريا: "إيران ترى أن حل النزاع في سوريا هو بتحقيق الانتصار الكامل على المعارضة المسلحة، وتطلب دعما روسيا مباشرا، في حين أن موسكو تسعى لتحقيق تسوية سلمية وسياسية".